وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

عقيلته إطلعت على معاناة سكان مخيم عايدة- براون في مؤتمر مع الرئيس عباس يعد بتقديم 60 مليون دولار اضافية للسلطة

نشر بتاريخ: 20/07/2008 ( آخر تحديث: 20/07/2008 الساعة: 16:12 )
بيت لحم- معا- عبر الرئيس محمود عباس، خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده بعد ظهر اليوم الاحد، مع رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون في مقر الرئاسة بمدينة بيت لحم عن قلقه البالغ من عدم التزام إسرائيل بمبادئ وروحية مؤتمر أنابوليس.

وقال الرئيس :"يسرني أن استقبل، اليوم، غوردن براون رئيس الوزراء البريطاني، هنا في فلسطين، في مدينة لحم، مهد سيدنا المسيح رسول المحبة والسلام، مرحبا بكم أطيب ترحيب، باسمي وباسم الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية، معبرا لكم عن شكرنا العميق على مبادرتكم الشخصية لاستضافة مؤتمر استثماري لصالح فلسطين في لندن في الخريف القادم، متابعة لمؤتمر لندن الخاص بالدول المانحة، وكذلك مؤتمر الاستثمار الذي عقد في بيت لحم في شهر آبار والذين سجلا نجاحا في الحضور والمشاريع، ودعما لتوجه السلطة نحو الشراكة الحقيقية مع محيطها وشركائها في العالم وخاصة أوروبا".

واوضح الرئيس كما نشرت وكالة الانباء الرسمية "وفا" يبقى التحدي الأكبر أمام الاستثمار هذا في تأمين حرية الحركة للأشخاص والبضائع، والتغلب على المعوقات للتنمية الاقتصادية وعلى رأسها الحواجز الإسرائيلية والاغلاقات المتكررة والاجتياحات المستمرة للمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية وكان آخرها بلعين ونعلين ونابلس.

وأكد الرئيس التزام السلطة الفلسطينية بالاستمرار بتنفيذ استحقاقاتها وخاصة بما يتعلق بخطة خارطة الطريق نحو الإصلاح الأمني واستتباب النظام والقانون في أراضي السلطة ليشعر المواطن بالأمن والأمان وتتوقف الخروقات الإسرائيلية والتي تفشل جهودنا في بناء أسس الدولة الفلسطينية المستقلة.

وثمن الرئيس دعم رئيس الوزراء البريطاني وجهود بلاده مع المانحين لدعم الالتزامات الدولية تجاه السلطة الوطنية الفلسطينية، مضيفا: كما نشكر مبادرتكم لتقديم الدعم المباشر لميزانية السلطة والتي وصلت إلى مئة مليون دولار هذا العام، بالإضافة إلى دعمكم للمشاريع التنموية.

وقال الرئيس: " تأتي زيارتكم سيدي الرئيس إلى مدينة بيت لحم، وقد شهدت المنطقة تطورات إيجابية في الفترة الأخيرة، كان آخرها التقدم في المسار السوري - الإسرائيلي، والتهدئة في غزة، وتبادل الأسرى بين لبنان وإسرائيل".

وذكر الرئيس بوجود ما يزيد عن 11 ألف أسير فلسطيني خلف القضبان بالسجون الإسرائيلية، وقال: إن قضيتهم على رأس أولوياتنا وسنواصل جهودنا حتى يرى أسرانا شمس الحرية وقد نعمت فلسطين بفجر التحرر والاستقلال وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة المتصلة والقابلة للحياة وعاصمتها القدس الشريف، ومن خلال التطبيق العادل والشامل لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بفلسطين وباللاجئين.

وأضاف الرئيس : لقد أتاحت لنا فرصة استقبال رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون، أن نتناول مجمل الوضع السياسي وعملية السلام، وقد عبرنا له عن قلقنا العميق لعدم التزام إسرائيل بمبادئ وروحية مؤتمر أنابوليس وعلى رأسها تجميد الاستيطان بشكل كامل وبما في ذلك في القدس وما يجري اليوم من تغيير معالمها يغضب ليس الشعب الفلسطيني فحسب، بل العالم العربي والإسلامي والمسيحي أيضا.

وأوضح الرئيس أن المبادرة العربية التي أطلقت عام 2002م، ما زالت وبعد ستة سنوات من إطلاقها، تنتظر الرد الإسرائيلي عليها، و'التي تنص في جوهرها على أسس السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط، حيث تعيش إسرائيل بسلام مع كل الدول العربية والإسلامية بعد انسحابها من الأراضي العربية التي احتلتها عام 1967 وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة'.

وشكر الرئيس الحكومة البريطانية على دورها الفاعل في دعم الشعب الفلسطيني، وقال:نعول على دورها والدور الأوروبي الاقتصادي والسياسي الفاعل في عملية السلام.

وأشاد الرئيس على الجهود التي يقوم بها مبعوث اللجنة الرباعية السيد توني بلير، موضحا أن الأخير يعمل بإيجابية عالية مع كل الأطراف ويتابع التفاصيل بجدية.

وبخصوص عملية السلام قال سيادته: ذهبنا إلى مؤتمر أنابوليس للوصول إلى اتفاق قبل نهاية العام الجارين ويجب أن نحافظ على هذا الأمل والتفاؤل، ونحتاج لجهود كبيرة، وهناك عقبات كثيرة ونتمنى أن تزال حتى نصل للهدف المنشود، ونحقق السلام قبل نهاية العام الجاري.

وبدوره وعد رئيس الوزراء البريطاني بتقديم 60 مليون دولار إضافية للسلطة الوطنية منها 30 مليون دولار لدعم موازنة السلطة، ليصبح مجموع ما قدمته بلاده لدعم الموازنة 175 مليون دولار، وكذلك 30 مليون دولار لبناء وحدات سكنية وخلق حوالي 50 ألف فرصة عمل في الأراضي الفلسطينية.

وأشاد براون كثيرا بشجاعة الرئيس وبجديته في عملية السلام، وقدرته على قيادة الشعب الفلسطيني، بقوله: أحيي قيادة الرئيس عباس للشعب الفلسطيني، الذي كرس حياته لبناء السلام وقيام الدولة الفلسطينية، وهذا يستحق منا الثناء.

كما أثنى على رئيس الحكومة الدكتور سلام فياض، لجهود الدؤوبة في مأسسة الدولة الفلسطينية، واهتمامه في تحقيق السلام.

وقال براون: عندما كنت طفلا عرفت عن مدينة بيت لحم أنها رمز السلام، ونحن نرى هنا الحاجة للعدالة، وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، وإقامة دولته القابلة للحياة.

وأوضح رئيس الوزراء البريطاني انه أكد خلال اللقاء مع السيد الرئيس عن دعمه للسلطة الوطنية وجهودها في مختلف المجالات للتخفيف عن الشعب الفلسطيني، وبخاصة في الجوانب الاقتصادية، وقال: نحن ندعم إيجاد حل ضمن حدود عام 1967، والقدس تكون عاصمة للشعبين.

وشدد براون على ضرورة وقف الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية وكذلك العنف، واعدا باستمرار توفير الدعم للقوى الأمنية الفلسطينية.

ولفت براون على أن بلاده قدمت 500 مليون دولار للسلطة الوطنية لتقديم الخدمات الأساسية في الأراضي الفلسطينية، وإلى أنه أحضر معه مجموعة من رجال العمال والمستثمرين للبحث في كيفية الاستثمار بفلسطين.

وقال: سررت بالمشاركة في مؤتمر الاستثمار في بيت لحم، وبودنا أن نستضيف مؤتمر آخر في لندن.

وأكد أن التوسع الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية عقد عملية السلام وزاد معاناة الشعب الفلسطيني، وأنه مطلوب من إسرائيل تقديم تنازلات لتحقيق السلام.

ولفت إلى أهمية خلق الوظائف والمشاريع الصغيرة والتعامل مع الاحتياجات الصناعية، و'دعم الازدهار الاقتصادي في الأراضي الفلسطينية، ليس فقط لهذا الجيل، بل للأجيال بالمستقبل، ليشعر المواطن الفلسطيني بوجود تغيير إيجابي في حياته'.

وأوضح رئيس الوزراء البريطاني أن كل النقاط التي بحثها معه السيد الرئيس محمود عباس سيناقشها لاحقا مع أيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي.

وأشار على أنه لمس وجود رغبة حقيقية لتحقيق السلام وإنهاء الصراع، والوصول إلى حل عادل، مؤكدا رغبته في الوصول إلى دولة فلسطينية قابلة للحياة إلى جانب إسرائيل.

وشكر براون السيد توني بلير على جهوده وعمله الدؤوب في المنطقة، وقال: السيد بلير أطلعني على المشاريع التي يقوم بها ونحن نقدم له الدعم الكافي.

عقيلة براون تزور مخيم عايدة وتطلع على أوضاع اللاجئين
___________________________________________

من جانبها قامت عقيلة رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون التي ترافقه في زيارته الى الاراضي الفلسطينية بزيارة الى مخيم عايدة للاجئين الفلسطينيين بهدف الاطلاع على الاوضاع المعيشية التي يعيشها اللاجئون في ظل الاوضاع الراهنة.

وقامت براون التي رافقتها وزيرة السياحة والاثار الفلسطينية بزيارة مدرسة اناث عايدة الاعدادية التابعة للاونروا حيث كان في استقبالها هناك عدد من المسؤولين في الوكالة على راسهم مفوضة الاونروا كارين ابو زيد التي اطلعت السيدة بروان على اوضاع اللاجئين الفلسطينيين في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني.

وقد قدمت ابو زيد للسيدة براون شرحا مفصلا عن الواقع الصعب للاجئين في المخيمات الفلسطينية موضحة لها ما يعانيه اهالي مخيم عايدة نتيجة الحصار والجدار الاسرائيلي.

كما قدمت أبو زيد شرحاً مفصلاً عن واقع وكالة الغوث والخدمات التي تقدمها الاونروا للاجئين الفلسطينيين.

بعد ذلك قامت السيدة براون بالاطلاع على الجدار العازل من خلال اعتلاء مدرسة اناث عايدة التي تطل على الجدار واستمعت الى شرح مفصل لما يسببه هذا الجدار من ألم ومعاناة للمواطنين.

وفي ختام زيارتها الى مخيم عايدة زارت السيدة براون مركز شباب عايدة الاجتماعي حيث اطلعها عايد العزة هناك على صرح العودة " بوابة ومفتاح العودة المقامة على مدخل المركز حيث شرح لها ان هذا المجسم الضخم للمفتاح يرمز الى تمسك الفلسطينيين بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم الاصلية التي هجروا منها عام 1948.

ومن ثم قامت براون بزيارة الى داخل مركز شباب عايدة الاجتماعي حيث قدم لها هناك النائب عن المجلس التشريعي محمد خليل اللحام شرحا مفصلا عن واقع اللاجئين الفلسطينيين والظلم التاريخي الذي وقع عليهم جراء احتلال اسرائيل وتهجير الشعب الفلسطيني قبل ستين عاما.

وقدم اللحام للسيدة براون شرحا عن اشكال المعاناة الفلسطينية جراء الاحتلال الاسرائيلي على طول سنوات الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين.

وطالب اللحام السيدة براون بكل ما تمثله بان تعمل على ازالة هذا الظلم التاريخي الذي لحق بشعبنا الفلسطيني وضرورة ان يقوم المجتمع الدولي بانهاء معاناة الشعب الفلسطيني عبر ايجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الوطنية الفلسطينية وعلى راسها حق العودة للاجئين الفلسطينيين.

وقدم افراد من فرقة الدبكة التابعة لمركز شباب عايدة الاجتماعي عرضا مميزا اما السيدة براون والوفد المرافق لها.