وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

كلاسيكو الكبار ينتهي للإسبان

نشر بتاريخ: 23/06/2008 ( آخر تحديث: 23/06/2008 الساعة: 17:37 )
بيت لحم - معا - منتصر إدكيدك - فعلها الاسبان وتفوقوا لأول مرة بركلات الترجيح على المنتخب الازوري الأزرق، بطل العالم الذي نال اللقب العالمي الأخير بركلات الترجيح أيضا. فمنذ أكثر من 88 عاما، أي منذ العام 1920 في دورة الألعاب الأولمبية لأول مره يتفوق الفريق الاسباني على الفريق الايطالي، ويعتبر الدور الربع النهائي الذي شكل عقدة حقيقية بالنسبة للاسبان الذي خرجوا في ثلاث بطولات سابقة من نفس الدور ونفس مقاطع التاريخ، والتي كان أولها عام 1986 أمام المنتخب البلجيكي، وثانيها عام 1996 أمام المنتخب الانجليزي، وآخرها في ربع نهائي مونديال 2002 أمام كوريا الجنوبية. العقدة التي كسرت وتبددت في ركلات الترجيح في هذه المرة بعد أن تلاعب مصارعي الثيران الاسبان بالكرات وباللاعبين الايطاليين على طوال أشواط المباراة، ولكنهم لم يستطيعوا أن يضربوا سهامهم في الوقت المحدد من وقت الصراع لينهوها بركلات الحظ.

وبالنسبة للتحليل الداخلي للمباراة، فلقد اثبت الفريق الاسباني منذ انطلاق الصافرة الأولى بأنه الأفضل لعبا واستحواذا على الكرة، وكان واضحا عندما عرض على الشاشة بأن نسبة استحواذ الاسبان 70% مقابل 30 % للازوري الذي بدا نحيلا بالشوط الأول، ولا ننسى بأن الثنائي توريس وديفيد فيا قد تبادلا العديد من الكرات التي كانت يجب أن تودع في شباك الحارس الأفضل عالميا بافون، الذي نال اللقب في النسخة العالمية الأخيرة بعد تلقى مرماه دفين فقط طوال البطولة.

وكذلك لوحظ الانسجام والتفاهم الكبير بين لاعبي المنتخب الاسباني الذين كانوا يبدؤون الهجمات بتحضيرات جميلة من لاعبي الوسط لتنتقل الكرات للهجوم الفعال، ولكن بالمقابل بدا الانكسار الحقيقي في صفوف خط الوسط والهجوم الايطالي الذي لم يفلح بتسديد كرة تحمل كما من الخطورة بشكل مباشر، واقصد هنا طوني الذي أحكمت جميع الثغرات أمامه من قبل اللاعبين الاسبان.

وهنا يجب الوقوف على الخطة الكلاسيكية التي لعب بها المدرب الاسباني لويس آراغونيس البالغ من العمر 69، والذي أثبتت خبرته بأنة مدرب قدير، ففي المباراة كانت تشكيلته 4-4-2 أي كلاسيكو عادي اسباني، واذكر هنا الكلاسيكو الروسي المشابه تماما والفعال بنفس الطريقة، أما المدرب دندزني الذي يتعرض الآن للصفعات والانتقادات فلقد لعب بتشكيلة حديثة والتي كانت 4-1-3-2 التشكيلة التي بدا واضحا وجود الثغرات في ثلاثية الوسط من الجهة اليسرى في الشوط الأول، وكذلك وضوح الضعف الهجومي في الشوط الثاني، لأن اللاعبين لم يكونوا بتلك اللياقة العالية التي كانت تمكنهم من الاندفاع للهجوم بشكل سريع والعودة بالشكل الأسرع. هذا ما أكد نظرية الكلاسيكو التكتيكي الذي اثبت بأنه الأفضل حتى الآن في هذه البطولة ببساطته وعدم تعقيده أمام الخطط الحديثة.

وبالإشارة للهجوم الايطالي العاجز، ففريق يضم في صفوفه هداف الدوري الألماني "لوكا طوني" وهداف الدوري الايطالي "دل بييرو" كان عليه أن يكون هدافا في هذه البطولة، ولكن بدا واضحا بان انسجام الهدافين الايطاليين منذ المباراة الأولى غير موجود، ودليل ذلك بأن الهدفين اللذين تلقاهم مرمى الحارس الفرنسي كوبيه لم يكونوا بالأهداف التكتيكية على قدر الحظ في إحرازهما.

في النهاية لقد ابتسمت ركلات الترجيح للمنتخب الاسباني الذي كسر عقدته في هذه المباراة، ولكن هنا يجب الإشارة بأن حراس الفريقين هما أفضل الحراس عالميا ولهذا في اعتقادي كانت المباراة بنهاية من هذا النوع متكافئة، وتصدى كليهما لعدد من الضربات دليل ذلك إلا أن الحظ بالنهاية لم يوفق اللاعبين الايطاليين الذين عرفوا بأنهم غير محظوظين.