|
مركز هندسة الزلازل: تحذير اسرائيل بشأن الاستعداد لحدوث زلزال لا يعني قرب حدوثه خلال ساعات
نشر بتاريخ: 01/07/2008 ( آخر تحديث: 01/07/2008 الساعة: 10:43 )
نابلس- معا- أصدر مركز علوم الارض وهندسة الزلازل في جامعة النجاح الوطنية تقريرا مفصلا بشأن ما صدر عن وزارة الصحة الاسرائيلية من احتمال حدوث زلزال في المستقبل القريب جاء فيه:
شهدت المنطقة خلال شهر حزيران من هذا العام نشاط زلزالي نتج عنه عشرون زلزالً، وتراوحت قوة هذه الزلازل بين 2.7 الى 4 درجات حسب قياس ريختر، وقد كان مركز معظم هذه الزلازل في جنوب لبنان وكانت جميعها زلازل قليلة العمق، بمعنى زلازل سطحية، وهذا ساهم بشكل كبير بالشعور بها بشكل ملحوظ، وادى ذلك الى نوع من القلق لدى بعض المؤسسات والمراكز العلمية. ورغم ومن جهة النظر العلمية ان ما حدث مرتبط بطبيعة المنطقة وتركيبها الجيولوجي ويؤكد ما توصلت إليه الدراسات الزلزالية التي يتم إجراؤها في المنطقة. ولكن ما حصل لا يعني بالضرورة ان هنالك زلزال قوي قادم خلال الساعات او الأيام القادمة، وان ما صدر عن وزارة الصحة الإسرائيلية من دعوه للمستشفيات والمراكز الصحية يدخل ضمن الاستعداد والتأهب والذي يعتبر مطلوب وضروري للحد من المخاطر الزلزالية التي قد تحصل في المستقبل، ولكن بعض المؤسسات وبعض وسائل الإعلام الفلسطينية فهمت من تصريحات المصدر الإسرائيلي - الذي تحدث ان هناك احتمال لحصول زلزال في المستقبل القريب- ان الزلزال سيحصل خلال الساعات او الأيام القليلة القادمة، وهذا بكل تأكيد غير صحيح فلحظة حدوث الزلزال لا يعلمها إلا عالم الغيب الله سبحانه وتعالى. فعلم الزلازل هو علم احتمالي وليس يقيني حيث تستند الدراسات في تقديرها لاحتمال حصول زلازل في المستقبل الى عدد من المعايير، أهمها:- . طبيعة المنطقة الجيولوجية والصدوع الأرضية النشطة الموجودة فيها. .تاريخ المنطقة الزلزالي، فمن خلال المراجع التاريخية يتم تحديد زمن تكرار حصول زلازل ومواقع او مركز حصولها ودرجة الدمار التي أحدثتها استناداً لسرد الوقائع التاريخية، ومن اهمها الزلازل التي حصلت في الأعوام: 1068-1202-1212-1339-1402-1546- 1923-1656 -1666-1759-1837-1859-1896-1900--1927-1954- 1995. .النشاط الزلزالي الذي تسجلة أجهزة رصد الزلازل. وبالنسبة لقوة الزلازل المتوقعة في منطقتنا، أظهرت العديد من الدراسات التي أجريت في دول المنطقة أن أقصى درجة للزلازل المحتملة، قد لا تزيد على ست درجات ونصف الدرجة حسب مقياس ريختر، وذلك إذا كان مركزها شمال البحر الميت أو جنوبه، علماً ان الزلازل من هذا النوع قد يحدث عادة في هذه المنطقة كل 80 - 100عام، واخر مرة حصل زلزال وكان مركزه في منطقة شمال البحر الميت كان عام 1927، وعموماً تصنف هذه الدرجة بالمعتدلة أو القوية نسبياً، ويمكن للمباني والبنى التحتية إذا صممت ونفذت وفقاً للضوابط العامة، ولمتطلبات الحد الأدنى للمباني المقاومة للزلازل أن تقاوم هذه الدرجة، وهذا يمكن تحقيقه بسهولة. وأظهرت بعض الدراسات التي أجريت في المنطقة، أن الزلازل التي تقع مراكزها شمال بحيرة طبريا، قد تصل قوتها القصوى إلى 7 درجات حسب مقياس ريختر، وحسب بعض التقارير العلمية قد يحصل هذا النوع من الزلازل مرة واحدة كل 200 أو 250 عاماً او كل 500 عام استناداً لنتائج بعض الباحثين، وآخر مرة حصل زلزال قوي في هذه المنطقة تقريباً كان عام 1759م، وكان تأثيره مدمراً. لذلك، عندما يتحدث المتخصصون عن احتمال حصول زلازل قوية في المستقبل، فهذا يعني أنه قد يحصل الآن، أو بعد ساعة، أو بعد يوم، أو أسبوع، أو شهر، أو سنة، أو بعد عشرات السنين. لذلك، فإن أي خبر أو حديث يخرج عن هذا الإطار يدخل ضمن الفهم المغلوط، اوالتخمينات، أو من باب الإشاعات. لذا يجب أن نضع دائماً نصب أعيننا أن الزلازل ظاهرة كونية طبيعية، لا يعلم لحظة حدوثها بالضبط حتى الان إلا عالم الغيب الله سبحانه وتعالى، ولا يمكن منعها، ولكن يمكن التخفيف من مخاطرها من خلال اتخاذ الإجراءات المناسبة على كافة المستويات، ابتداء من المواطن العادي، ومروراً بالمتخصصين، ووصولاً إلى صنّاع القرار. |