وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ساركوزي... اليوم في تل أبيب و غدا في بيت لحم .. الزيارة والدلالة.. وحساب التوازنات

نشر بتاريخ: 23/06/2008 ( آخر تحديث: 23/06/2008 الساعة: 17:26 )
بيت لحم - معا - تقرير خاص - تزدحم الزيارة التي يقوم بها الرئيس الفرنسي نيكولاساركوزي اليوم لإسرائيل و غدا للاراضي الفلسطينية، في اول زيارة رسمية له كرئيس لفرنسا .... تزدحم بالمعاني والدلالات، ليس أقلها محاولته إظهار فرنسا كما لو أنها مازالت تحافظ على لياقاتها البدنية في السير فوق الحبال المشدودة دون أن يختل توازنها، فتسقط في شباك الإنحياز والتزلف لإسرائيل . وهي الشباك التي سقطت فيها الإدارة الأمريكية ولم تغادرها منذ سنوات طويلة، بل تزداد عمقاً وتزلفاً مع تعاقب الإدارات الأميركية .

فالرئيس الفرنسي في الخطاب الذي ألقاه أمام الكنيست الإسرائيلي اليوم أبدى حرصاً غير عادي على أمن إسرائيل على نحو أغضب النواب العرب فيها، فيما حرص على تقديم الوعد للفلسطينيين بدولة ديمقراطية، وهي نبرة يحاول من خلالها ساركوزي الذي سيكون غداً بضيافة نظيره الرئيس محمود عباس في مدينة بيت لحم للتوقيع على إتفاقية لإقامة منطقة صناعية في المدينة .. نقول أنه يحاول تقديم السياسة الفرنسية كسياسة متوازنة تحرص على أمن إسرائيل مثلما تحرص على حق الفلسطينيين في دولة خالية من الاستيطان باعتباره عقبة امام السلام مثلما اكد حرصه على حل قضية اللاجئين .

وكان ساركوزي قال لصحيفة "يديعوت احرونوت" عشية زيارته لاسرائيل: '' ان الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة هو العقبة الاساسية لاتفاق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين'' ثم طالب اسرائيل ''بتجميد البناء في المستوطنات''.

فساركوزي الجالس في الاليزيه اليوم ليس هو ساركوزي المنافس لخصمه السابق جاك شيراك .. من هنا تفهم تصريحاته التي اكد فيها على حق الشعب الفلسطيني في دولة ديموقراطية خالية من الاستيطان وهي تصريحات لن تروق لمضيفيه في تل ابيب .

وهو ما اعاد تاكيده اليوم امام الكنيست الاسرائيلي " إنه لا يمكن إحلال السلام بدون وقف النشاطات الاستيطانية وإيجاد حل لقضية اللاجئين لا يمس بطابع دولة إسرائيل وبسيادتها وبدون الاعتراف بمدينة القدس عاصمة مشتركة للدولتين الإسرائيلية والفلسطينية مع ضمان حرية العبادة والوصول إلى الأماكن المقدسة للجميع."

زيارة ساركوزي غداً لمدينة بيت لحم تحمل الكثير من الدلالات والإشارات علها تعوض بعضاً من النكوص الأمريكي عن وعود إقتربت إستحقاقاتها ، ولما تظهر بوادرها في الأفق، فيما يخيم الإنحباس السياسي على الحالة التفاوضية على نحو يشير أن الموعد سينتهي دون أن يتحقق الوعد .. ففرنسا الصديقة للشعب الفلسطيني لازالت على عهدها تحافظ على ود قديم كما يقول محللون .