وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

فروانة: الاولوية للاسرى الاحياء.. واستمرار اسرائيل باحتجاز مئات الجثامين في مقابر الأرقام يشكل جريمة

نشر بتاريخ: 15/07/2008 ( آخر تحديث: 15/07/2008 الساعة: 23:19 )
رام الله -معا- اعتبر الباحث المختص بشؤون الأسرى، مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين، عبد الناصر عوني فروانة اليوم الثلاثاء، استمرار اسرائيل في احتجاز المئات من جثامين الشهداء ، انما يشكل استمراراً لإنتهاكاتها الفظة والفاضحة للقانون الدولي والقيم الإنسانية والأخلاقية والدينية ، واستمراراً لجرائمها المتواصلة التي لم تتوقف بحق الإنسان الفلسطيني الحي والميت ، بكافة فئاتهم العمرية وشرائحهم الإجتماعية.

وأكد فروانة في بيان وصل معا نسخة منه بأن دولة الإحتلال الإسرائيلي ، هي الدولة الوحيدة في العالم التي انتهجت ولا زالت تنتهج هذه السياسة منذ العام 1967 ، على مرأى ومسمع من العالم أجمع ، كجزء من سياستها في تعاملها مع الفلسطينيين والعرب، بهدف معاقبة الإنسان بعد موته وانتقاماً منه لما قام به من عمليات مقاومة ضد الإحتلال ، أو بغرض استخدام جثمانه للمساومة وإبتزاز الجهة التي ينتمي لها، وفي أحياناً كثيرة لإخفاء آثار جرائمها المتمثلة في طريقة قتل الإنسان بدون وجه حق والتمثيل والتنكيل بجثته بشكل وحشي.

واستطرد فروانة قائلاً :"أن الهدف لا يقتصر على الميت وانما يمتد ليطال أهله، حيث أن اسرائيل تعمد الى تعذيب ذويه وأحبائه بشكل جماعي من خلال حرمانهم من رؤيته ووداعه الأخير قبل أن يوارى الثرى، وتقبيله قبلة الوداع الأخير، وإكرامه ودفنه وفقاً للشريعة الدينية والإسلامية، في مقابر وأمكنة مؤهلة لذلك، وهي بذلك تفاقم من معاناتهم وآلامهم وأحزانهم ، وتستمر هذه المعاناة باستمرار احتجاز جثمان الشهيد، ليغدو اعادة الجثمان حلم لذويه، هذا بالإضافة لما تتعرض له أسرة الشهيد من مضايقات وملاحقات وتعذيب نفسي واعتقالات أحياناً وهدم بيوت أحياناً أخرى.


وبين فراونة ان اسرائيل تحتجز مئات جثامين الشهداء الفلسطينيين والعرب في أماكن سرية غير معدة بشكل ديني وإنساني كأماكن للدفن وتقع في مناطق سرية وتعرف بـِ " مقابر الأرقام " ، وسميت بهذا الإسم لأنها تتخذ من الأرقام أسماء للشهداء ، وهي تزدحم بعشرات الأضرحة ، ومثبت فوق كل ضريح لوحة معدنية تحمل رقماً، ولكل رقم ملف خاص تحتفظ به الجهة الأمنية المسؤولية ويشمل المعلومات والبيانات الخاصة بكل شهيد .

وحول أعدادهم يقول فروانة بأنه لا يوجد هناك عدد محدد لتلك الجثامين المحتجزة أو كشوفات رسمية دقيقة لدى المؤسسات الرسمية أوالحقوقية ، وكل ما يتناوله البعض أو وسائل الإعلام ماهي إلا تقديرات واجتهادات، حيث لم يحظَ هذا الملف بالأهمية التي يجب أن يستحقها، من قبل الجهات الرسمية والحقوقية والتوثيقية أيضاً ، وانما يؤكد فروانة على أن كل التقديرات والشواهد تُشير بأن رفات الشهداء بالمئات وقد تصل للآلاف ، إذا ما ربطنا بذلك أعداد الأسرى والمواطنين الفلسطينيين والعرب الذين اختفوا منذ سنوات وعقود واعتبروا في تعداد المفقودين ، فقد يكونوا قد تحولوا فعلياًً الى جثامين أحتجزت في تلك المقابر .

وأوضح فروانة بأن فصائل منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية ، لم تولِ هذا الموضوع أدنى أهمية ، خشية من ان يكون على حساب اطلاق سراح الأسرى الأحياء ، وقد يكون هذا منطقي وصحيح اذا ما قارنا الأمر بما أنجز .

ومع ذلك تمكنت السلطة الوطنية الفلسطينية في فبراير 2005 من استعادة رفات 15 شهيداً فلسطينياً.

فيما أوضح فروانة بأن منظمة حزب الله اللبناني منحت هذه القضية اهتماماً كبيراً ، واستعادت مئات من رفات الشهداء اللبنانيين من خلال عمليات التبادل ، أبرزها كان عام 1996 حيث استعادت رفات ( 132 ) شهيداً ، وفي عام 1998 استعادت رفات ( 40 شهيداً ) كان من بينهم جثة الشهيد هادى نصر الله نجل الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ حسن نصر الله ، وفي صفقة التبادل في يناير من عام 2004 استعادت رفات ( 59 ) مواطناً لبنانياً .

واشار بأن عملية تبادل الأسرى التي ستنفذ خلال ايام بين حكومة الإحتلال ومنظمة حزب الله، ستغلق ملف الأسرى اللبنانيين الخمسة بمن فيهم عميد الأسرى العرب الأسير اللبناني سمير القنطار ، وستشمل أيضاً استعادة رفات العشرات او لربما مائتين من الشهداء اللبنانيين والفلسطينيين كما أعلن، وهذه المرة الأولى التي ستشمل فيها عمليات التبادل مع حزب الله اعادة رفات شهداء فلسطينيين وعرب.

وفي هذا الصدد دعا فروانة السلطة الوطنية الفلسطينية والفصائل الفلسطينية كافة وآسري الجندي الإسرائيلي " جلعاد شاليط " خاصة ، بضرورة فتح ملف استمرار " اسرائيل " في احتجاز المئات من رفات الشهداء الفلسطينيين ، واخلاء كافة مقابر الأرقام ، والعمل الجاد من أجل استعادة جثامين الشهداء المأسورة لدى الجانب الإسرائيلي منذ سنوات.