وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الشيخ ياسين الاسطل للرئيس عباس:استحييت.. كيف ادعو صاحب البيت الى بيته.. فالبيت بيتك والدار دارك أيها الرئيس الكبير

نشر بتاريخ: 19/06/2008 ( آخر تحديث: 19/06/2008 الساعة: 17:20 )
بيت لحم -معا- "أنت بيننا أباً رحيما ، وأخاً كريما ، وقائداً شجاعا ، تصدق ولا تكذب ، وتوفي ولا تغدر ، تقدم عند الإحجام عن المعالي ، وتحجم عند الإقدام على المهاوي ، كلامك قليل ، وفعلك جليل ، شعبك يفرح لمقدمك ، كباراً وصغاراً ، شيباً وشباناً ، رجالاً ونساء ، تراهم هبوا للقائك ، وأسرعوا لمجيئك ، فأنت ملء الجفون ، وحدق العيون ، ومن أبغضك إنه لمغبون ".

بهذه الكلمات خاطب فضيلة الشيخ ياسين الأسطل الرئيس العام ورئيس مجلس الإدارة للمجلس العلمي للدعوة السلفية بفلسطين الرئيس محمود عباس داعيا اياه لزيارة غزة

واضاف فضيلته: منذ شهور وأنا أفكر في دعوتك إلى أهلك وبلدك في غزة ، ولكنني استحييت والحياء من الإيمان ، كيف أدعو صاحب البيت إلى بيته ، فالبيت بيتك ، والدار دارك ، والأهل أهلك ، أيها الرئيس الكبير ، الكبير بقلبك ، الكبير بنفسك ونََفَسِك، الكبير بهمومك وهمتك ، أنت الكبير بعزمك وعزيمتك ، أنت الكبير بشعبك وأمتك ، وصدق انتمائك ، أنت الكبير بتاريخك الطويل ، أنت أيها الوالد والأخ الكبير بخلقك الحسن ، كم حاول المحاولون أن يفتوا في عضدك ، وأن يضعفوا من حزمك ، وهيهات هيهات أن ينالوا من إرادتك ، فأنت أنت ، كما عرفناك ، لست من أهل الجعجعة ، ولا أهل القرقعة ، فضلاً عن الطنطنة ، والدندشة ، بل أنت من أهل العمل ، لا يزيدك من مدح ، ولا ينقصك من قدح ، لست معصوماً من المعصومين ، ولكنني أحسبك إن شاء الله من المؤيدين ، فقد زانك الله بالحلم ، ونسأله أن يرفعك مع الإيمان بالعلم ، لا يضيرك من يصيح بك ، ويكيد لك ، فأنت الصبور لا من عجز بل من قدرة ، تترافع على الصغار والصغائر ، وتتعالى على الجراح وإن بلغت القلوب الحناجر ، تعامل الناس بمثل ما يجب أن تعاملهم ، لا بمثل ما يعاملونك ، أنت الكبير حتى مع مخاصميك تحلم عنهم بينما يجهلون عليك ، وتحسن إليهم بينما يسيئون إليك . وفيما يلي النص الكامل للمقال تحت عنوان:

أيها الرئيس .. إن الحياء يمنعني .. !!

منذ شهور وأنا أفكر في دعوتك إلى أهلك وبلدك في غزة ، ولكنني استحييت والحياء من الإيمان ، كيف أدعو صاحب البيت إلى بيته ، فالبيت بيتك ، والدار دارك ، والأهل أهلك ، أيها الرئيس الكبير ، الكبير بقلبك ، الكبير بنفسك ونََفَسِك، الكبير بهمومك وهمتك ، أنت الكبير بعزمك وعزيمتك ، أنت الكبير بشعبك وأمتك ، وصدق انتمائك ، أنت الكبير بتاريخك الطويل ، أنت أيها الوالد والأخ الكبير بخلقك الحسن ، كم حاول المحاولون أن يفتوا في عضدك ، وأن يضعفوا من حزمك ، وهيهات هيهات أن ينالوا من إرادتك ، فأنت أنت ، كما عرفناك ، لست من أهل الجعجعة ، ولا أهل القرقعة ، فضلاً عن الطنطنة ، والدندشة ، بل أنت من أهل العمل ، لا يزيدك من مدح ، ولا ينقصك من قدح ، لست معصوماً من المعصومين ، ولكنني أحسبك إن شاء الله من المؤيدين ، فقد زانك الله بالحلم ، ونسأله أن يرفعك مع الإيمان بالعلم ، لا يضيرك من يصيح بك ، ويكيد لك ، فأنت الصبور لا من عجز بل من قدرة ، تترافع على الصغار والصغائر ، وتتعالى على الجراح وإن بلغت القلوب الحناجر ، تعامل الناس بمثل ما يجب أن تعاملهم ، لا بمثل ما يعاملونك ، أنت الكبير حتى مع مخاصميك تحلم عنهم بينما يجهلون عليك ، وتحسن إليهم بينما يسيئون إليك ، تبادرهم بالخير وإن ابتدروك بالشر ، وكأنك من أهل الصدر الأول فيما جبلت عليه ، بل أنت من أصحاب الفضل فيما تطلعت إليه ، ها قد دللت بفعالك على صدق أقوالك ، بادرت بالصلح أبناءك المعرضين ، وأرسلت إليهم أعوانك المخلصين ، لم يكن يوماً قريباً منك قلمي إلا في هذه الأيام ، لكنَّ قلبي وشعوري هو قريبٌ على الدوام ، فأنا من فلسطين البلاد المباركة من أرض الشام ، مسرى رسول الله عليه وآله وصحبه أزكى الصلاة وأتم السلام ، ومن بيت مقدسها معراجه إلى السماء ، أحس إحساسكم ، وأجد وجدانكم ، يدي مع أيديكم ، وخطوي مع خطوكم ، أقول ذلك وليعلم كل أحد أنه ليس من باب التزلف لأجل المنفعة الدنيوية فلست من المندفعين اللاهثين وراءها ، ولا من موظفي السلطة لأترقى في درجات الرواتب ؛ ولكني - ولي الأمر أيها الرئيس - أقوله وأعلنه اعتقاداً بقلبي , وإقراراً بلساني ، وتوثيقاً بيدي التي صافحت بالسمع والطاعة والنصح في الأمر - على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم - يدك ، وهو شأن السلف رضي الله عنهم مع الأمراء ، وفي الحديث من رواية الترمذي وأحمد وغيرهما عَنْ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

" إِذَا أَحَبَّ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُعْلِمْهُ إِيَّاهُ "

إنني والله أحب فيك بعيد النظر ، ودقيق الفِكَر ، وطيب الأثر ، وحسن الخلق ، وسعة الصدر ، والصبر الجميل ، وحفظ الإخاء ، ونسيان الأسى ، والمثابرة على السعي بلا كلل ولا ملل ، كما وأتوسم فيك أن تكون عوناً على كل خير ، وعلى دفع كل شر ، أقول هذا وأكتبه نصرةً ووفاءً لكم بحقكم في وقتٍ وجب علينا في الدين إذ نوزعتم أن ننصركم بما نعلم من حجة الدين ، وبرهان السنة ، ومنهاج السلف رضي الله عنهم ، ففي صحيح مسلم عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ رَبِّ الْكَعْبَةِ عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما قَالَ :

كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ ... فَقَالَ :

" إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ وَيُنْذِرَهُمْ شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ وَإِنَّ أُمَّتَكُمْ هَذِهِ جُعِلَ عَافِيَتُهَا فِي أَوَّلِهَا وَسَيُصِيبُ آخِرَهَا بَلَاءٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا وَتَجِيءُ فِتْنَةٌ فَيُرَقِّقُ بَعْضُهَا بَعْضًا وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ هَذِهِ مُهْلِكَتِي ثُمَّ تَنْكَشِفُ وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ هَذِهِ هَذِهِ فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنْ النَّارِ وَيُدْخَلَ الْجَنَّةَ فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ وَمَنْ بَايَعَ إِمَامًا فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ فَلْيُطِعْهُ إِنْ اسْتَطَاعَ ..الحديث "

وفقكم الله ورعيتكم بحسن التوفيق ، وأعانكم ومن معكم وحولكم بالحق على التحقق والتحقيق ، لتقيموا الدين السمح بعيداً عن الأغراض والأهواء ، وعلى السبيل القويم والسنة الغراء ، فقد اعوجت بالناس موارد الشريعة ، ومالت بأصحابها والأغرار الأقوال الشنيعة ، ونحن في نشر الإيمان لبسط الأمن ميامنكم ، وفي نهج اليسر لتيسير الحال مياسركم ، فمرحباً بك دوماً في غزة ، أنت بيننا أباً رحيما ، وأخاً كريما ، وقائداً شجاعا ، تصدق ولا تكذب ، وتوفي ولا تغدر ، تقدم عند الإحجام عن المعالي ، وتحجم عند الإقدام على المهاوي ، كلامك قليل ، وفعلك جليل ، شعبك يفرح لمقدمك ، كباراً وصغاراً ، شيباً وشباناً ، رجالاً ونساء ، تراهم هبوا للقائك ، وأسرعوا لمجيئك ، فأنت ملء الجفون ، وحدق العيون ، ومن أبغضك إنه لمغبون .

بقلم / الشيخ ياسين الأسطل
الرئيس العام ورئيس مجلس الإدارة
المجلس العلمي للدعوة السلفية بفلسطين
خان يونس في الخميس 15 /6/1429هـ الموافق 19/6/2008 إفرنجية .