وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الرجوب يكاد ينتصر للكرة الفلسطينية... ولكن! بقلم - عبد الفتاح عرار

نشر بتاريخ: 25/07/2008 ( آخر تحديث: 25/07/2008 الساعة: 16:39 )
بيت لحم - معا - اذا ما استطاع اللواء جبريل الرجوب رئيس الاتحاد المنتخب تنفيذ رؤيته وخطته باطلاق عجلة قطار دوري الأضواء فهذا شيء طبيعي قامت به كافة الهيئات التي تعاقبت وتولت قيادة اتحاد الكره لكن لم يستطع أحد أن يسجل اسمه في تاريخ صناعة مجد الكرة الفلسطينية لانهم لم يستطيعوا استكمال دوري واحد أو تنفيذ قرارات الهبوط بل زادوا من الطين بلة حين ساهموا بوصول عدد فرق الدرجة الممتازة لهذا العدد الماراثوني الذي كان يجب أن يدخل كتاب جينيس للأرقام القياسية.
لكن اذا ما استطاع اللواء الرجوب الذي يظهر الشارع الرياضي رضا كاملا عن سياسته حتى اللحظة ويعقد عليه الأمل للخروج بواقع الكرة الفلسطينية من براثن الظلمة التي نأمل أن تتبدل بفجر جديد، ففرق الدرجة الممتازة عندنا أصبحت 22 فريقا غالبيتها لا ينتمي للدرجة الا باللقب الذي أصبح يلتصق بالفريق الذي يصل للممتازة ولا يريد أن يفقد لقبه والطريقة الوحيدة للاحتفاظ باللقب هي عدم خوض المنافسة التي من المؤكد انها ستجرده من لقبه الذي أصبح كلقب سير في انجلترا لا يفقده صاحبه حتى بعد موته.
ومن المتضرر من هذه الثقافة سوى الوطن فقد جفت دماء الحركة في الملاعب وأصبحنا نتنفس من الدورات الخاصة التي تقيمها بعض الأندية والمنتخب يزداد حاله سوءا ويتراجع تصنيفه وها نحن نعيش هذه الحقيقة فمنتخبنا الوطني الذي يلقب بالفدائي لعاشقيه يسقط أمام أندية بمستوى لا يقارن مع مستوى المنتخبات التي سنواجهها في غرب اسيا والسبب هو عدم وجود دوري ومنافسة شريفة تنتهي بمبدأ الصعود والهبوط والعمل الدؤوب للمحافظة على وجود النادي في درجة ما.
فلم يكن المنتخب في أية دولة يحقق نتائجه من اقامة معسكر قبل بطولة وانما يقام هذا المعسكر فقط لخلق روح الانسجام للفريق ووقوف المدرب على جاهزية اللاعبين والتشكيلة الأساسية بعد أن يأتي هؤلاء اللاعبين من أنديتهم ومن منافسة الدوري جاهزون بدنيا. وكيف سيكون لنا دوري منتظم وعدد فرق الدرجة الممتازة 22 ولا توجد ملاعب ولا كادر تحكيمي قادر على القيام بالمهمة. واذا ما استطاع اللواء المرحب بقدومه أن يطبق خطة تقليص عدد أندية الدرجة الممتازة فسيكون قد كتب بحروف من ذهب بداية حقبة جديدة نستطيع من خلالها أن نعيش واقعا رياضيا سمته الأساسية المنافسة الشريفة ونتائجه تصب في اعداد منتخب وطني قادر على المقارعة وليس هدفه فقط المشاركة.
فنحن نشد على أيدي الأوفياء من الرجال الذين يصنعون تاريخ ومجد أمة عانت من تضارب السياسات وتغليب المصالح الذاتية على الوطنية حتى وصلنا الى هذه الحالة فهل يصبح الحلم حقيقة يا حضرة اللواء أبا رامي وتكون فرق الممتازة في الدوري المقبل 12 فريقا، ان كان ذلك سيتحقق فستكون قد صنعت مجدا لوطن نحن وانت نحبه.
وقبل أن أختم لا بد من التعرض لموضوع هام، فأنا كما غيري نتابع بشغف أخبار الاتحاد وحتى اللحظة سعداء بما يرد نظريا وننتظر التنفيذ على الأرض. وعن كل الخطط التي خرجت من أروقة الاتحاد رأيت أنه لم يتم التعرض لموضوع هام بل وهام جدا وهو موضوع الطب الرياضي والكادر الطبي للمنتخبات الوطنية وللاعبينا حيث سوء العلاج لغياب الطواقم المؤهلة ونكتفي بوجود طواقم اسعاف من المتطوعين وارسال لاعبينا الى عيادات الطوارىء. وبما أننا نتحدث في هذا الجانب فلا بد من الاشارة الى خبر مغادرة المنتخب النسوي الى الأردن فلم تضم البعثة طبيبا ولا حتى مسعفا ضمن قائمة أسماء البعثة المغادرة وهذا يشير الى إهمال هذا الجانب الذي من شأنه أن يحافظ على لاعبينا ولاعباتنا فلا يعقل أن يكون هناك فريق دون طبيب متخصص يتابع لاعبيه فكيف الحال لمنتخب وطني يغادر دون طاقم طبي يكون يعلم أساسا بالحالة الصحية لأعضاء المنتخب فيبادر لمعالجة الحالة عند الاصابة طبقا لما يعلمه عنها وليس أن يقوم بالعلاج مسعف يعاين الحالة للمرة الاولى.