|
الحديث ذو شجون *** في المقاطعة أهلاوي ! بقلم -- فايز نصار
نشر بتاريخ: 22/07/2008 ( آخر تحديث: 22/07/2008 الساعة: 19:01 )
بيت لحم- معا - لا صوت يعلو هذه الأيام على صوت "الوعد الصادق" الذي أنجب للأمة صفقة تبادل الأسرى ، ورفات الشهداء الأبرار ، الذين خضبوا ثرى فلسطين بدمائهم الزكية ، عبر العمليات الفدائية ، والدوريات البطولية ، التي حفظت اسم الوطن ردحا من الزمن .
وبحساب الميزان والقبان ، استرجع المقاومون رصيدهم الكفاحي ، مستذكرين طلائهم ، من الأبطال الذين صدقوا عهدهم ، ولاقوا ربهم راضين مرضيين ، وكان التفاضل والتفاخر بما يملك كل ثائر من دماء حنت جبال فلسطين ، وما في سجل كل فصيل من رجال ، ازدحموا أمام جبل الشهادة ، عندما كان عدم الإخبار تهمة يعاقب عليها المحتلون . ونالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين قصب السبق في تعداد الشهداء ، الذين أفرج الأعداء عن رفاتهم ،مما أعاد الجبهة الديمقراطية - التي طالما تبنت الماركسية أسلوبا نضاليا- إلى الواجهة ، فاستذكر أبناء الجبهة أيام العزّ ، ومحطات النضال السياسي ، عندما طرح البرنامج المرحلي ، ووقفات الكفاح المسلح في ساحات اللقاء . ولا يختلف اثنان في كون الجبهة الديمقراطية من الفصائل المؤثرة في الساحة الفلسطينية ، حتى لو اختلفنا معها على بعض الاجتهادات ، ويبقى أمين الجبهة نايف حواتمة من المفكرين الثوريين ، الذين تساوقوا مع حكايات النضال الفلسطيني بكل التفاصيل . وبعد أبو النوف ، كان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ، ياسر عبد ربه ،الرجل الثاني في الجبهة ، وكان أبو بشار نموذجا للمناضلين الفلسطينيين ، الذين يتسم أسلوبهم بالحراك ، وعدم الجمود ، حتى أن الرجل بادر إلى تأسيس الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا " معتمدا النضال السياسي ديدنا وسبيلا ، لفك طلاسم الصراع المرير مع الأعداء ... ووصل الأمر بأبي بشار أن كان من المبادرين للقاء جنيف ، الذي أثار جدلا كبيرا في الساحة الفلسطينية ! السيد ياسر عبد ربه ، المخضرم السياسي ، كشف هذه الأيام عن مواقف رياضية ، لم يسبق للصحافة الفلسطينية التوقف عندها ، حيث أكد بعظمة لسانه ، في لقاء مع محطة فضائية ، انه رياضي منذ نعومة أظافره ، مصرحا على رؤوس الأشهاد - وهذا كلام سيرضي الزميل محمود - بأنه أهلاوي منذ أيام الفتوة ... وليس هذا فحسب ، إذ ذهب عبد ربه بعيدا بالتأكيد أنه متعصب للأهلي ، يفرح لانتصاراته ، ويحزن لخسائره ، ويدافع عنه ظالما ومظلوما ، كما يفعل كل المناصرين . وأكثر من ذلك .. فياسر عبد ربه كان يمني النفس في طفولته المتأخرة أن يصبح لاعب كرة قدم ، ولم يدر في خلده أنه سيصبح قائدا فلسطينيا ، يساهم في كتابة التاريخ الفلسطيني ، في عدة محطات . وتأكيدا لذلك يقول أبو بشار : إنه كان يفضل أن يلعب كحارس مرمى ، للاطلاع في المهمة الدفاعية الأولى ، ظنا منه أن حارس المرمى يبقى مرتاحا ، وهذا يعاكس طفولة كثير منا ، ممن لا يفضلون اللعب في حراسة المرمى ، على اعتبار أن المركز يفتقد إلى الأضواء والشهرة . المهم أنا ياسر عبد ربه جرب حراسة مرمى أحد الفرق الشعبية ، فتهاطلت الأهداف على مرماه كما يتهاطل المطر في الكوانين ، مما استفز حمية صحبه في الفريق ، فأوسعوه ضربا ، وأشبعوه شتما ، كما اعترف أبو بشار ! وقد يستغرب البعض حكاية القائد ياسر عبد ربه ، ويعيب عليه التصريح بولائه الأهلاوي ، مما قد ينال من وقاره .. ولكن الموقف الرياضي ليس أحجية ، ولا معرة يخشى العشاق البوح بها ، بل ان الرجل قدم صفحة صادقة من ديوان حياته ... أما لماذا أحب الأهلي فتلك حكاية أخرى ، ولا يغير الأمر من موقفي كأول فلسطيني يقف على خطوط التماس ، بين الزمالك والأهلي ، لأنني "زمهلاوي" لا أحيد ، ولكن يبدو أن لعبد ربه مسوغات للعشق الأهلاوي ، وقد يكون للأمر علاقة بشعبية القلعة الحمراء الواسعة بين الكادحين ، الذين تبنى أبو بشار قضاياهم منذ الشباب ، أو أن الأمر مره وجود النجمين الفلسطينيين ، مروان كنفاني وفؤاد أبو غيدا في الكتيبة الحمراء ، أيام الوحدة الاندماجية بين مصر وسوريا ، عندما تنازل شكري القوتلي عن القيادة طوعا ، لجمال عبد الناصر ، حتى تنجح الوحدة الاندماجية ، وينطلق الدوري المصري السوري المشترك ، قبل آخر المحطات ، التي شهدت انضمام رمزي صالح إلى الأهلي ، في زمن الانقسام الفلسطيني. المسافة ليست بعيدة بين الرياضة والسياسة ، وفي حياة كل قائد فلسطيني مساحة لهموم الملاعب وحكاياتها ، وكما الشعب الفلسطيني ، منقسم بين أهلي وزمالك ، وبين ريال وبرشلونة ، أجزم أن في المقاطعة مسئولين يتحزبون رياضيا للحيين ، كلما أقترب موعد الكلاسيكو الاسباني ، أو لقاء الأضواء المصري . والحديث ذو شجون [email protected] |