محافظ جنين يستقبل مبعوث اللجنة الرباعية ويستعرض له أوضاع المحافظة

جنين- معا- إستقبل محافظ جنين قدوره موسى في مكتبه اليوم الجنرال الأمريكي جون فريزر المكلف بالإشراف على تنفيذ استحقاقات الشق الأول من خطة خارطة الطريق ضمن وفد رفيع المستوى، حيث كان في إستقباله قائد المنطقة العقيد سليمان عمران وقادة الأجهزة الأمنية.

وإستعرض موسى الأوضاع العامة في المحافظة وقال: "إن هذه الزيارات تمثل بريق أمل للشعب الفلسطيني نحو تحقيق الاستقرار والهدوء في المنطقة وأضاف أن الأجهزة الأمنية قامت بدورها بنجاح في فرض سياسة النظام والقانون بأقل التجهيزات والمعدات ، وهي مؤشرات إيجابية نحو تحريك العملية السياسية وإحقاق الشعب الفلسطيني لحقوقه الشرعية في إقامة دولته الفلسطينية.

وأضاف أن الجانب الإسرائيلي يتعمد عرقلة جهود السلام وتحريك عملية التنمية الاقتصادية عبر تقييد دخول عرب الداخل الى مدينة جنين، والمماطلة في إسترجاع الوثائق الثبوتية والسجلات الخاصة بتصنيف الأراضي وعرقلة عمل الإجهزة الأمنية، مطالبا الجانب الإسرائيلي بإزالة الحواجز الثابتة حول المدن الفلسطينية لتسهيل الحركة التجارية وتحسين الحياة المعيشية للسكان و الضغط نحو دفع العملية السياسية إلى الأمام و إزالة المستوطنات وإنهاء الإحتلال الإسرائيلي ليعم السلام بين الشعبين.

ومن حهته شكر الجنرال فريزر المحافظ على المعلومات التي قدمها، وقال أن الزيارات الميدانية التي تقوم بها الوفود الرسمية تأتي في سياق الإطلاع على الأوضاع الصعبة، وزيارتنا اليوم تأتي لتقييم مدى تطبيق بعض بنود خارطة الطريق.

كما تطرق فريزر إلى الوضع الأمني الداخلي وإمكانية قيام الأجهزة الأمنية بتوفير حفظ الأمن وإشكاليات عملهم إرتباطا بالممارسات الإسرائيلية على أرض الواقع.

واشار في ذات السياق الى اللقاءات الرفيعة التي تمت مع القيادة الأمنية الفلسطينية لتقييم مؤتمر برلين في دعم الأجهزة الأمنية و متابعة الدعم الأوروبي لتدريب وتجهيز الشرطة الفلسطينية، وكذلك التواصل مع طاقم توني بلير مبعوث الرباعية فيما يتعلق بتمويل وتنفيذ المشاريع التنموية العامة.

وفي الجانب الفلسطيني أشار العقيد سليمان عمران أن الأجهزة الفلسطينية في حال أفضل بالخبرة والتأهيل والتجهيزات، غير ان الجانب الإسرائيلي يتعمد عرقلة عمل عناصرنا الأمنية لإفشال الخطة الأمنية، ونشر الفوضى في المجتمع الفلسطيني وترسيخ إنعدام الثقة بين الأجهزة الأمنية والمواطن, معربا عن أمله ان يتم إعادة تقييم المسار السياسي للحفاظ على إنجازات الشعب الفلسطيني وتوسيع نافذة الأمل التي بدأت تضيق بسب عدم التزام اسرائيل بأي حل سلمي عادل.

وفي لقائين آخرين عقدا في قاعة المحافظة ضم الأول عدد من مدراء الدوائر ذات العلاقة بالهيئات المحلية وعدد من رؤساء مجالس المحلية والمجالس المشتركة للمياه والنفايات الصلبة وقرى شمال شرق جنين حيث استعرض هؤلاء اشكاليات مختلفة في جوانب البنية التحتية وعرقلة اسرائيل لتنفيذ عدد من المشاريع التطويرية و عدم موافقة اسرائيل على منح مخططات هيكلية او توسعة مخططات لعدد من التجمعات.

وكان من ابرز ما تم بحثه مشكلة نقص كميات المياه المسموح لها للمحافظة وضرورة العمل على تشغيل او أعادة تأهيل آبار قباطية وطمون وبئر جنين الثاني السعادة وجنين الثالث / جبع. كذلك عدم الموافقة على رفع القدرة الكهربائية حيث لم يعد من الممكن الاستفادة مما لدى المحافظة من قدرة كهربائية سوى في الصناعة او في الاستخدام المنزلي مع التوسع في البناء واتساع رقعة المناطق التابعة للمحافظة.

واعتبر موسى أن من الضروري العمل مع الجانب الاسرائيلي للموافقة على رفع القدرة الكهربائية وزيادة كميات المياه والسماح بترخيص عدد من الآبار المهمة لعدد من التجمعات والموافقة على العمل في مناطق ج للاستثمار فيها، والاستفادة منها في مشاريع تنموية للمحافظة.

في ذات السياق بحث رجال الاعمال والمؤسسات الاقتصادية الرسمية والاهلية في اجتماعهم الوضع الاقتصادي الصعب والركود الذي اصاب المحافظة منذ حوالي ثمان سنوات وارتفاع نسبة الفقر والبطالة بين فئات عدة من المجتمع. كذلك المعيقات التي تضعها اسرائيل على المعابر وخاصة الجلمة والذي يشكل معيقا لتواصل الاهل من 48 مع جنين وعدم السماح لهم بالدخول بسياراتهم وعدم توفر تنسيق فلسطيني على المعبر مما يعني عدم سيطرة على المورد عبره، وكذلك ما يعانيه العمال بشكل يومي من تضيق سواء في الدخول الى اسرائيل والعمل هنالك وضياع حقوقهم. وطالب المتحدثون بضرورة العمل على السماح بدخول الشاحنات مباشرة الى جنين عبر الجلمة مما يقلل الجهد والوقت والتكلفة على المستوردين.

وتطرقوا الى ما يعانيه المستوردون في الموانىء وتأخير خروج بضائعهم مما يعني تكلفة ووقت وتلف بعضها. هذا اضافة الى الحواجز الطيارة والثابته وما تسببه من ضيق وذل للمواطنين وطالبوا بتدخل سريع من قبل المبعوث الامريكي والسعي لان تعمل اسرائيل على توفير كافة السبل لنجاح الفلسطينيين في تحقيق امنهم واستقرارهم الاقتصادي، وان يسارع الى تنفيذ ما يعلن عنه من مشاريع تنموية هنا وهناك ليرى المواطن الفلسطيني في جنين وفي العالم ان هنالك دعم وتدخل دولي واروبي لتغيير الاوضاع في فلسطين لا أن يظل الحديث فقط مجرد أحلام.

من جهته شكر فريزر رجال الاعمال وممثلي المؤسسات ذات العلاقة بالوضع الاقتصادي وتمنى ان يكون هنالك لقاء موسع معهم قريباً وانه اخذ بكل الملاحظات وانه سوف يتحرك من أجل بحثها مع الجانب الاسرائيلي وانه سيسعى من اجل تحقيق رخاء وامن في المنطقة.

هذا وقد قام الجنرال برفقة رئيس مجلس قروي تعنك بزيارة ميدانية الى منطقة السعايدة وهو تجمع صغير يقع بين تعنك وعانين من الجهة الشمالية الغربية من جنين والذين تقدموا بشكوى الى الرباعية للتدخل من اجل السماح لهم بعمل مخطط هيكلي ولم توافق اسرائيل بعد على ذلك.