وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

خلال دراسة تحليلية:الدعوة إلى تقديم الإرشاد النفسي والاجتماعي لاسر المعاقين وتوعيتهم

نشر بتاريخ: 27/07/2008 ( آخر تحديث: 27/07/2008 الساعة: 11:21 )
غزة- معا- رأي مختصون ومعدو دراسة حول الإرشاد النفسي والاجتماعي ضرورة تقديم الدعم النفسي لأسر المعاقين وتوعيتهم فيما يتعلق بكيفية التعامل مع أبناءهم المعاقين.

وبينت الدراسة التي أجريت على نحو ألف أسرة معاق معظمهم من الأطفال أن طريقة تعامل أفراد الأسرة مع المعاق، يؤثر بشكل كبير في مدى تحسن إعاقته، وأنهم بحاجة لتغيير النظرة السلبية التي يتم من خلالها التعامل مع المعاق.

وطالبت الدراسة التي أعدها فريق عمل برنامج التأهيل المجتمعي التابع للإغاثة الطبية في محافظة شمال غزة، المؤسسات الحكومية بتوفير إرشاد فعلي لأسر ذوي الاحتياجات الخاصة يتم من خلاله احترام مشاعر أبناءهم المعاقين و تلبية احتياجاتهم.

وجاءت الدراسة نتيجة سلسلة لقاءات مفتوحة مع هذه الأسر، ولقاءات مع مؤسسات تعمل في مجال الإعاقة تم خلالها التعرف على طبيعة تعاملها مع المعاقين داخل المنازل، والتي أظهرت أهمية بالغة للحياة النفسية المتبادلة بين المعاقين وأسرهم، لاسيما خلال مرحلة الطفولة.

وأضافت أن أسرة المعاق تكون في حالة الصدمة عند اكتشاف حالة الإعاقة داخل الأسرة، وتفقد القردة على التفكير والتعامل السليم معها، خصوصاً وأن المعلومات عن الإعاقة وطرق المساعدة تكون قليلة جداً، ويكونون بحاجة لإرشادهم حول كيفية التعامل بجهود فردية مع حالة الإعاقة.

وقال مصطفى عابد رئيس فريق عمل البرنامج في حديث للأيام أن الدراسة أظهرت أن حالة الإعاقة تصطدم مع المحيطين من الأهل والأصدقاء، والمختصين في المؤسسات الراعية للمعاقين، وما يرافقها من حالة الخجل، وفقدان الثقة بالنفس، مؤكداً أهمية إنجاح جهود الدمج المجتمعي بخطوات مرتبة ومنتظمة من النواحي النفسية والتطبيقية.

وأضاف عابد أن أسر المعاقين قد تصطدم بضغوط نفسية وعصبية تأثراً بالمعاق، أو نتيجة لتدخل المعاق بالحياة الخاصة للمحيطين، لافتاً إلى أن ذلك يتطلب رفع مستوى الوعي بهذه المستجدات، وطرق التعامل معها.

واستعرض عابد بعض أشكال المعاناة النفسية التي تواجهها أسر المعاق داخل المنزل، فيما يتعلق باللعب والزيارات الاجتماعية، وممارسة الأنشطة الترفيهية، خصوصاً بالمقارنة مع أقرانهم من الأسر التي لا يوجد بداخلها معاقون.

واعتبر أن وجود معاقين داخل الأسرة يسبب في الكثير من الأحيان مشكلات أسرية، ومصادمات بين الأشقاء، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالزواج، مؤكداً ضرورة رفع مستوى الإرشاد النفسي والاجتماعي داخل الأسرة, مطالبا بمعالجة سلبيات العادات والتقاليد الاجتماعية عند التعامل مع الشقيق المعاق.

وقال عابد أن الدراسة تطرقت إلى تجربة برنامج التأهيل مع الاطفال المدموجين داخل رياض الأطفال والمدارس، موضحاً أن التجربة بينت أن الاطفال يميلون إلى مضايقة أحدهم عند وجود عيوب سواء كانت خلقية أو مكتسبة، مشدداً على ضرورة تهيئة المرشدين داخل هذه المدارس والرياض لهذه الظاهرة، وكيفية التعامل معها بالتنسيق بين المؤسسة والأسرة.

وبهذا الخصوص أوصت الدراسة بضرورة تفعيل وتوحيد دور أولياء الأمور، وفرق العمل داخل المؤسسات لإنجاح فكرة الدمج المجتمعي، ومشاركة المؤسسات الإعلامية وصناع القرار فعاليات الدمج، وإقناع الرأي المحلي بضرورة تقبل الإعاقة وتحسين التعامل معها.

وختمت الدراسة بأن الأسر في أمس الحاجة للإرشاد النفسي والاجتماعي، لتفادي النظرة الدونية اتجاه المعاق، وعدم الاكتفاء بتقديم الرعاية الأولية للمعاق، والتأكد من حصوله على رعاية اجتماعية ونفسية تمهيداً لانخراطه في المجتمع المحلي.