وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

قراءة في مقال يحيى بصه بقلم - عبد المطلب الشريف - أمين الصندوق

نشر بتاريخ: 21/06/2008 ( آخر تحديث: 21/06/2008 الساعة: 17:34 )
بيت لحم - معا - بداية نقدر ونثمن للسيد بصه حرصه الشديد على القدس ورياضتها ، لأن في ذلك دلالة واضحة على حرصه ايضاً على الوطن ورياضته الفلسطينية بشكل عام ، على اعتبار أن القدس عروس هذا الوطن وقبلته الأولى ، ومع ذلك كنّا نتمنى أن يكون حريصاً ايضاً على توخي الدقة والبحث عن الحقيقة فيما يتلقاه من معلومات ، ولا ضير فيما لو كلف نفسه بالإتصال مع أصحاب الشأن أو أي طرف آخر محايد للسؤال أو الإستفسار عنها ، بدل ان يجعل من نفسه مادة جيدة التوصيل لآراء بعض من حوله من الأصدقاء والزملاء ، أو أن يكون - مع الإعتذار مسبقاً عن المصطلح - بوقاً ينفخون فيه وينفثون من خلاله سموم حقدهم على إتحاد الكاراتيه وقيادته ، ليس لسبب وإنما لأن هذا الإتحاد بنزاهته وشفافيته وحرصه على ابناء الوطن قد وضع حداً لتفرد واستغلال بعض المدربين ممن يعتبرون انفسهم من الصف الأول وبالتالي يعطون أنفسهم الحق في التصرف كما يشاؤون ، وذلك من خلال تواصل إدارة الإتحاد ولجانه العاملة مع جميع المدربين والحكام واللاعبين في جميع محافظات الوطن ، وعملهم بشكل مستمر على تطويرهم ورفع كفاءتهم حتى باتوا هم الأفضل والأكثر معرفة وتطوراً ممن أصروا على البقاء داخل عروش العاج الوهمية التي بنوها لأنفسهم .

ولو فعل السيد بصه ذلك لكان قد أصاب الحقيقة كاملة أو جزأً منها على الأقل ، ولكان قد خفف عن نفسه حدة الإنفعال الضار بصحته ، ولأحجم ونأى بنفسه عن توزيع التهم بالباطل يساراً ويميناً على من لايعرفهم ، وكأنما يبيع على الرصيف مواداً تالفة قد انتهى تاريخ صلاحيتها .

ولو سعى السيد يحيى الى الحقيقة لاكتشف أنه كان من الأجدر به أن يوجه لومه الى عضوي مجلس إدارة الإتحاد عن محافظة القدس اللذان لم يكلفا نفسيهما حضور اجتماع الهيئة العامة لدعم مرشح القدس ومساندته والتصويت له بدلاً من لوم أعضاء المحافظات الأخرى .

ولو سعى السيد بصه الى الحقيقة لوجد أن بعضاُ من ممثلي أندية القدس في الهيئة العامة قد بذلوا جهوداً خارقة لإفشال بعض مرشحي المحافظات الأخرى من خلال اتصالاتهم مع معظم أعضاء الهيئة العامة في الضفة والقطاع ، ولا أعتقد أن من المنطق أن تحرّم على غيرك ما تحلله لنفسك .

ولو سعى السيد بصه الى الحقيقة لعرف أن ناديين اثنين فقط من محافظة القدس قد حضرا الإجتماع فيما تغيب الأعضاء الآخرين ، في دلالة على أن مندوبي بعض المحافظات انتخبوا ابن القدس كما يسميه في الوقت الذي تخلى عنه باقي ابنائها من أعضاء الهيئة العامة .

وفي الختام نقول للسيد بصه ،قد تكون الحقيقة مرة ، ولكن ذلك لا يمنع من مواجهتها والبحث عنها ، وأن ما حصل قد يكون من قبيل الدفاع عن النفس مقابل هجوم الآخرين ، ولا يرتبط بمحافظة القدس أو غيرها ، وليس منّا من يتآمر على القدس أو غيرها من أجزاء الوطن ، فالوطن واحد والتاريخ واحد وكفانا لعباً أو تلاعباً بالجغرافيا المقيتة لتحقيق مآرب ومصالح شخصية . وأذكّره بقول الله تعالى ( يا أيها الّذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) صدق الله العظيم .