|
الحديث ذو شجون حيوا الثقافي .. حيوه !! *** بقلم- فايز نصار
نشر بتاريخ: 08/07/2008 ( آخر تحديث: 08/07/2008 الساعة: 21:51 )
بيت لحم - معا - حقق الثقافي ألكرمي حلم جماهيره الوفية ، وغرس راياته في القمة من جديد ، بفوز لا غبار عليه على مجتهد الأغوار هلال أريحا ، الذي حاول مقارعة مهندسي طولكرم ، الذين بدوا أكثر جاهزية ، وكانوا في يومهم ، فزفوا التاج الغالي ، من ستاد الخضر إلى أقصى شمال الضفة المحتلة ، رغم أنف الحواجز الاحتفالية ، التي لم تستطع إسكات زفتهم الفلسطينية !
ورغم أن المحللين ، الذين داروا بأقلامهم حول المباراة ، اجمعوا على ضعف مستوى النهائي ، وخاصة من الناحية البدنية ، التي تعتبر مفصل عناصر الانجاز في الملاعب ... رغم ذلك فإنني أسمح لنفسي بأن ازعم بان ما قدمه الفريقان كان مقبولا ، بل جيدا بحساب الظروف التي تعيشها رياضتنا ، وبالنظر لفقدان لاعبينا وفرقنا لحساسية التنافس ... وبما يقتضي أن يرفع المخلصون القبعات للفريقين ، وخاصة الثقافي ، الذي مر بسلام من كل مواقعه مع أندية المحافظة الكبرى ، إلا مباراة شباب الخليل ، التي لم تختبر فيها إمكانياته في الثلث الأخير من المباراة ، التي توقفت قبل نهايتها ! والأمر نفسه ينسحب على الهلال ، الذي أثبت علو كعبه ، وكانت مواجهته الأصعب مع الأهلي القلقيلي ، الذي يستحق التوقف عند انجازه ، وانجاز أسود الريف الخليلي ، شباب بيت أمر ، وكلاهما أحسن تشريف الدرجة الأولى ، بما يؤكد أن التصنيف المعتمد ، والذي مر عليه أكثر من عقد من الزمن ، بحاجة إلى مراجعة جادة ، ليؤكد الممتاز انه ممتاز فوق الميدان ، ومن خلال تصحيح أوضاعه الإدارية والفنية ! والحق يقال : إن الثقافي فرض أفضلية ميدانية ، وخاصة في الشوط الأول عندما امتلك زمام المبادرة في مربعات المناورة ، ولكن التغييرات غير المبررة بعد تسجيل الهدف اليتيم ، قطعت أواصر الفريق ، وشتت أذهان اللاعبين ، مما جعل الهلال يتقدم نحو منطقة الثقافي ، ويقترب من التعديل . ورغم تشابه أوراق الفريقين في عدة جوانب - ذكر منها صديقي الثرثار ، مشاركة عدد كبير من لاعبيهما في مباريات التطبيع - إلا أن الفارق بين الفريقين أن الهلال تسلح بخبرة نجوم مخضرمين وواعدين ، كثير منهم استقدمهم من أندية أخرى ، وكان أفضلهم السد العالي عبد اللطيف البهداري ، وعلاء روما ، الذي لم يكن مركزا جيدا فضاعت جهوده على جبهة التمثيل ومناددة الحكم . وعلى عكس الهلال يملك الثقافي كتيبة ، تضم نجوما سيضمنون مستقبل النادي ، ومعظم هؤلاء من خريجي مدرسة الثقافي ، وخاصة حاسم الأمر علي الفحماوي ، الذي لُمته لعدم تمريره لمعاذ ، ورفعت له القبعة بعد نجاحه في إكمال مجهوده الفردي ... ويستحق الواعد معاذ مصطفى إشادة لا تقل عن الإشادة بعلي ، ولكن نجومية المباراة ذهبت للزئبق أحمد سويدان ، الذي اهتزت كل مربعات الملعب تحت أقدامه ! ويستحق طاقما التدريب بقيادة أحمد برهم وجمال حدايدة الإشادة ... ولكن دعوني هنا أتوقف مع الدمث محمد الصباح ، الذي رأيته يتحول إلى مشجع وفيّ ، لم يتوقف عن الصراخ في المدرج ، بعد أن أبعدته الظروف عن العارضة الفنية ، فضرب أبو أسامة مثلا أعلى للوفاء ، مؤكدا أن اليد التي تبني ، لا يمكن أن تهدم ، وان المخلصين لا ينتهي إخلاصهم إذا فقدوا العمل في الصف الأول ! لأنهم يبدلون المواقع ، دون التخلي عن المهام مهما جسمت! ورغم كلا شيء تمكن الطاقم الفني بقيادة الحنانيا من إيصال سفينة المباراة إلى شواطئ النجاة ، رغم الحركات غير الرياضية في المدرجات ، والتي كادت تقضي على كل شيء ، وقد أحسن ميشيل عندما واصل اللعب رغم الأحداث المدانة ، والتي يجب أن تتبع بإجراءات ، تضمن عدم تكرارها ، والإجراءات هنا لا تتصل بالجمهور فقط ، لأن من يدعي أن جمهور الهلال ، الذي لم يزد عن مئة أو بضع مئات هو المسئول عن نشاز المدرجات ، يجانب الحقيقة . والأمر - يا جماعة الخير - مرتبط بالإطناب في مراسم الافتتاح ، وتأخر موعد المباراة ، مما ساهم في بلبلة المدرجات ، وهذا يقتضي أن تبرمج النهائيات القادمة بمواعيد دقيقة ، وبفقرات مختصرة ، تسبق لحظة الصفر ، التي يجب أن تكون صافرة البداية ، وليس الجمهور هو المسئول عن هذا ، لأن شعبنا ، الذي يَدخُلٌ أطفاله المدارس في الموعد المحدد ، ويقيم الصلاة في مواقيت لا تتقدم ولا تتأخر ، ويسمع أجراس الكنائس في موعد معلوم .. هذا الشعب ينتظر مواعيد دقيقة لمباريات ، كل المنافسات ! ويتصل بالأمر تصرفات رجال الأمن ، الذين لا نحملهم المسئولية ، ولكن تصرفهم لم يكن محسوبا عندما صعدوا إلى المدرجات بين الجمهور ، وكان الأحرى تصوير مثيري الشغب ، ومحاسبتهم لاحقا ، وكان الأحرى أيضا تكثيف تعداد رجال الأمن ، وليس بالضرورة أن يكون جميعهم بالريّ العسكري ، فقد شاهدت رجال أمن يلبسون بدلات رياضية زرقاء في ملاعب عدة دول ... والأمر هنا يرتبط بالحكام ، المطالبين بعدم لعب المباريات ، إذا كان عدد رجال الأمن منقوصا ! ولعل مما سبب تأخر المباراة ، واستفزاز الجمهور ، قضية ألوان الفريقين ، الذين جاءا إلى الملعب بأقمصة حمراء ، وتبانات بيضاء ، مما أرغم الحكم على إجراء القرعة بعد المراسم الاحتفالية ، والأمر هنا يحتاج إلى ضبط مستقبلي ، من خلال اجتماع فني ، يجب أن يحضره مراقب المباراة ، ومراقب الحكام ، وطاقم التحكيم ، ومندوبي الفريقين ، للاتفاق على كل الأمور ، وفقا للوائح والأنظمة ، وعلى الفريقين إحضار الألبسة الرسمية والاحتياطية ، لتحديد زىّ الفريقين في الاجتماع الفني ! الخلاصة أن الثقافي ، نجح في إضافة درع ثمين إلى خزائنه .. والاهم أن الثقافي أكد انه الأفضل ، وان فرقه لكل المراحل السنية ، ستضمن له التألق المستقبلي ، وعلى جميع الفرق مراجعة تجربة الثقافي ، الذي يتألق في كل المباريات ، خاصة وأن رئيس الاتحاد اللواء جبريل الرجوب ، أكد أن الدوري التصنيفي على مرمى حجر ! والحديث ذو شجون [email protected] |