وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

في المشمش ! بقلم - صالح حساسنة

نشر بتاريخ: 29/06/2008 ( آخر تحديث: 29/06/2008 الساعة: 20:06 )
بيت لحم - معا - لا أدري هل يفترض أن يفرح المرء " كمانشستراوي " بعد الفوز ببطولتي الدوري الانجليزي والتشامبيونز ليجا الأوروبية ، فأنا أعلم وكلنا يعلم ، أن ( الشياطين الحمر ) لم تحقق إنجازاً يستحق وضعه في موسوعة (جينيز) للأرقام القياسية ، لأن مانشستر يونايتد وبكل بساطة يفوزون على هذا وذاك بمنتهى السهولة ، ويضربون الفرق محلياً وأوروبياً بأكوام مكومة من قبلات الأربعة والخمسة ،ويظفرون بالبطولات جمعاء "برمشة عين" ، وذلك لوجود مزيج من المواهب الكروية يتقدمهم ( ناكر الجميل ) الولد البرتغالي ، ذو المكنة الرونالدي !
كريستيانو رونالدو لم يقدم للنادي الأحمر أي شيء يذكر بعد ، لا بل لن ولم يعط نصف ما قدمه ( ديفيد بيكهام ) و ( ايريك كانتونا ) مثلاً لكي ينتقل إلى ناد آخر ، يظنه ملكياً يدعى ( ريال مدريد ) ، فكل الذي أعطاه هو موسمين كبيرين، بعد أن صبر عليه رجل المراحل ( السير أليكس فيرغسون ) سنين طويلة ، لكي يخرج للعالمية لاعباً " خائناً " يركض وراء المال المنثور ، فكلنا يعرف أن رونالدو أصبح " سيده قرشه " وهمه " مصالحه" كما يقول المثل الشهير ، وأن كرة القدم والبطولات والتكتيك الكروي يأتي في آخر اهتماماته - هذا إذا كان مهتماً حتى - أو في ( مزبلة التاريخ ) ، أو في دورات المياه العادمة الموجودة تحت الأرض !
فلو كان حبيبنا (رونالدو) يمتلك ذرة من الاحترام لنفسه ولناديه ولمدربه الذي قدمه للعالمية ، لما قرر أن يتصرف بصبيانية ويصرح بأنه يود أن يترك ( القلعة الحمراء ) من دون سبب ، ولو كان يمتلك ( نفخة ) كرامة ، لما قال في تصريحه من معسكر البرتغال ، في أول أيام مونديال النمسا وسويسرا ، أنه لا يريد أن يقابل ( أليكس فيرغسون ) ، حتى لو قطع تذكرة من جنوب فرنسا إلى المعسكر البرتغالي ، لإقناعه بالعدول عن تصرفاته ، التي ستوديه إلى سفوح الهاوية المستديمة لا محالة ، والمغضب في الأمر أن ( الفريق الملكي ) يحاول بشتى الوسائل - القانونية وغير القانونية - أن يظفر بتوقيع ( كريستيانو رونالدو ) رغماً عن أنوف ( اليونايتديين ) ، فبدلاً من رفض هذا الفريق الذي يدعي نفسه ملكياً ، والذي يحاول الحفاظ على بعض الكرامة الوهمية ، نجده يوافق بحماس ، فاتحاً ذراعيه وصدره ومناطق أخرى ، للترحيب بصفقة غامضة لا ينكر حدوثها إلا ضلالي !
وعلى الرغم من نصيحة البعض ، ومنهم زميله في المنتخب وفي الفريق الأحمر ( لويس ناني ) بالبقاء في مسرح الأحلام ، إلا أن صديقنا ( رونالدو ) ، يريد المكابرة على نفسه وعلى غيره ، وعلى من هم أدرى بمصلحته ، وذلك لوجود فتاة إسبانية ، وقع ( رونالدو ) في عشقها ، فتسللت إلى عقله الصغير ، ووسوست إليه أفكاراً شيطانية ساخطة مفادها ، أن لاعبي ( اليونايتد ) وفي مقدمتهم ( واين روني ) ( وريو فيرديناند ) لا يريدون ، لاعباً " مغروراً" في فريقهم الإنجليزي ، فلو كان كلام هذه الفتاة صحيحاً ، لما رأينا فرحة ( الجولدن بوي ) ( وصخرة الدفاع ) العارمة ، بعد كل هدف يسجله في مرمى الحراس وأشباه الحراس ، بالرأس وبالقدم وبالفخذة وبالكعب وبالمنطقة الحساسة أيضاً !
ورداً على المانشيتات المبهرجة والكلمات الزنانة والعناوين ذات " البنط العريض" التي يطلقها يومياً محررو صحف ( الإيس ) و ( الماركا ) المدريديتين حول احتمالية انتقال ( رونالدو ) إلى فريقهم المفضل ، بأسعار خيالية وبراتب أقرب إلى بركة السباحة ، إلا أن مدرب اليونايتد ذو الشخصية الفولادية صرح بنبرة قوية " رونالدو لم يأت إلى انجلترا ليستمتع بأجوائها الباردة ويشرب الشاي الإنجليزي ، بل هو سيبقى في قلعة الأحلام ولن يخرج حتى لو طلب المشمش البري " !!
بالتأكيد للصفقة " المتوقعة" أبعاد أخرى، وشروط أكثر، ومكاسب أوفر للطرفين، سنعرفها فيما بعد؛ فالأيام مثل القماش الحرير لا تستر عورة، وستفضح لنا الصفقة بتفاصيلها القبيحة بعد وقت قليل!