|
النائب مصطفى البرغوثي يؤكد في ذكرى قرار لاهاي ضرورة دعم النضال الشعبي ضد الجدار
نشر بتاريخ: 08/07/2008 ( آخر تحديث: 08/07/2008 الساعة: 17:19 )
رام الله- معا- اكد النائب الدكتور مصطفى البرغوثي الامين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية ان جدار الفصل ليس منفصلا عن كافة النشاطات التي تقوم بها اسرائيل لفرض الامر الواقع على الارض.
وقال البرغوثي خلال مؤتمر صحفي عقده في استوديوهات راماتان في رام الله ان ما يجري اليوم على الارض رغم وجود مفاوضات انابوليس هو استمرار لتنفيذ خطة الون التي وضعت بعد احتلال عام 67 ولم تغير فيها اسرائيل شيئا والتي تنص على اقامة مستوطنات في القدس والاغوار والمناطق الشمالية والجنوبية بهدف تجزئة الضفة الغربية الى كانتونات ومعازل. واضاف ان كل السياسة الاسرائيلية ونشر الحواجز والجدار متكاملة معا لمنع قيام دولة فلسطينية مستقلة حقيقية ذات سيادة ولتحويل فكرة الدولة المستقلة الى مجرد كانتونات ومعازل وان جدار الفصل الذي اشار تقرير اوشا امس الى ان حوالي 66% منه قد اكتمل هو يمثل بنيانا سيصل طوله الى حوالي 800 كيلومترا فيما يمثل ثلاثة اضعاف حجم الحدود بين الضفة الغربية واسرائيل مما يؤكد ان هدف الجدار ليس امنيا كما تدعي اسرائيل بل نهب الارض اذ ان 87% من الجدار يبنى داخل الاراضي الفلسطينية وليس على الحدود. واشار البرغوثي الى ان قرار محكمة العدل الدولية في لاهاي الذي صدر قبل اربعة اعوام نص على عدم شرعية الجدار وتعارضه بشكل جذري مع القانون الدولي وضرورة ازالته بالكامل وكذلك جميع المستوطنات وكل اجراءات الامر الواقع في القدس مع تاكيده على ضرورة وقف البناء فورا واعادة الاراضي التي سلبت من الفلسطينيين وتعويض الفلسطينيين الذين تضررت اراضيهم من بناء الجدار ومن ازالته . وقال البرغوثي ان عملية بناء الجدار مرتبطة بعمليات فرض الامر الواقع على الارض مشيرا الى ان بناء الجدار جاء متطابقا مع حقيقة رفض اسرائيل تنفيذ اوسلو وتسليم السلطة الفلسطينية اراض في الجهتين الشرقية والغربية مع ادخال اصابع لضم المستوطنات كما في الخليل. واكد البرغوثي ان كل ذلك يذكرنا بخارطة مشابهة كانت موجودة في جنوب افريقيا ابان نظام الفصل حيث كانت هناك بانتوستانات وداخلها حكومات واحيانا كان يوجد ملك الا ان ذلك لم يكن يعني ان تلك الحكومات مستقلة لان نظام الفصل هو من كان مسيطرا. واوضح البرغوثي ان نمط النضال الشعبي الجماهيري ينتشر الان في سائر الاراضي المحتلة ويجري اسبوعيا رغم استخدام اسرائيل العنف والقمع ضد المتظاهرين كما كان الامر في جيوس وفلاميه واليوم نراه اسبوعيا في المعصرة وارطاس والخضر ويطا ونعلين وبلعين وقفين والشوفه وبيت حنينا وواد رحال. وقال البرغوثي ان هذا النهوض الشعبي هو الرد بعد طول انتظار الناس لتنفيذ قرار لاهاي وتعبها من مفاوضات لم تثمر شيئا ومن استمرار الاستيطان ومن حقيقة انه بعد انابوليس زادت وتيرة التوسع الاستيطاني عشرين مرة ومن حقيقة ازدياد عدد الحواجز من 521 الى 607 حواجز مما دفع المواطنين الى اخذ زمام المبادرة والدفاع عن حقوقهم بانفسهم . واستعرض البرغوثي بعض الحقائق حول الضرر الذي خلفه جدار الفصل على سبيل المثال في عابود غرب رام الله حيث استولى الجدار على 23% من اراضي القرية مع اقتلاع اكثر من ثلث اشجار الزيتون بينما استولى الجدار والمستوطنات على 1500 دونم في منطقة طواني في الخليل وفي كل عام تتم مصادرة 70-100 دونم في تلك المنطقة. واشار البرغوثي الى حقيقة ما فعله الجدار في عزون عتمه في قلقيلية التي كان لديها خمسة الاف دونم تمت مصادرة 700 دونم منها للمستوطنات سيصادر الجدار اربعة الاف دونم من اراضي القرية في حال انتهاء اعمال البناء فيه من اصل خمسة الاف دونم تملكها عزون. وقال ان سلطات الاحتلال صادرت 25% من اراضي قرية بيت سيرا في رام الله لبناء المستوطنات فيما يتم الان مصادرة 65% من بناء الجدار من اصل 4600 دونم هي مجمل اراضي القرية في حين ان بناء مستوطنة هارادار في بدو ادى الى مصادرة 35 الف دونم من اصل 64 الف دونم تمتلكها المنطقة المذكورة بينما سلب الاحتلال 75% من اصل 120 الف دونم باتت خلف الجدار مع اقتلاع خمسة الاف شجرة زيتون في جيوس وحدها فيما تمت مصادرة 33% من اصل تسعة الاف دونم من اراضي مرده في سلفيت لصالح مستوطنة ارئيل الى جانب مصادرة 200 دونم عام 2005 لبناء جدار الفصل. كما اشار البرغوثي الى ان الجدار يمنع سكان قبيا من الوصول الى 80% من اراضيهم . واعرب البرغوثي عن استغرابه من تساؤل جيش الاحتلال لماذا يتظاهر الفلسطينيون؟ قائلا ان السؤال يجب ان يكون لماذا لم تتظاهر الناس حتى الان؟امام كل هذا الظلم الاسرائيلي. وشدد البرغوثي على ان الهبة الشعبية التي برزت مؤخرا وتحديدا في نعلين هي تعبير عن ارادة شعب لم يعد يستطيع ان يقبل بهذا الواقع لان المصادرة وصلت الى لقمة العيش . واضاف البرغوثي ان العنف الاسرائيلي ضد التظاهرات السلمية في نعلين ادى الى تدمير كبير ووقوع عشرات الجرحى كما طلت الصحفيين والاجانب الى جانب اخضاع القرية لمنع التجول مدة اربعة ايام،ومنعوا سيارات الاسعاف من دخول القرية. واكد البرغوثي ان لنعلين خصوصية لانها عانت من الاحتلال كثيرا خلال الستين عاما الماضية اذ فقدت 87% من اراضيها ،حيث كان لدى القرية 58 الف دونم عام 48 ،وخلال النكبة استولت اسرائيل على اربعين الف دونم وبقي للقرية 18 الف دونم ،فيما صادرت المستوطنات بعد عام 1982 ثمانية الاف دونم اخرى والان يستولي الجدار على 2700 دونم جديد . وتحدث البرغوثي عن معاناة بلعين التي تناضل ضد الجدار والاستيطان مشيرا الى ان ست مستوطنات اقيمت في المنطقة سيطرت على معظم اراضي بلعين والقرى المجاورة بنسبة تصل الى 60% . وقال البرغوثي ان الجدار هو جزء من منظومة الابارتهايد وانه يستولي على المياه وان اسرائيل تستولي على 800 مليون متر مكعب من اصل 932 مليون متر مكعب تنتجها الضفة الغربية ،اذ لايسمح للفلسطيني باستهلاك سوى 50 متر مكعب سنويا بينما يستهلك المستوطن 2400 متر مكعب بمعدل 48 ضعفا عن الفلسطيني صاحب الارض،فيما يبلغ الدخل القومي في اسرائيل 24500 دولار مقابل 1000 دولار هو دخل الفلسطيني المكره على شراء البضائع بسعر السوق الاسرائيلية ودفع ثمن الكهرباء والمياه للاسرائيليين ضعف ما يدفعه الاسرائيليون الذي يزيد دخلهم 25 مرة عن الفلسطينيين الى جانب فصل الطرق . ودعا النائب البرغوثي الى تبني استراتيجية وطنية تجمع بين المقاومة الشعبية ودعم الصمود الوطني واستنهاض اوسع حركة تضامن دولي وتحقيق الوحدة الوطنية. واضاف ان هناك تقصيرا من منظمة التحرير حيال قرار لاهاي وضرورة التوجه به مجددا الى الجمعية العامة للامم المتحدة ومجلس الامن كما جرى في حالة ناميبيا وجنوب افريقيا عام 76 للمطالبة بفرض عقوبات على اسرائيل ما لم توقف الاستيطان وتزيل جدار الفصل مشيرا الى انه جرى تقديم طلب للمجلس المركزي للمنظمة وآخر مشروع قرار باسم خمس قوى فلسطينية يطالب المنظمة بنقل قرار لاهاي الى الامم المتحدة ولم يتم تنفيذ ذلك حتى الان بل بقي القرار الهام في الادراج واستمرت اسرائيل في بناء الجدار . ووجه البرغوثي التحية لاهالي نعلين الذين سطروا نوذجا بطوليا في كفاحهم ضد جدار الفصل وضد قمع الاحتلال واستطاعوا خرق حظر التجول بمشاركة شعبية واسعة وبتضامن من اهالي بدرس وقبيا والمتضامنين الدوليين. كما وجه التحية الى المتضامنين الاجانب الذين حضروا من السويد والولايات المتحدة وفرنسا واسبانيا وايطاليا وكندا ومعظم الدول الاوروبية اضافة الى نشطاء سلام اسرائيليين ليشاركوا في هذا النضال ويتعرضوا مثل الفلسطينيين الى الاعتداءات من قبل جيش الاحتلال. من جانبه استعرض صلاح الخواجا الناطق الاعلامي باسم اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار في نعلين ما واجهته القرية خلال الايام الماضية من عدوان وحصار من قبل جيش الاحتلال. وقال اننا نجحنا في نموذجنا النضالي بتوحيد جهود كل المؤسسات والفعاليات والقوى ترسم البرامج وتضع الاستراتيجيات. واضاف ان النضال ضد الجدار انطلق من ثلاثة عناصر هي الاستمرارية والاعتماد على الذات والتنوع . واشار الى عنجهية الاحتلال واجراءاته ضد نعلين التي لم تحل دون استمرار هذا النضال واعاقة انجاز الجدار الذي كان من المفترض اتمام بنائه بطول 2600 م بحلول 25 حزيران الا ان ما جرى بناؤه ليس سوى 1800 متر حتى الان. وقال ان العدوان على نعلين طال حتى الموتي بمنع دفن احد سكان القرية الذي توفي في مشفى رام الله وبقي 48 ساعة محتجزا الى جانب منع سيدة من الخروج الى المشفى وهي في حالة مخاض مما اضطرها لانجاب طفلها في بيتها اضافة الى المرضى المصابين بامراض مزمنة الذين منعوا من الوصول الى المشافي. وقال ان هناك 11 معتقلا من القرية بينهم طفل جرى اعتقالهم على ايدي قوات الاحتلال مع تدمير 8 سيارات لسكان البلدة الى جانب مداهمة وتدمير محتويات 18 منزلا وكذلك تدمير البنى التحتية وتدمير مدرسة بنات نعلين وتحويلها الى ثكنة عسكرية. |