وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

رياضه وثقافة ..وامرأة تقود بجدارة ! بقلم:فراس عبيد

نشر بتاريخ: 09/07/2008 ( آخر تحديث: 09/07/2008 الساعة: 18:16 )
بيت لحم - معا - منذ زمن .. أدركت أنه بما أن المراة نصف المجتمع ، ونصف الحياة ، ونصف الحقيقة ، فإنه من الواجب أن تكون ممثلة بمقدار النصف في جميع الهيئات والمجالس والمؤسسات والوزارات . ويجب أن يتحقق ذلك عبر قانون ملزم يقرّه المشرع مادته تناصف المرأة والرجل جميع الكراسي القيادية ، بالإضافة إلى تناوبها .. فيمكن أن نشاهد خلال السنوات القادمة مجلسا تشريعيا فلسطينيا نصفه من النساء ، وحكومة نصف وزرائها نساء ، وشركات كبرى تتناصف النساء والرجال دفتها القيادية ، وعلى المنوال ذاته سرفي جميع المؤسسات والاتحادات والنقابات .. أليسوا نصفنا ؟!
والفكرة ليست جديدة بالنسبة لي ، فأنا مؤمن بها منذ زمن بعيد .. إلا أنها طفت على السطح الآن إثر بروز نموذج ناجح جسدته السيدة الوزيرة تهاني أبو دقه وزيرة الرياضه ووزيرة الثقافة في قيادة وإدارة وزارتين في وقت واحد ، باقتدار يحسب لها .

ففي بداية توليها مسؤولية الوزارة الثانية (الثقافة) ، تشكك بعضهم في مقدرة وزيرعلى إدارة وزارتين ، وتشكك آخرون في نجاح امرأة في إدارة وزارة كثيرة التشعبات كالثقافة ، وذات تركيبة داخلية متنازعة ومعقدة ..

إلى أن كانت المفاجأة ! فبعد مضي فترة وجيزة على تولي الوزيرة حقيبة الثقافة كشفت السيدة ذات القدرات القيادية اللافته عن رؤية نافذة في فهم الخريطة الداخلية للوزارة ، وعن مخطط حقيقي لتطويرأداء الوزارة والعاملين فيها ، وعن انفتاح ذهني يتيح للجميع - بلا استثناء ! - أن يأخذ فرصته للعمل .. ليس ذلك فحسب ، فقد تمكنت ، خلافا لجميع الوزراء الذين تناوبوا على الثقافة ، من زيادة الميزانية الحكومية المخصصة للوزارة أضعافا مضاعفة ، كما تمكنت من إعادة إطلاق جائزة فلسطين السنوية للثقافة التي جمدت منذ أعوام .. وأهم من ذلك أنها احترمت الطاقات والملكات الشابة في الوزارة فوضعتها في الأماكن التي تستحق ، منبهة بذلك الى فهمها للقدرة الخاصة التي يتمتع بها الشباب في الاتصال بالواقع الحي بآليات عصرية بعيدا عن الجمود أو التعصب أو الانغلاق ، وفي القدرة على إطلاق المبادرات الخلاقة .. دون أن يعني ذلك إنكارا لخبرة الجيل القديم وأهمية الإفادة من مخزونه .

ولأن التغيير من سنن الحياة وحقائقها ، فسيترافق معه دائما هزات وخضات وإشكالات من أولئك الذين لم يعتادوا التغيير ، أو أولئك الذين ستتضرر مصالحهم وامتيازاتهم من التغيير ، أو أولئك ضيقي الأفق الذين لا يقدّرون أهمية التغيير.. ولكن مهما حدث وسيحدث فإن التاريخ يؤكد لنا أن عجلة التغيير ماضية طال الزمن أو قصر.
وليس آخرا .. فإن التقدير كل التقدير للنهج التغييري والإصلاحي الذي تبنّته وتتبناه هذه الوزيرة المستنيرة وذات التاريخ النضالي المعروف ، والتقدير كذلك للسيد رئيس الوزراء د. سلام فياض على حسن اختياره لهذا النموذج النسائي الناجح .