وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

خلال ندوةٍ نظمها التجمع الاعلامي واذاعة القدس-مفكرون وباحثون يشيدون بالراحل المسيري ويعتبرونه نموذجاً فريدا

نشر بتاريخ: 11/07/2008 ( آخر تحديث: 11/07/2008 الساعة: 20:54 )
غزة - معا - اشاد مفكرون وباحثون إسلاميون، عرب و فلسطينيون الدكتور الراحل عبد الوهاب المسيري واعتبروه مفكراً موسوعياً، استطاع بأفكاره فتح آفاقٍ واسعةٍ للعقول العربية والإسلامية في كثيرٍ من القضايا لتثقيفهم بها وتنوير بصريتهم حولها.

جاء ذلك خلال ندوةٍ إعلامية إذاعية نظمها التجمع الاعلامي بالاشتراك مع إذاعة صوت القدس بعنوان "الدكتور الراحل عبد الوهاب المسيري مدرسة فكرية وسياسية" وذلك في مقر التجمع الكائن ببرج الشوا حصري بمدينة غزة.

واجمع المتحدثون علي أن المسيري شكّل منظومةً معرفيةً منهجية لدراسة ظواهر عدة كان أبرزها الظاهرة الصهيونية التي اعتبرها مشروعاً غربياً للسيطرة على منطقة الشرق الأوسط ومقدراتها الحضارية.

فقد أكد الدكتور تيسير العمصي، الباحث الإسلامي الفلسطيني أن الحديث عن الدكتور المسيري حديثٌ عن القمم الشامخة والهامات العالية ذات النفوس المتواضعة، والتي مكنت العقل البشري من اكتشاف السنن الإلهية.
وأوجز العمصي وصفه لشخص الدكتور المسيري بالقول:" لقد كان الدكتور المسيري متجدداً، مجدداً، قلقاً ومتسائلاً

وتابع يقول:" فعندما كانت الماركسية هي الطاغية كحركة فلسفية اجتماعية، جوهر دعوتها كما ترى سعادة الإنسان كان ماركسياً، ولكنه بتأمله وتجدده -حيث يجد أن جوهر الإنسان هو التساؤل والتأمل تركها وهي في أوجها واختار الإسلام الداعي للعلم ....".

وتحدث العمصي عن موسوعية الدكتور المسيري، حيث لفت إلى أنه كان على مستوى التنوع في المعارف والإبداع في العطاء سواء في الأدب ، التاريخ، السياسية ، علم الاجتماع، علم النفس، الفن.

بدوره أكد الدكتور مازن النجار أحد المقربين من الدكتور المسيري والباحث في التاريخ الإسلامي، أن الدكتور المسيري كان صاحب رؤية عميقة للأمور، مبيّناً أن أهم ما أنجزه هو تشكيل منظومة معرفية منهجية حيال الظاهرة الصهيونية ووصل إلى أن هذه الظاهرة لا تشكل وحدة عرقية متكاملة بل هي مشروع غربي.

وأشار الدكتور النجار عبر الهاتف، إلى أن المسيري تعامل مع الفكر بطريقة فريدة من خلال تجريبه التنظيمات الشيوعية التي علم تفاهتها ليهدى من ثم إلى دين الله.

من جانبه تحدث الأستاذ باسم شعبان الباحث في التاريخ الإسلامي، عن رؤية المسيري للخطاب الإسلامي، حيث بيّن أنه قسمه لخطابين قديم وجديد حديث.

وأوضح شعبان أن الخطاب الإسلامي القديم من وجهة نظر المسيري بدأ مع دخول الاستعمار العالم الإسلامي، حيث حاول هذا الخطاب برأيه أن يقدم استجابةً إسلامية لظاهرتي التحديث والاستعمار حيث ظل مهيمناً حتى منتصف الستينات،

أما الخطاب الآخر فبدأ يظهر وفقاً للمسيري بعد منتصف الستينيات، فقد بيّن أن الاختلاف الأبرز بين الخطابين يكمن في أن الأخير ينطلق من نقدٍ جذري لمنظومة الحداثة الغربية، أي يعاكس الخطاب الأول.

لفت شعبان إلى أن المسيري كان يعتبر نفسه من حملة الخطاب الإسلامي الجديد الذي لا يقتنع باستيراد الإجابات الغربية الجاهزة، والذي يتميز أيضاً بشموليته وطرحه شعار (الإسلام هو الحل)، وباعتباره خطاباً يتعامل مع كل من اليومي والمباشر والسياسي والكلي والنهائي.

من ناحيته، شدد المفكر الإسلامي الكبير الدكتور محمد مورو على أن الراحل المسيري استطاع أن يفهم العقول الإسلامية والعربية الأسلوب الصحيح في التعامل مع إسرائيل باعتبارها تجسد العنصرية الكاملة الموجودة في الغرب.

وأشار مورو في حديثه عن المفكر المسيري عبر الهاتف من مصر، إلى انه خلص في إسهاماته الفكرية الرائدة إلى نتائج هامة في أكثر من اتجاه، كان أبرزها وفق ما أوضح تنبؤه بزوال دولة إسرائيل قريباً.

وقال المفكر العربي مورو:" إن أهم ما يميز كتابات وأعمال الدكتور المسيري استخدامه لأدوات علم الاجتماع الإسلامي واستشرافه الخطاب الصحيح للحركة الإسلامية، التي وصف معظمها بأنها عاجزةٌ عن تطوير خطابها من الصراع مع العدو الصهيوني".

على صعيدٍ آخر، بيّن الأستاذ عبد اللطيف أبو هاشم الباحث في الشؤون الإسلامية، أن الراحل المسيري أول من أصل التجربة الأمريكية في التعامل مع الهنود الحمر حيث اعتبرها التجربة الرائدة في الاستعمار والجريمة حيث قتل الأمريكيون 200 مليون هندي أحمر واستوطنوا أرضهم عنوةً.

كما وبيّن أن المسيري كان أول من نقد نظرية المؤامرة التي تعد إشكاليةً في العقل العربي، ناهيك عن وصفه الحروب الصليبية بالحروب الصهيونية الأولى.

وقال أبو هاشم فكلمته التي اختتمت بها الندوة الإذاعية :" إن الدكتور المسيري قام بابتكار علوم عدة نحن بحاجة ٍلتطبيقها سيما وأنها علوم تتصل بواقعنا الإسلامي (...) حيث برهن بما لا يدع مجالاً للشك على ريادته و بعد أفق تفكيره".