وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

رئيس اتحاد الكرة اللواء جبريل الرجوب يحدد التحديات الموضوعية والذاتية ، التي تعيق التنمية الرياضية ** الحلقة الثاني **

نشر بتاريخ: 07/07/2008 ( آخر تحديث: 07/07/2008 الساعة: 18:43 )
بيت لحم - معا - كتب فايز نصار - في ظل الحراك الفاعل ، الذي يحاول بعث الحياة الخلايا النائمة ، وتنشيط الدماء في شرايين الرياضيين ، تناولنا في الحلقة السابقة جانبا من رؤية رئيس اتحاد الكرة ، اللواء جبريل الرجوب ، للإصلاح الرياضي ، عبر خارطة طريق ، تتضمن خطة شاملة لتحسين الأداء ، بمشاركة الجميع .. وهي خطة مشوبة بالتحدي ، المستمد من طاقات صمود أبناء هذا الشعب ، وتتسم بالواقعية ، والعدالة في توزيع الطاقات ، والتعامل مع الجميع سواسية أمام القانون .. ولكن هذه الخطة غير بعيدة عن تربية أبو رامي العسكرية ، لأن قوامها حرية الرأي ، دكتاتورية التنفيذ ، والرأي يكون في مكانه ، في اجتماعات الهيئة العامة التقييمية ، التي وعد الرجوب بعقدها مرة أو مرتين كل عام ، دون السماح بنشر الغسيل في أروقة المؤسسات الدولية ، التي تنتظر منا مزيدا من المسؤولية ن والترفع عن الصغائر .

خطة واقعية

والحق يقال : إن خطة الرجوب ، التي وردت في كلمته في افتتاح ورشة العمل الثانية واقعية ، لأنها تراعي ظروف شعبنا ، وتعد بنتائج ليست بعيدة ، عن طموحات شبابنا ، وعماد رؤية الرجوب القدرة على الصمود أمام الصعوبات ، التي تمرس عليها شعبنا في المواقع النضالية الدائمة ، مما ولدّ قدرات على المقاومة الرياضية الفاعلة ، والقادرة على دفع مسيرة كرة القدم إلى الأمام .

إستراتيجية شاملة

وبعيدا عن الضرب في الرمل ، فإن رؤية الرجوب تمثل منطلقا لخطة وطنية شاملة ، هدفها النهائي التوافق على إستراتيجية وطنية شاملة ، انطلاقا من الحوار الخلاق ، بين مختلف عناصر الانجاز والفعل ، بعيدا عن الحسابات والمؤثرات السياسية والاجتماعية والمناطقية ، وبعيدا عن المناكفات المدمرة !

ويعيد اللواء الرجوب التحديات التي تواجه الاتحاد الى عوامل موضوعية ، واخرى ذاتية .

تضحية .. وصمود

ويتحمل الاحتلال ، بسلوكه غير الحضاري ، وممارساته اللانسانية المسؤولية الأولى من الناحية الموضوعية ، من خلال مضايقاته على الأندية ، وعلى الرياضة بشكل عام ، ومن خلال الإجراءات العدائية ، التي تضيق على الرياضيين .... وهنا يعترف الرجوب أنه لا يملك خاتم سليمان لتجاوز هذه العراقيل ، والبديل أن على الجميع أن يدرك أن نجاح الرياضة يتطلب تحملا غير محدود ، ويتطلب صمودا وعدم استسلام ، ويتطلب مزيدا من الإصرار على النجاح ، بمزيد من الإعداد والاستعداد والتدريب ، واللعب تنحت الضغط ، لان عذابات الرياضيين كفيلة بخلق مزيد من الطاقات ، التي تمثل عنصر تميز لدى الفلسطينيين ، الذين يعيشون ظروفا ليست وردية ، وتتطلب تضحية لا تتوقف .

مصادر دعم قارة

ويتصل بهذا التحدي الموضوعي ما يتعلق بشح الإمكانيات ، لأن فلسطين - قالها الرجوب بصراحة - ليست دولة نفطية !ويضع الرجوب الكرة في هذا المجال في ملعب الرئاسة الفلسطينية ورئاسة الوزراء ، لمحاولة إيجاد مصادر قارة لرفد البنية الرياضية التحتية ، وإقامة المنشآت في كل المدن والقرى والمخيمات .

واجب القطاع الخاص

وتحدي الإمكانيات ليس مسؤولية دوائر السلطة الفلسطينية فقط ، لان القطاع الوطني الخاص يجب أن يطلع بمسؤوليته في هذا المجال كما يرى الرجوب ... فعلى القطاع الخاص أن يتحول إلى شريك في تغطية الأنشطة ، وتفعيل الاستحقاقات الفلسطينية ، داخليا وخارجيا ، لأداء الرسالة الرياضية حضاريا ، وتشترط رؤية الرجوب هنا العادلة والنزاهة في التوزيع بين الجميع ، ويعد بأن يتحمل الاتحاد مسؤوليته الأخلاقية لحشد كل الطاقات ، واستنفار كل الهمم !

البنية التحتية

ويتصل بذلك التحدي الأهم ، الذي يتعلق بالبنية الرياضية التحتية ، من مختلف أوجهها ، كالملاعب وقاعات التدريب ، والمواصلات ودورات التأهيل ، وملابس الرياضيين ... وغيرها يجب أن توفر ، بشكل يحفظ للأندية كرامتها ، لأن رؤساء الأندية ليسوا متسولين ... ويعد الرجوب هنا بتوفير كل هذه الاحتياجات ، من خلال الدعم الذي وعدت به أطراف عربية ... وتشترط خطة الرجوب أن نُحسن تقديم أوراقنا عبر ملف شامل ، يمتاز بالوضوح والشفافية والنزاهة !

حالة الاغتراب

أما عوامل التحدي الذاتية التي ترصدها خطة الرجوب ، فأولها حالة الاغتراب ، التي تعيشها الأندية ، والقطيعة غير المفهومة بين الاتحاد والأندية ، وهذه المعضلة ستجد الحل من خلال لجان ودوائر الاتحاد ، التي لن تكون خلايا نائمة ، لأن خطة الرجوب ليست مروحة للكسالى النائمين ، وقد صرح بذلك أكثر من مرة !

غرفة عمليات للتنسيق

ويتعلق التحدي الذاتي الثاني ، بالصراعات غير المبررة ، بين المؤسسات الرياضية الفلسطينية ، وخاصة بين الوزارة والاتحاد ، مؤكدا أن صفحة التنازع قد طويت إلى الأبد ، فليس في أجندة الاتحاد ، ولا في سلوك أعضائه الجدد مواقف مسبقة ضد أحد ، والقرار أن المجلس الجديد جاهز لاستيعاب كل التجاوزات ، بهدوء وبمسؤولية ، حرصا على تضافر الجهود لتحقيق الهدف المشترك ، وستساعد في تجاوز الخلافات لجنة التنسيق المشتركة بين الاتحاد والأندية والوزارة ، والتي ستكون بمثابة غرفة عمليات لتنسيق الجهود المشتركة .

بعيدا عن الأجندات الشخصية

أما التحدي الأكثر خطورة ، الذي يعترض مسار التنمية الرياضية فيتعلق بوجود أجندات شخصية لدى البعض ، على خلفيات شخصية ، او موقعية ، أو جغرافية ، أو سياسية ، لأن هناك من يعتقدون أنهم وحدهم يملكون الحقيقة ، وان التاريخ توقف عندهم ، وسينتهي عندهم ... ولا مكان لهؤلاء تحت شمس خطة ابو رامي ، لأن أخلاق شعبنا ، وتربيته النضالية تحرم كل أشكال التفريق ، على خلفية العوامل غير الرياضية ، فليس في ثقافة الفلسطينيين ، ولا في سلوكهم انحياز للعوامل ، التي تزعزع الثقة ، وليس بين الفلسطينيين من يقابل المفاضلة ، بين أبناء هذا الشعب ، إلا عبر معايير الكفاءة والنزاهة والالتزام ، فالفاشل والعاجز - يقول ابو رامي - هو من يمتطي صهوة الجغرافيا ، واعدا بعدم الخضوع للابتزاز ، وعدم القبول بمثل هذه الأجندات ، لان المجلس الجديد سيراعي كل التوازنات الجغرافية والسياسية والرياضية ، وسيستنفر همم كل ألوان الطيف الفلسطيني ، وفق معايير متفق عليها ،وسمة هذه المعايير أنها واقعية ، تساعد المبدعين ، بعيدا عن عناصر الضغط المختلفة !

خطة طموحة

وتصيب رؤية الرجوب كبد الحقيقة بالاعتراف بأن غياب الخطة ، من أهم التحديات التي تعيق الانجاز الرياضي ، وتبدو رؤية الرجوب ، التي تتضمن خطة تتسم بالشمولية حلا لهذا النقص ، ومصدرا لإلهام الجميع ، ومقدمة لترتيب العلاقة بين المؤسسات الرياضية ، وبين الاتحاد وأذرعه المختلفة ، ويحدد الرجوب بأن الخطة الطموحة يجب ان تستجيب لحاجات الشباب الفلسطيني ، وتساهم في تحقيق طموحات هذا الشعب ، ويجب أن تملك الخطة المقترحة إمكانيات النجاح ، وفض الاشتباك مع كل المؤسسات الأخرى ، وخاصة الوزارة ذات العلاقة .

معايير المفاضلة

أما التحدي الذاتي الأخير ، الذي تشير له رؤية اللواء الرجوب ، فيتصل بالنزاهة والعدالة ، وغيرها من المثل الرياضية ، التي يجب أن تكون حاضرة عند توزيع الاحتياجات ، ولدى التعامل مع مختلف المؤسسات ، واعدا بان تكون المفاضلة ، انطلاقا من المعايير الفنية فقط ، وفي ضوء الالتزام بالقوانين واللوائح والنظم ، والأفضل هو من يخدم الرياضة الفلسطينية أكثر ، ومن يرفد المنتخبات الوطنية بعناصر تساهم في تحقيق الأهداف الدولية ، والأفضل هو من يستجيب لمعايير المفاضلة الإدارية بين الأندية ، ويرتب بيته الداخلي ، ويصحح أوضاعه ، ويساهم في نشر اللعبة بين الجماهير ، وفق المثل الفلسطينية ، التي لا تعترف بمظاهر الشغب ، التي شوهدت في نهائي الدرع بملعب الخضر .