وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مفتتحاً مشاريع في مخيمي العروب والدهيشة - فياض: يدعو الى تحرك جماهيري ومؤسساتي لدعم مبادرة الرئيس

نشر بتاريخ: 05/08/2008 ( آخر تحديث: 05/08/2008 الساعة: 13:24 )
أولويتنا حماية الأرض وإستعادة وحدة الوطن

دعا رئيس الوزراء الفلسطيني د. سلام فياض إلى تحرك جماهيري ومؤسساتي واسع دعما لمبادرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس التي تستهدف إعادة الوحدة إلى جناحي الوطن، وتعزيز مكانة مشروعنا الوطني، مؤكدا على أهمية المساعدة العربية من أجل إعادة بناء قدراتنا الأمنية في قطاع غزة، وبما يساهم في إستعادة وحدة الوطن تحت راية سلطة موحدة تمكّن الجميع من التعايش فيها رغم الإختلاف في وجهات النظر بإعتبار أن التعددية السياسية، ضرورة ومرحب بها بخلاف التعددية الأمنية، والتي جلبت لشعبنا الكوارث، وأدت الى ما نحن عليه الآن.

كما جدد فياض دعوته الى تشكيل حكومة توافق إنتقالية، تُخول بإدارة شؤون البلاد وحماية مصالح الشعب تمهيداً لإجراء إنتخابات رئاسية وتشريعية، مطالبا الدول العربية بتوفير المساعدة لنباء القدرات الأمنية في قطاع غزة على أسس مهنية وغير حزبية، وفي نفس الوقت توفير خدمة الأمن وضمان أمن المواطنين إلى حين إستكمال بناء تلك القدرات، ومشدداً على أن هذا الأمر سيجنب شعبنا والجميع ويلات ومعاناة الإنقسام ويعيد للوطن وحدته.

ودعا فياض إلى إتهاء حالة الإنقسام والعودة الى وحدة الوطن والشعب والقضية، مشيراً أن شعبنا دفع ثمناً غالياً جراء هذا التصعيد الخطير، واصفاً الإنقلاب الذي حدث على الشرعية قبل عام بأنه الكارثة الأسوء منذ عام 1967، والذي زاد من معاناة شعبنا في القطاع وألحق أذى وضرر غير مسبوق بمشروعنا الوطني وقال "يجب أن لا تبقى وحدة الوطن مرهونة بحوارٍ قد يستمر طويلاً" واضاف متسائلا " لماذا لا نبدأ بوحدة الوطن فوراً من خلال تلك الترتيبات الإنتقالية، ونواصل إستكمال الحوار"، مؤكداً على أن استكمال الحوار على قاعدة وحدة الوطن سيضمن نجاح الحوار، أو على الأقل تنظيم الخلاف ومنع إنزلاقه لحالة من الصراع، وتعميق الإنفصال، ومشددا على أهمية أن نبدأ فوراً وأن نظهر الجدية العالية والمسؤولية الكبيرة في التعامل مع قضايانا".

واكد على "أننا نواجه إحتلالاً إستيطانياً وإحلالياً يتطلب منا تثبيت المواطن على الأرض بعيداً عن الشعارات اللفظية، والعمل من أجل توفير الخدمات للمواطنين، وتطوير وتمكين المؤسسات الرسمية، وكذلك الأهلية"وقال" أن ذلك يتلطب أيضاً توفير الأمن لشعبنا، ومؤسساتنا الوطنية، لأنه بدون الأمن لا يمكن أن تستقر الأمور، مذكراً بدور الحكومة في إنهاء حالة الفلتان والفوضى الذي عصفت بالوضع الفلسطيني" مشدداً أيضاً على ان ذلك لم ينجح لولا الالتفاف الشعبي حول السلطة وحاجة المواطنين لهذا الأمن والأمان.

واشار خلال الاحتفال الجماهيري بافتتاح قاعة صرح الشهيد الذي نظمته اللجنة الشعبية في مخيم الدهيشة وجمعية اسر الشهداء في المخيم، بحضور النواب محمد خليل اللحام وعيسى قراقع وفؤاد كوكالي والعميد ماجد فرج رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية وجمال زقوت مستشار رئيس الوزراء، اضافة الى قائد منطقة بيت لحم،وأمجد أبو لبن مدير وكالة الغوث في محافظتي بيت لحم والخليل، ومصطفى يونس مدير مخيم الدهيشة، وممثلي القوى والفصائل والمؤسسات والفعاليات الوطنية وحشد من أهالي المخيم،الى أن الأحداث المأساوية البشعة التي عانى منها أهلنا في القطاع خلال الأيام الماضية، أظهرت إلى أي مدى يحتاج شعبنا في قطاع غزة توفير الأمن والأمان وضمان حماية أرواح أبناءنا وممتلكاتهم، والأهم حماية مستقبلهم الذي يتدهور بفعل تلك الممارسات وهذا الواقع نحو المجهول.
وفي هذا الصدد فقد رحب النائب اللحام بزيارة الدكتور فياض لمخيم الدهيشة وافتتاحه لقاعة صرح الشهيد، ودعمه لأربعة مشاريع هامة في المخيم وهي مكتبة ادوارد سعيد، وبيت الضيافة وقاعات الفينيق، وقاعة صرح الشهيد، ودوره في دعم المشاريع الحيوية في المخيمات الفلسطينية، وذلك من اجل تمكين هذه المؤسسات وتعزيز دورها في بناء مؤسسات الدولة المستقلة، وخلق المزيد من فرص العمل.

وقال اللحام "إننا نتطلع إلى مزيد من الدعم والمساندة في مخيمات الوطن وذلك بهدف تعزيز صمودها، وتمسكها بحقوقها وفي مقدمتها حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم"منددا ب"اعتداءات وإجراءات حركة حماس ضد أبناء شعبنا في قطاع غزة من عمليات قتل وملاحقة واعتقال لأبناء حركة فتح والقوى الوطنية وإغلاق ومداهمة للمؤسسات الأهلية".
وكان رئيس الوزراء استذكر شهداء الأمة وفلسطين وفي مقدمتهم الرئيس الخالد أبو عمار، وشهداء مقاومة الجدار والتوسع الاستيطاني يوسف عميرة، والذي استشهد ظهر اليوم بعد إصابته بصورة خطيرة قبل أيام، والطفل أحمد حسام موسى الذي استشهد قبل أيام وكلاهما من بلدة نعلين، وقال أننا نعمل من أجل البناء والتنمية والتطوير في أصعب الظروف وأقساها، وفي ظل انقسامٍ وانفصال خطير يهدد شطري الوطن ومستقبل المشروع الوطني الفلسطيني، موضحا أننا عندما نتحدث عن مشروعنا الوطني نتحدث عن أهداف شعبنا كما نصت عليها وثيقة الاستقلال، وكافة حقوقنا بما فيها حق العودة.

وتساءل د. فياض الى أين نحن ماضون، وكيف لنا أن ننجز ونحمي مشروعنا الوطني في ظل هذا التصعيد والإنزلاق الخطير في قطاع غزة، في ظل حالة الإنقسام، واستمرار حالة ترداد الشعارات الفارغة من أي مضمون، والتحكم بإرادة ومصير وتوجهات شعبنا، مؤكدا على أن الحكومة الفلسطينية لن تتعامل بردات الفعل كما فعل الخارجون على القانون في قطاع غزة، وعلى اسرائيل والعالم أن يعملوا أن الشعب الفلسطيني سيبقى صامداً في مواجهة التحديات.
وكان د. فياض وقبل حفل الافتتاح قد وضع إكليلاً من الزهور على ضريح الشهيد في مخيم الدهيشة، وقام بعد الاحتفال بزيارة قاعة الفنيق ومكتبة إدوارد سعيد وبيت الضيافة التابع للجنة الخدمات الشعبية في المخيم.

وقد زار رئيس الوزراء مخيم العروب في محافظة الخليل حيث افتتح قاعة الفينيق للأنشطة، حيث أكد بحضور حشد واسع من أهالي مخيم العروب على أن السلطة الوطنية تعمل على فرض سيادة القانون والنظام العام وبمسؤولية عالية، ولن تسمح بردات الفعل على ما يرتكب في قطاع غزة من أحداث مأساوية ودموية بحق أبناء شعبنا، وأن ما تقوم به في إطار سياستها المعلنة لتعزيز أمن المواطنين هو جزء من استراتيجية دعم الصمود وتعزيز القدرة على الثبات على الأرض مشدداً أن إستباحة اسرائيل للضفة الغربية كمشاع لمخططاتها الأمنية والاستيطانية بمثل الوجه لحالة الإنفصال التي تتعمق للأسف الشديد وتهدد المشروع الوطني بأشد المخاطر.