وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الفقر والبطالة تدفع النساء الفلسطينيات الى طرق أبواب سوق العمل

نشر بتاريخ: 03/08/2008 ( آخر تحديث: 03/08/2008 الساعة: 10:10 )
جنين- تقرير معا- مع تزايد ظاهرة البطالة في الأراضي الفلسطينية، وتبوء الأراضي الفلسطينية مرتبة متقدمة بين الدول العربية والعالمية في ارتفاع هذه الظاهرة، وبخاصة بين صفوف خريجي الجامعات وحملة الشهادات العلمية الأكاديمية، لجأت بعض النساء الى اقتحام سوق العمل الفلسطينية ولو بمجالات لم تعهدها من ذي قبل، أو بغير تخصصاتها العلمية التي اجتازتها خلال سنوات دراستها الجامعية، الأمر الذي قد يساهم في التخفيف من الأعباء الاقتصادية التي تعيشها الأسرة الفلسطينية، فتغيرت بعض القواعد الاجتماعية جراء تلك الظروف الاقتصادية، فالرجل سيد البيت، والمرأة تقتحم سوق العمل، وان رضيت بظروف اقتصادية لا تطمح بها، إلا إنها قد تخفف عن كاهلها المادي.

إعاقتها لم تمنعها من العمل

ليلى وجيه مرعي، من بلدة كفر دان غربي جنين، وهي معاقة في قدمها نتيجة حادث سيارة تعرضت له، وإعاقة في عينها بسبب إصابة تلقتها خلال الانتفاضة الأولى، تعمل في مقر جمعية كفر دان الخيرية، وذلك للتخفيف من أعباء عائلتها الاقتصادية، واضطرت للنزول الى العمل بهذا المجال بسبب عدم إيفاء إخوتها الذين يشتغلون بمجالات عدة لا يقوون على دفع الالتزامات اليومية للأسرة، وذلك في ظل انخفاض الأجور، وارتفاع الأسعار، وقلة العمل أو ندرته، وسياسة الاغلاقات العسكرية الإسرائيلية لمدن الضفة الغربية، وإقامة الجدار الفاصل الذي حرم آلاف العائلات الفلسطينية من العمل داخل اسرائيل، حيث أصبحت هذه العناوين سيدة للحياة اليومية في الأراضي الفلسطينية.

وتضيف مرعي، إن البطالة موجودة في كل بيت فلسطيني، مما دفعت الحاجة ببعض النساء للنزول الى سوق العمل، وكسر القاعدة الاجتماعية التي ترتكز عليها بعض الأسر الفلسطينية في منع زج نسائهم وبناتهم في سوق العمل.

وتضيف مرعي أن حاجتها المادية دفعت بها الى تضمين "مقصف" المدرسة الأساسية للبنات في بلدة كفر دان، وذلك للتخفيف من الأعباء الاقتصادية التي تمر بها أسرتها.

طرقت أبوابا عدة للعمل بلا نتيجة

بينما تطرقت منال عتيق، وهي خريجة جامعية في مجال المحاسبة، الى أنها لم تأل أي جهد في سبيل ادخار شهادتها العلمية والاستفادة منها في مجال عملها، حيث لم تتح أي مؤسسة الفرصة لها للعمل ضمن نطاق فريقها وعملها، وتضيف إنها قد توجهت للعديد من المؤسسات والكثير من المراكز للبحث عن مجال للعمل ضمن خبرة علمها، إلا إن الرفض كان سيد الموقف في كل مرة.

وأكدت عتيق أنها قد عملت بمجالات عدة بخلاف تخصص شهادتها العلمية، حيث عملت في مجال الإحصاء ضمن عقود قصيرة الأمد، وهذا لا يساعد في التخفيف من العبء الاقتصادي للعائلة، وإنني معرض في أي لحظة ما لأن أكون رقما ضمن الأرقام الضخمة للعاطلين عن العمل.

فجوة بين الخريجين وسوق العمل

أيك، محامية متدربة في أحد مكاتب المحاماة بمدينة جنين، أرجعت أسباب طرق النساء باب سوق العمل الى ارتفاع نسبة البطالة وبخاصة بين الشباب الذكور، والاغلاقات العسكرية، وبناء الجدار الفاصل، وارتفاع الأسعار وقلة الأجور, مشيرة الى أن المرأة تعمل ضمن ظروف اقتصادية غير مريحة، إلا إنها ترضى بذلك للتخفيف من أعباء أسرتها، ولشراء السلع الأساسية التي تحتاجها الأسرة.

وأشارت أيك، الى استشراء ظاهرة البطالة بين شريحة خريجي الجامعات التي عانت وما زالت تعاني من ندرة العمل أو عدمه، حيث جل اعتماد هذه الشريحة على الوظائف الحكومية القليلة جدا في ظل الأعداد الضخمة المتقدمة لهذه الوظائف، مما أدى الى إحداث فجوة شاسعة بين الخريج وسوق العمل، الأمر الذي أدى الى إمكانية حدوث أزمات نفسية واجتماعية واقتصادية.

وأشارت ليلى أبو الهيجاء، طالبة في جامعة القدس المفتوحة، الى أن البطالة أثرت بشكل كبير على النساء في المجتمع الفلسطيني في هذه الظروف، فخلال الأعوام السابقة كان الزوج عماد البيت، ورافضا لفكرة نزول زوجته لسوق العمل، فالمال وفير، والعمل موجود، والأجرة مريحة، وظروف العمل ملائمة، ولكن مع تزايد ظاهرة البطالة والوضع الاقتصادي الصعب في هذه الأوقات، غيرت تلك الظروف من قناعات الزوج والرجل، حتى رضخ للأمر الواقع في قبول دخول زوجته لسوق العمل لمعايشة تلك الظروف.

22 عاما على بند البطالة

بدورها أشارت دلال عتيق والتي تخرجت في العام 1986، الى إنها طرقت كل الأبواب، ودخلت جميع المؤسسات، ولم تكل ولا تمل في البحث عن أي فرصة عمل لها لإعالة أسرتها منذ 22 عاما، إلا إن ذلك لم يساعدها في إيجاد فرصة عمل لها.

ورأت عتيق انه لا يوجد عدالة في توزيع الوظائف, وإن وجدت هذه العدالة فمن الضروري جدا أن يأخذ بعين الاعتبار خريجي الأعوام الماضية، والذين يعانون ظروفا اقتصادية صعبة، مشيرة الى انه في إحدى السنوات كان ترتيب وظيفتها الثامن من بين المتقدمين لإحدى الوظائف في التربية والتعليم، وفي العام التالي تفاجأت إن رقمها أصبح الـ30 على سلم التصنيف.