|
هكذا انقلبت الافراح الى اتراح :شهود عيان يروون اللحظات الصعبة لتفجيرات العاصمة الاردنية
نشر بتاريخ: 11/11/2005 ( آخر تحديث: 11/11/2005 الساعة: 21:31 )
- معا- روت صحيفة الغد الاردنية في عددها الصادر اليوم، نقلا عن شهود عيان ، تفاصيل مثيرة للحظات الصعبة، التي سبقت انفجارات العاصمة الاردنية عمان، والتي ذهب ضحيتها عشرات القتلى والجرحى .
الاربعاء. الساعة 8.50 دقيقة مساء. يعج فندق الجراند حياة بالمواطنين. بعضهم هناك لحضور حفل زفاف. آخرون يمضون المساء في ردهات الفندق. يدخل ارهابي من الباب. يسير عبر الردهة الى جانب مكان تقديم المشروبات. يفجر نفسه. ينتشر الذعر. يعلو صريخ الجرحى وتنتشر اشلاء الشهداء في المكان. على بعد اقل من كيلومتر واحد من فندق الحياة في منطقة الدوار الثالث في جبل عمان، يستعد اشرف الاخرس وعروسه ناديا العلمي للانضمام الى اقاربهما واصدقائهما الذين التأموا في صالة في فندق راديسون ساس ليشاركوهما احتفالهما بالزواج. الساعة 8.52 يقتحم ارهابي آخر فرحة الناس والمكان. يسحب فتيل حزامه الناسف. ينقلب العرس ترحا. اطفال يتخبطون في دمائهم. امهات تئن ألما من جراح ومن خوف على ابنائهن. الجثث تنتشر في المكان. الناس تصرخ طلبا للعون. يفقد أشرف أباه، وتفقد ناديا اباها. في التاسعة وثماني دقائق، يعبر شخص بوابة فندق "ديز إن" في الرابية. يجلس في الصالة. يطلب كأسا من العصير بلكنة يقول شهود عيان انها عراقية او خليجية، او ربما هي خليط بين الاثنتين. يراقب الرجل المكان. يسحب فتيل حزام حول صدره. يَصدُرُ صوتٌ شبيه بصوت مفرقعة للهو باهت. يغادر المكان. بعد ربع ساعة، تتناثر اشلاء الجرحى حول الفندق. فقد عاد الرجل. وقف على الرصيف الذي يطل عليه الفندق. فجر نفسه. تنتشر اخبار التفجيرات في عمان. سيارات الاسعاف تسارع نحو امكنة الجريمة. مواطنون يراقبون مذهولين ما يجري. المئات يجتمعون حول الفنادق. آخرون يهرعون بالجرحى الى المستشفيات. رجال الدفاع المدني يسعفون المصابين. رجال الشرطة واجهزة الامن يفرضون طوقا على الأمكنة. لقد ضرب الإرهاب عمان. نفذ انتحاريون ثلاث عمليات ارهابية ذهب ضحيتها اكثر من 50 شهيدا واكثر من مائة جريح. الضحايا معظمهم من الاردنيين. لكنّ بينهم مصريين وسوريين وعراقيين وفلسطينيين واميركيا وصينيين وآخرين. تبدأ الاجهزة الامنية تحقيقا فوريا في العمليات. التفجيرات تحمل بصمات الارهابي ابو مصعب الزرقاوي. تنام عمان مكلومة. |