وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

التوجيه السياسي نظم احتفال "بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو"، عبد الرحمن: مصر هي الضمانة الإستراتيجية لقيام دولة فلسطين

نشر بتاريخ: 21/07/2008 ( آخر تحديث: 21/07/2008 الساعة: 17:38 )
رام الله- معا- تحت رعاية الرئيس محمود عباس، نظمت هيئة التوجيه السياسي الوطني مهرجانا احتفاليا بمناسبة الذكرى السنوية لثورة يوليو المجيدة، في قاعات بدران في رام الله اليوم.

وحضر المهرجان مستشار الرئيس "احمد عبد الرحمن" والسفير المصري"اشرف عقل" واللواء كمال الشيخ، وامين عام الدفاع المدني"صقر مجاهد" واللواء مازن عز الدين المفوض السياسي العام، واللواء بلال النتشه، ومحمد المدني النائب العام لمفوضية التعبئة والتنظيم،

وعن كلمة الرئيس، قال "احمد عبد الرحمن" والناطق الرسمي لحركة فتح أن الاحتفال بذكرى ثورة 23 يوليو 52 في مصر الشقيقة، يضعنا في مواجهة الأسئلة المطروحة في الصراع الفلسطيني_الإسرائيلي، إضافة إلى دور مصر في هذا الصراع المصيري على فلسطين، جاء ذلك خلال كلمة ألقاها في المهرجان الذي نظمه التوجيه السياسي بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو في رام الله اليوم.

وأضاف: ان مصر هي الطرف الرئيس في هذا الصراع على فلسطين وهذه حقيقة تاريخية، ولا يمكن لمصر ان تقبل عن طيب خاطر قيام هذا الحاجز المعادي لها في فلسطين والذي يفصلها عن عمقها العربي في الشرق الأوسط.
وأشار الأخ عبد الرحمن أن إسرائيل بوضعها الراهن وفي ظل موازين القوى الدولية والإقليمية تشكل اكبر عائق لتعطيل الإستراتيجية المصرية التي نقلتها ثورة 23 يوليو إلى التطبيق العملي، كونها تقوم أساسا على مركزية الدور المصري في صنع المستقبل العربي.
وقال الأخ عبد الرحمن أن عدوان حزيران عام 1967، وحرب أكتوبر عام 1973، تشكلان في واقع الأمر حلقتين متصلتين من سلسلة طويلة وممتدة عبر التاريخ المصري والعربي، ولا يبدأ هذا التاريخ بقيام إسرائيل كيانا معاديا لمصر في فلسطين، ولو عدنا قليلا الى الوراء لوجدنا ان اسرة محمد علي وابنه ابراهيم باشا حققت في القرن التاسع عشر ما سعى جمال عبد الناصر لتحقيقه في القرن العشرين، وهو الوحدة العربية.
واعتبر الأخ عبد الرحمن أن أحداث التاريخ المصري والعربي تجعل من السهل علينا قراءة أسئلة وتحديات الحاضر الذي نعيشه، مؤكدا ان وجود الشعب الفلسطيني في فلسطين وقيام دولة فلسطين المستقلة والقدس عاصمتها هو هدف استراتيجي لمصر، لا يمكنها أبدا التنازل عنه.

وشدد الأخ عبد الرحمن أن مصر "عبد الناصر" كانت الداعم الأكبر لإعادة إحياء الكيان والفعل الفلسطيني على ارض الواقع، انطلاقا من الإستراتيجية المصرية العربية التي لا تقبل هذا الحاجز المعادي الذي يفصل مصر عن الشرق العربي.
وأضاف: نقول ان الرئيس مبارك وباسم مصر كلها رافق ياسر عرفات في طائرته حتى العريش، في رسالة واضحة تحمل دعم مصر الكامل للرئيس عرفات وللسلطة الوطنية الفلسطينية، وفي الوضع الراهن الذي تعمل فيه إسرائيل وبعض الدول الإقليمية لتعطيل الإستراتيجية المصرية لتحرير الأرض الفلسطينية وقيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف، تواجه الإستراتيجية المصرية تحديات كبيرة وخطيرة مصدرها الانقلاب الذي قامت به حماس في قطاع غزة ضد الشرعية الوطنية، دون ان تدرك حماس ان إسرائيل توظف هذا الانقلاب للقضاء على المشروع الوطني الفلسطيني بتحرير الأرض وقيام الدولة.

وأكد "عبد الرحمن" أن لدى إسرائيل إمكانيات هائلة للضغط على قطاع غزة وحكم حماس لدفعهم جميعا في اتجاه نقيض لهدف الاستقلال الوطني أي دفعهم إلى مصر، وتحت الضغط الاقتصادي بفعل الحصار الإسرائيلي وقع الانفجار الشعبي الأول على معبر رفح، مضيفا أنه تم اقتحام المعبر ودخول أكثر من نصف مليون فلسطيني الى الأراضي المصرية بحثا عن المواد الغذائية وتمكنت مصر من احتواء ما حدث وعاد الفلسطينيون إلى داخل غزة.

واعتبر "عبد الرحمن" أن فتح معبر رفح بإرادة مصرية وحدها يعني أن على مصر تولي مسؤولية الامن في قطاع غزة، وهذا ما تضغط إسرائيل لحصوله، وتصبح قضية قطاع غزة ليس قضية استقلال وطني بل قضية حدود بين مصر واسرائيل، وهذا ما لا تفهمه قيادة انقلاب حماس في قطاع غزة، وبدل ان يكون ضغطها على إسرائيل التي تغلق المعابر وتحاصر القطاع وتقطع الأرزاق يتحول هذا الضغط الشعبي الى مصر.
وأضاف:هذا الوضع يكشف عن ضيق افق قيادة حماس التي وللأسف الشديد تدور في فلك الأجندات الإقليمية التي لا تضع فلسطين واستقلالها وحرية شعبها اولوية لها، بل أولويتها مصالحها الخاصة في صراعها مع الولايات المتحدة.

وبين "عبد الرحمن" أن مصر تتبنى الموقف الذي يخدم قيام دولة فلسطين وينهي الاحتلال من خلال إنهاء حالة الانقسام والعودة الى الوحدة والشرعية بين جناحي الوطن، وتطبيق اتفاق معبر رفح لعام 2005 ، أي إبقاء الأزمة مع إسرائيل والضغط عليها للانسحاب من جميع الأراضي الفلسطينية وتحرير المعابر من السيطرة الإسرائيلية في نهاية الأمر، اضافة الى رفض التدخل الإقليمي في الشؤون الفلسطينية وتدعيم استقلالية القرار والإرادة الفلسطينية في وجه إسرائيل واحتلالها وعدم تحويل القرار الفلسطيني الى ورقة مساومة في يد القوى الإقليمية.

وبدوره قال السفير المصري"اشرف عقل": تحتفل مصر بهذه الايام بذكرى قيام ثورة يوليو 1952، هذا الحدث الذي شهده العالم في النصف الثاني من القرن العشرين، فهي ثورة شعب باكمله عبرت عن آماله ومطالبه، وجاءت مبادئها استكمالا لتطلعاته.
واضاف "ان يوم 23 يوليو من كل عام يذكرنا بتاريخ ثورتنا المجيدة تلك الثورة الاصيلة التي قامت بقيادة نابعة من الشعب معبرة عنه ومحتوية لآماله"، فثورة يوليو تندرج ضمن ثورات العظيمة في تاريخ الشعوب المناضلة حيث لم يقتصر تأثيرها على احداث تغيير جذري في مصر والمنطقة العربية فقط، بل تجاوز تأثيرها على احداث كل القارات.
واكد ان قضية فلسطين هي في مقدمة القضايا المتعلقة بقضايا التحرر الوطني العربي، وقد عملت مصر جاهدة على دعم هذه القضية في مختلف مراحلها بدءا بانشاء منظمة التحرير الفلسطينية، ومساندة هذه القضية في مختلف المحافل الاقليمية والدولية وتعزيز صمود المواطن الفلسطيني على ارضه.

واشار الى ان القيادة المصرية تجعل من هذه القضية شغلها الشاغل وتبذل جهدها ليل نهار لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني المرابط على ارضه وصولا لتحقيق حلمه باقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وقال ان الرئيس المصري مبارك، يبذل كل جهده لرفعة شأن مصر والامة العربية عاليا، وتعزيز صمود ابناء الشعب الفلسطيني، واوجه تحية الى الرئيس ابو مازن الذي لا يألو جهدا في سبيل تحقيق التطلعات المشروعة لشعبه وصولا لدولة مستقلة.
وناشد السفير كافة الفصائل للتوحد ونبذ الفرقة والخلاف، كونه السبيل الوحيد للحصول على الحقوق المشروعة.

وعن كلمة التوجيه السياسي: اكد المفوض السياسي العام " اللواء مازن عز الدين" على ان فهمنا لثورة يوليو يتخطى حدود الواقع السياسي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي في مصر ليرتكز في مقوماته الاولى الى الواقع العربي، الذي شكلت فيه القضية الفلسطينية اساسا.

واضاف ان هذه الذكرى العظيمة تتجلى فيها حقيقة مصر ودورها الريادي، والتزامها نحو فلسطين الارض والوطن والشعب والقضية، بقيادة الرئيس مبارك ومواقفه المشهودة نحو فلسطين وشعبها المناضل.
وقال ان العلاقة الاخوية التي تعاقبت فيها الاجيال بين شعبين شقيقين سوف تبقى بشواهدها ووقائعها ومستقبلها الواعد بقيادة الرئيس مبارك والرئيس محمود عباس، للوصول الى طريق الحرية والاستقلال.