|
هأرتس: منظمات اسلامية اكثر تشددا من حماس تكتسب قوة اضافية في غزة
نشر بتاريخ: 01/07/2008 ( آخر تحديث: 01/07/2008 الساعة: 22:49 )
بيت لحم - معا - اعتبر الصحفي الاسرائيلي افي سخاروف في تحقيق صحفي نشرته صحيفة" هأرتس " الاسرائيلية القوى السلفية بديلا " نقيا " عن حماس مشيرا الى تزايد قوة بعض القوى المتطرفة المرتبطة بالتيار السلفي وفقا لتوصيفه .
وادعى الصحفي الاسرائيلي ان تنظيم جيش الاسلام المتواجد في غزة يكفر حركة حماس ويشكك في ايمانها بالله عز وجل . وفي اطار سرده او صفه لصورة الوضع داخل غزة من وجهة نظره قال بان الكثيرين من سكان قطاع غزة قد اعتادوا سماع طرقات على ابواب منازلهم ليجدوا على مدخلها اثنين او ثلاثة من الرجال يرتدون ملابس تذكر بتلك الملابس التي اشتهر بها رجال طالبان الافغانية وهي عبارة عن جلابية ومن تحتها بنطال اضافة الى اللحية الطويلة التي تزين وجوههم . واضاف "يطلب الرجال من صاحب المنزل السماح لهم بالحديث معه لمدة عشر دقائق عن الاسلام وخصائصه وضرورة الحفاظ على تعاليمه والالتزام بها اضافة الى افضلية التوبة والعودة الى طريق الفضيلة وخلافه من القضايا الدعوية الاسلامية لكنهم لا يتحدثون عن السياسة او التهدئة او " العدو الصهيوني ". ويطلق سكان القطاع على هؤلاء الرجال اسم السلفيين الذين يتمثلون في سلوكهم نهج صحب النبي محمد "صلى الله عليه وسلم". والسلفيون في غزة مثلهم مثل رفاقهم في انحاء العالم العربي والاسلامي لا يشاهدون التلفاز ونساؤهم ملزمات بتغطية كافة انحاء اجسادهن من الرأس الى اخمص القدم وهم لا يعلقون الصور الكبيرة على جدران منازلهم ولا يستضيفون فيها التماثيل ويكثرون من الصلاة والتعبد . وحسب الصحفي الاسرائيلي فان الاوساط الغزية تقدر تضاعف عدد السلفيين في القطاع خلال العام الماضي بمئات المرات مقدرين عددهم بما يتراوح ما بين 40-50 الف سلفي من سكان القطاع اضافة الى تضاعف اعداد المصلين الذين يؤمون مسجد السلفية في حي الدرج المعروف بمسجد " الصحابة " منذ سيطرة حماس على القطاع عام 2007 دون ان نغفل المدرسة الابتدائية التابعة للتيار السلفي والتي اكتظت فصولها الدراسية حتى اخر مقعد فيها . ويضيف الكاتب ان حركة حماس تشعر بالقلق من تزايد قوة الاتجاهات التي تشكل بديلا دينيا لها وتهدد قوتها في الشارع الفلسطيني تجلى هذا القلق بالمواجهات التي حدثت في الفترة الاخيرة حول المساجد التي سيطر عليها السلفيون وذلك في اعقاب محاولة عناصر حماس طردهم منها تلك الموجهات التي تشير الى مخاوف حماس من قوة التيارات السلفية التي تحرمها احتكار الدين . وتحاول السلفية الاسلامية الظهور كبديل نقي لحماس التي تصفها بمجموعه من السياسيين الذين يركضون خلف القوة والسيطرة الامر الذي اتضح من خلال ممارسات حماس في الفترة الاخيرة مثل الانقلاب العنيف والاعتقالات وعمليات التعذيب والفساد الذي ظهر في اوساط رجال الحركة . واستطرد الصحفي الاسرائيلي قائلا بان التهديد الحقيقي والوجودي لسيطرة حماس يأتي من المجموعات المرتبطة بالسلفية والتي اطلق عليها اسم السلفية الجهادية المتضامنة من الناحية الدينية مع المبادئ السلفية لكنها تختلف معها حول مبدأ عدم التدخل في العمل السياسي والعسكري مثل جيش الاسلام وجيش الامة اللذان يعتبران من ابرز المجموعات الجهادية السلفية في غزة وتتشابه افكارهم مع ما ذهب اليه تنظم القاعدة من الناحية الايديولوجيه لدرجة ان رجالهما يتفاخرون بعلاقتهم مع القاعده وهم يدعون الى قطع يد السارق وجلد شارب الخمر ورجم الزاني وما الى ذلك تماما كما كان معمولا به ايام حكم طالبان الافغانية . ويعتبر جيش الاسلام تنظيما عائليا يرتكز في الاساس على افراد عائلة دغمش لكن جيش الامة يضم بين صفوفه بعض الخارجين عن تنظيم حماس والجهاد الاسلامي وعلى وجه الخصوص من تم ابعادهم من التنظيمات المذكورة على خلفية المغالاة بالتطرف . وقال احد قادة جيش الامة خلال مقابلة مع احد الصحفيين الفلسطينيين بانه من ناحيته لا يوجد فرق بين الجناح السياسي والعسكري معتبرا الجيش محاربين. وترفض هذه التنظيمات اتفاقا من اي نوع مع اسرائيل او اي دولة غربية وبناء على هذا الموقف وصف القائد في جيش الامة خلال الحديث الصحفي قادة حماس بالكفرة . وفيما يبدو يقف رجال جيش الامة وجيش الاسلام وغيرها من المنظمات السلفية الجهادية وراء الهجمات التي تعرضت لها المؤسسات الغربية في غزة من المدارس ومقاهي الانترنت الى المكتبات كما وينسب لهم المسؤولية عن الهجوم بقنبلة على المهرجان الذي اقامته وكالة غوث اللاجئين في رفح قبل عام ونصف وذلك لظهر الفتيات الى جانب الفتيان الذين لم تتجاوز اعمارهم 12 عاما والرقص سويا . وحماس مهتمة جدا بتنامي قوة المجموعات الرادكالية وهي تحاربها وتطارد عناصرها رغم انها لا تضم بين صفوفها في الوقت الحالي سوى العشرات من النشطاء لكن الفقر والعوز الشديد والكراهية للغرب واسرائيل ستزيد من اعداد هؤلاء الذي بات يسجل ارتفاعا في الفترة الاخيرة حسب ما جاء في التحقيق سابق الذكر . |