وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

جمعية الحياة البرية تدعو إلى عدم القضاء على حيوان الوبر الصخري

نشر بتاريخ: 31/07/2008 ( آخر تحديث: 31/07/2008 الساعة: 11:10 )
بيت لحم - معا - أصدرت جمعية الحياة البرية اليوم الخميس، بيانا صحفيا حول مدى انتشار الوبر الصخري في هذه الفترة في معظم أنحاء المحافظات الشمالية, ومدى علاقته بمرض اللشمانيا المنتشر في منطقة ومحافظات نابلس وجنين في الفترة الاخيرة.

وقال عماد الأطرش المدير التنفيذي لجمعية الحياة البرية انه وضمن جهود متابعة دراسة الحياة البرية التي ينفذها ميدانيا باحثو جمعية الحياة البرية الفلسطينية، تم مؤخرا اكتشاف وتسجيل مواقعا متعددة في طبيعة فلسطين لحيوان الوبر الصخري بعد مراقبتها طوال الفترة الماضية، والتي كانت تعتبر غير عادية، ففي الفترة القليلة الماضية تم تسجيل الوبر الصخري السوري Procavia capensis " في مناطق متعددة وأهمها:

محافظة جنين ( التجمعات السكنية: عابا و بيت قاد وجنين وحتى مناطق جنين الغربية) ومحافظة نابلس ( التجمعات السكنية: قبلان و يتما وعورتا ودوما ومجدل بني فاضل وعصيرة الشمالية ومحافظة طولكرم ( التجمعات السكنية: رامين وعزبة شوفة) ومحافظة سلفيت/منطقة بروقين ومحافظة بيت لحم منطقة الفريديس/ زعترة وتقوع ودير ما رسابا وحتى منطقة قرية ارطاس الذي سجل الوبر الصخري فيها خلال العام الماضي ورام الله وخاصة مناطق المزرعة الشرقية وكفر مالك وعين سامية ومحافظة الخليل جميع مناطق السفوح الشرقية وخاصة بني نعيم وسعير والشيوخ والظاهرية ويطا ووبالاضافة الى محافظة القدس في منطقة والزعيم وبالقرب من مستوطنة معالي أدوميم.


واوضح الاطرش ان حيوان الوبر الصخري ينتمي إلى المناخ المداري والجاف أو كما هو معروف عن انتمائه لمنطقة حفرة الانهدام والصحراء العربية، والذي يوجد في فلسطين في مناطق مشابهة لبرية القدس ضمن نظام مناخ السفوح الشرقية المتميزة بالصخور والكهوف والحرارة العالية والتي تعتبر مناطق شبه غورية أو قريبة لمنطقة الأغوار، وتقع ما بين جبال القدس والأغوار، والتي تتصف بقلة الأمطار فيها ووعورتها الصخرية".

وعن الكشف الجديد وتسجيل الوبر الصخري في منطقة تتبع مناخ البحر المتوسط الذي يختلف موئله اختلافا كليا عن مناخ مناطق السفوح الشرقية في برية القدس، جاء في البيان بان الوبر الصخري انتقل من موقعه الاصلي ليبدأ حياة جديدة في موقع جديد يختلف على ما كان بعيش فيه اختلافا كليا بالرغم من عدة مناطق تختلط فيها مواقع النظم المناخية مع بعض كما هو حاصل في مناطق السفوح الشرقية"هناك نظامين الصحراوي والبحر المتوسط" حيث يوجد كميات كبيرة من الاشجار والاعشاب الذي يتغذى عليها الوبر مما دفعه للتكاثر بصورة كبيرة أزعج الاهالي باعداده وتصرفاته".

وعن طبيعة هذا الحيوان فقد تحدث البيان بأنه يتبع "رتبة الوبريات وهي عائلة واحدة فقط هي عائلة الوبر التي تعتبر من العوائل الفريدة في الثدييات في العالم. وتضم العائلة ثلاثة أجناس هي وبر الصخر ووبر الشجر ووبر الأدغال، وأحد عشر نوعا من الأوبار، والوبر الصخري هو النوع الوحيد منها الموجود في فلسطين، وهو أكبر الأنواع حجما، يبلغ طول الجسم بما فيه الرأس من 41 إلى 56 سنتيمترا. ورغم الشبه الواضح بين الوبر والقوارض إلا أنه ينتمي إلى مجموعة الظلفيات".

ويصف البيان الوبر الصخري بأنه حيوان "حجمه صغير في حجم الأرانب الصغيرة ويزن الفرد البالغ من ثلاثة ونصف إلى خمسة كيلوجرامات وجسمه مغطى بفراء قصير، ولونه بني فاتح أو داكن مما يجعله أكثر شبها في الشكل بالقوارض.

وهو من الناحية التشريحية قريب الشبه بالفيلة حيث يشاركها صفة وجود أظافر على أصابع القدم تعمل بمثابة حافر، ولذلك يطلق الأفارقة على الوبر اسم (الأخ الأصغر للفيل)، ويعتقد العلماء أن الوبر والفيل هما أبناء عمومة قديمة انحدرا من أصل واحد يرجع إلى 55 مليون عام مضى وان تصنيفه من نفس العائلة للفيل راجع إلى تشابه الهيكل العظمي من حيث الشكل ولكن بصورة مصغرة للفيل".

وأما عن علاقته بمرض اللشمانيا الجلدية..فقد ذكر البيان..بأنه لم توجد حتى الآن أية دلائل أكيدة عن أن الوبر الصخري بأنه ناقل أو حاضن لهذا المرض "فقد سجلت حالة واحدة في الأردن قبل عشر سنوات من بين مئات العينات التي تم فحص دمائها".. فطبيعة المرض هو: مرض طفيلي حيواني المصدر ينتقل بين الحيوانات بواسطة ذبابة بطلق عليها ذبابة الرمل أو ذبابة أريحا القادرة على نقل طفيليات المرض بنوعيه الجلدي والحشوي..وأما الحيوانات الخازنة للمرض مثل الكلاب ، القطط الثعالب ، الجرذان ، والإنسان المصاب.

وأما طريقة انتشار المرض: ينتقل الطفيلي من الإنسان المصاب أو الحيوان المصاب إلى ذبابة الرمل التي تتواجد في حظائر الحيوانات، السقوف ، الأماكن المظلمة والمهجورة، الجدران ، الكهوف والأراضي الزراعية. وتطير على ارتفاع منخفض على سطح الأرض حوالي متر أو أقل. وتنشط هذه الحشرة في أخر النهار أو أول الليل. وعندما تلدغ الحشرة الإنسان أو الحيوان أو الطير السليم لتتغذى على دمه فإنها تنقل إليه طفيلي اللشمانيا. وترتفع حالات مرض اللشمانيا الجلدية بشكل ملفت في موسم معين خلال أشهر أب، وتشرين أول وثاني، وشباط

وعلى رغم اكتشاف المرض منذ سنوات في المنطقة وإصابة العديد من الأهالي وتشوه المصابين بتشوهات جلدية بسببه لا زالت حملة القضاء عليه ضعيفة اقل من المطلوب، ولازال المرض يفتك بالمزيد من الضحايا.

وقد عبر عدد من أهالي منطقة نابلس وجنين عن انزعاجهم البالغ لانتشار البعوض في المنطقة بهذه الكثافة مشيرين إلى عدم معرفتهم بأسباب المرض وتم ربط انتشار الوبر بانتشار المرض...هناك مشكلة في عملية القضاء على المرض بعدم القيام بالدور المطلوب في النظافة ورش المبيدات الحشرية ومعالجة الصرف الصحي بشكل صحيح، وعدم إيجاد الوسائل الكفيلة للقضاء على أسباب المرض من الجذور...وليس السبب بانتشار الوبر الصخري

واوضحت بيان الجمعية إن الوضع العام هو عدم وجود عمليات النظافة العامة برفع المخلفات والأنقاض، وهنا تكمن المشكلة الحقيقية إن ذبابة الرمل تتكاثر في جحور الفئران والمناطق الرملية وبعض المزارع والبيوت الطينية أو الحجرية القديمة وعلينا متابعة الرش دوريا لخفض عدد حالات اللشمانيا الجلدية في هذه المناطق، باستخدام عمليات المكافحة الكاملة عملية المكافحة الميكانيكية بهدم جحور الفئران وتسوية الارض حول المناطق الموبوءة وعملية المكافحة الكيميائية باستخدام الرش المبيدات الحشرية الرفيقة بالبيئة وعدم استخدام السموم لقتل الوبر الصخري وبالتالي قتل بقية الحيوانات البرية