وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

حزب التحرير ينظم ندوة سياسية في قلقيلية

نشر بتاريخ: 21/06/2008 ( آخر تحديث: 22/06/2008 الساعة: 00:05 )
قلقيلية -معا- عقد حزب التحرير بقلقيلية ندوة سياسية مشتركة لكل من الدكتور ماهر الجعبري وعلاء أبو صالح من كوادر الحزب، مساء اليوم السبت في مسجد علي بن أبي طالب "السوق"، حول النظرة السياسية لمستقبل القضية الفلسطينية وعلاقتها بفرضتي الجهاد والخلافة، بحضور عدد كبير من المهتمين والناشطين السياسيين من مختلف الفصائل.

وتحدث الدكتور الجعبري حول ما سمّاه "انحدار القضية" في أعمال الساسة والقادة والفصائل وتنقّلها من مبادرة إلى أخرى منذ ستة عقود بلا حل واعتبرها كالريشة في مهب ريح التنافس على المصالح بين قوى الغرب في أوروبا وأمريكا، بعد أن نفى وجود مشروع متكامل لإنقاذ فلسطين لدى الجهات الفلسطينية الرسمية والتنظيمية، ودعا إلى مباشرة ما سمّاه "حوارا جادا يضع النقاط على الحروف بدل أن تبقى هذه القضية تدور في حلقة مفرغة".

فيما اعتبر النظر للقضية كجزء مبتور عن قضية الأمة وموصول بالمصالح الغربية يؤزّم ويقزّم القضية، وقال" أن ذلك يدفع أصحاب طرح حل الدويلة الفلسطينية، من حيث يدرون أو لا يدرون، نحو تصفيتها بدل حلّها" حسب تعبيره. معتبرا أنه لا يجوز فصل قضية فلسطين عن سياق الصراع العالمي بين إرادة الأمة وإرادة الغرب.

ثم انتقد استناد العمل السياسي وأطروحات الحل إلى رؤية بوش التي قال أن مستواها من حيث الدولة وتفاصيل الحل قد تراجع عن مستوى الرؤية التي بلورتها أمريكا منتصف القرن الماضي، حيث تحوّلت المعالم المحددة للحل إلى ملفات خاضعة للتفاوض وبالتالي للتنازل مثل موضوع اللاجئين.

وقال أن أمريكا جاهزة دائما للتخلي عن حلفائها إذا انتهت مدة صلاحيتهم ومستعدة لاستبدالهم من خلال حركات ترفع شعار الإسلام بعد أن ترتضي استبعاد الإسلام من المعترك السياسي وتسير حسب قواعد اللعبة العالمية أو الأمريكية مستشهدا بالتجربة التركية.

وحسب طرح الدكتور الجعبري فإن أمريكا تنظر لشكل الحل وتفاصيله وبنوده الأمنية التي تحقق أمن اسرائيل وبالتالي حماية مصالح أمريكا وأمنها أكثر مما تنظر لمن ينفذه.

ثم تحدث أبو صالح حول تأصيل مفهوم الجهاد، مبيّنا جهاد الطلب وجهاد الدفع، وبيّن أن الجهاد بنوعيه ليس طريقاً لإستئناف الحياة الإسلامية وإقامة الدولة الإسلامية لأن الطريقة تستند للعمل السياسي في الأمة بدون العمل المسلح، بينما الجهاد يستهدف استئصال الاحتلال بالسلاح. واعتبر المقاومة صورة من صور جهاد الدفع.

وقال أن علاقة الأمة بالجهاد بعد هدم الخلافة لم تتعد أعمال المقاومة والأعمال الجهادية الفردية وغاب عنها فرض الجهاد بمعناه الأساس المتمثل في تحرك الجيوش لتحرير البلدان المحتلة والمعتدى عليها.

واعتبر أبو صالح أن واقع الأعمال المسلحة التي تقوم بها الحركات الجهادية هي في غالب الأحيان أعمال جهادية فردية مشروعة وممدوحة شرعاً غير أنه قال أن هذه الأعمال هي صورة متواضعة من صور جهاد الدفع .

وطالب أبو صالح أن تقلع الحركات الجهادية عن طلب المساعدات المالية أو السياسية من الدول القائمة في العالم العربي والإسلامي، وفي المقابل أن تحمّل هذه الأنظمة وجيوشها مسؤولية تحرير بلاد المسلمين المحتلة وان تطالب الجيوش بمؤازة جهادهم.