وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الرئيس في قمة الاتحاد الإفريقي: سنتمكن مهما طال الزمن من انتزاع حقنا في السيادة - نسعى إلى إنهاء حالة الانقسام

نشر بتاريخ: 30/06/2008 ( آخر تحديث: 30/06/2008 الساعة: 18:55 )
شرم الشيخ- معا-قال السيد الرئيس محمود عباس: إن المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، لم تُحرز بعد أي تقدم، بل إن إسرائيل تواصل سياساتها العدوانية ضد شعبنا، فتهويد القدس يتواصل وكذلك الاستيطان والحواجز في الضفة الغربية، والحصار على قطاع غزة، والاعتقالات التي لا تتوقف، والقيود على حركة الأفراد والبضائع.

وفقا لوكالة وفا الرسمية فقد أوضح في كلمة ألقاها أمام مؤتمر القمة الحادي عشر للاتحاد الإفريقي في منتجع شرم الشيخ المصري، اليوم، أنه رغم ذلك لن نيأس وسنتمكن مهما طال الزمن من انتزاع حقنا في السيادة والعيش أحراراً في دولتنا المستقلة، بفضل دعم وتأييد كل شرفاء العالم المؤمنين بالمساواة ما بين البشر، وبأن حق الشعوب في تقرير المصير حق مقدس.

وشدد السيد الرئيس على أننا نناضل من أجل حق مشروع، هو الاستقلال وإقامة دولتنا وعاصمتها القدس الشريف في الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل عام 1967، وإيجاد حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين الفلسطينيين حسب قرار الأمم المتحدة رقم 194.

وقال: إننا نسعى إلى إنهاء حالة الانقسام في الساحة الفلسطينية، والبدء بحوار يؤدي إلى توحيد طاقات وإمكانيات شعبنا، وعلى قاعدة احترام التزاماتنا واتفاقياتنا الدولية، وفي إطار نظام يحترم التعددية السياسية، ولكنه يرفض تعددية التنظيمات والميليشيات المسلحة تحت أية ذريعة.

وأضاف سيادته: سنستفيد من الإنجاز النوعي الهام الذي أحرزته مصر بقيادة الرئيس مبارك، ألا وهو التهدئة مع إسرائيل، والتي أنقذت غزة من مذبحة مروعة، والتي وفرت المناخ المطلوب للمضي قدماً في جهود السلام مع إسرائيل.

ولفت السيد الرئيس إلى أن الشعب الفلسطيني يفخر ويعتز بالإرث التضامني الإفريقي مع قضيتنا الفلسطينية منذ ميلاد منظمة الوحدة الإفريقية.

وفيما يلي نص كلمة سيادته:

فخامـة الأخ الرئيـس محمـد حسنـي مبـارك

فخامة الرئيس جـاكايا كيكويتي، رئيس القمة الإفريقية

أصحاب الفخامة والـرؤساء

السيد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون

السيد جين بينج، رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي

معالي الأخ عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية

أصحاب المعالي ... أيها السيدات والسادة

أتوجه بالتحية مقرونة بالشكر على دعوتكم لنا لحضور أعمال هذه القمة، الحادية عشرة، والتي تُعقد في بلد عربي شقيق، يُمثل الجسر الحقيقي الذي يربط إفريقيا بالعالم العربي، والذي كان ولا يزال له دور رائد في دعم القضايا العادلة، وفي تمتين عُرى الإخوة العربية الإفريقية.

وأتوجه بالتهنئة لرئيس القمة الحالية الصديق العزيز جاكايا كيكويتي، واثقاً بأن رئاسته ستُساهم في تطوير وتنمية العلاقات ما بين دول الاتحاد، وصولاً إلى الأهداف التي تنشدها شعوب القارة الإفريقية، لإحداث التنمية المستدامة التي تُزيل الآثار المدمرة من المرض والجوع التي خلفها الاستعمار خلال قرون عديدة في هذه القارة الغنية بثرواتها الطبيعية، وبطاقة وإبداع أبنائها.

وأُهنئ بهذه المناسبة معالي الصديق جين بينج على رئاسة المفوضية، متمنياً له ولجميع المفوضين وكبار الموظفين وسكرتارية الاتحاد، النجاح في المهمات المناطة بهم من قِبل القادة، حتى تتعزز الثقة بهذا الاتحاد وبقوته في سبيل المستقبل الواعد للقارة الإفريقية وشعوبها.

لقد حظيت الإنجازات الهامة التي حققها الاتحاد الإفريقي خلال سنواته القليلة الماضية، بكل التقدير والاحترام، فهناك مسار ديمقراطي يشق طريقه بقوة وثقة، يترافق مع تنمية اقتصادية ومع جهد ملحوظ لحل النزاعات داخل القارة، بالاعتماد على الجهود الإفريقية أساساً.

السيد الرئيس ... أصحاب الفخامة والمعالي،

إن الشعب الفلسطيني يفخر ويعتز بالإرث التضامني الإفريقي مع قضيتنا الفلسطينية منذ ميلاد منظمة الوحدة الإفريقية، وهذه الدعوة لفلسطين بصفتها عضواً مراقباً دائماً، هي استمرارية للعلاقات التي بدأت مع الرئيس الراحل ياسر عرفات والقادة العظام، صُناع الاستقلال لدول هذه القارة.

لقد أرسينا أفضل العلاقات مع دولكم وشعوبكم في مراحل نضالية تعود إلى سنوات سابقة، يوم كانت معظم دول القارة تخوض الكفاح ضد الاستعمار وأنظمة التمييز العنصري، وطبيعي أن يتواصل تضامنكم مع نضال شعبنا، الذي لا زال يرزح تحت احتلال هو أطول احتلال في التاريخ الحديث، وهو تضامن نعتز به، وندرك أنه ثابت وصلب رغم كثير من الضغوط والإغراءات.

إننا نناضل من أجل حق مشروع، هو الاستقلال وإقامة دولتنا وعاصمتها القدس الشريف في الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل عام 1967، وإيجاد حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين الفلسطينيين حسب قرار الأمم المتحدة رقم 194، وقد اخترنا المفاوضات سبيلا للوصول إلى هذا الهدف الذي يحقق تنفيذ قرارات الأمم المتحدة والمبادرات المختلفة وأولها مبادرة السلام العربية وخطة خارطة الطريق ورؤية الرئيس جورج بوش.

غير أن المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، لم تُحرز بعد أي تقدم، بل ان إسرائيل تواصل سياستها العدوانية ضد شعبنا، فتغيير معالم القدس يتواصل وكذلك الاستيطان والحواجز في الضفة الغربية، والحصار على قطاع غزة، والاعتقالات التي لا تتوقف، والقيود على حركة الأفراد والبضائع، ورغم ذلك فإننا لن نيأس، وسنتمكن مهما طال الزمن من انتزاع حقنا في السيادة والعيش أحرارا في دولتنا المستقلة، بفضل دعم وتأييد كل شرفاء العالم المؤمنين بالمساواة بين البشر، وبأن حق الشعوب في تقرير المصير حق مقدس.

سيدي الرئيس ...

في الوقت الذي نبذل فيه أقصى الجهود من أجل إنقاذ عملية السلام من الانهيار، وإقناع القيادة الإسرائيلية بانتهاز الفرصة المتاحة وعدم إضاعتها، فإننا نسعى إلى إنهاء حالة الانقسام في الساحة الفلسطينية، والبدء بحوار يؤدي إلى توحيد طاقات وإمكانيات شعبنا، وعلى قاعدة احترام التزاماتنا واتفاقياتنا الدولية، وفي إطار نظام يحترم التعددية السياسية، ولكنه يرفض تعددية التنظيمات والمليشيات المسلحة تحت أية ذريعة.

إننا أيها السادة سنستفيد من الانجاز النوعي الهام الذي احرزته مصر بقيادة الرئيس مبارك، وهو التهدئة مع اسرائيل، والتي انقذت غزة من مذبحة مروعة، والتي وفرت المناخ المطلوب للمضي قدما في جهود السلام مع إسرائيل.

كما نشكر الرئيس علي عبد الله واد على الجهود التي بذلها ويبذلها في سبيل المصالحة الوطنية.

أُكرر لكم جميعا فائق شكرنا وتقديرنا، على دعمكم وتضامنكم الذي نحتاجه في نضالنا من أجل الحرية والاستقلال.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.