وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

امريكا تلقي بثقلها لاخراج طالبين من غزة للدراسة فيها وادارة المطار تلغي تاشيرتهما وتعيدهما من حيث اتوا !!

نشر بتاريخ: 06/08/2008 ( آخر تحديث: 06/08/2008 الساعة: 20:16 )
بيت لحم- معا- يبدو ان قطاع غزة قد تحول الى منبع للقصص الغريبة والفريدة والمحزنة في نفس الوقت ولم يمنع تدخل امريكا ووزارة خارجيتها التي منحت طالبين فلسطينيين ضمن سبعة آخرين فيزا لدخول الولايات المتحدة للدراسة فيها بعد ان حظيا بمنحه دراسية " رسمية " اعادتهم الى قطاع غزة بعد ان قطعوا البحار والمحيطات وصولا الى حدود الدولة العظمى التي قررت في النهاية الغاء تأشيرتهما واعادتهما الى غزة المحاصر .

وبدات القصة الغريبة حسب صحيفة "هأرتس" الاسرائيلية التي اوردت النبأ بعد ان حصل سبعة من طلاب قطاع غزة على منحة دراسية امريكية يطلق عليها اسم " فولبرايت " واعتقدا بان الحظ ابتسم لهما في اخر المطاف وقدما طلبا للحصول على تصريح خاص لدخول اسرائيل لاجراء مقابلة في السفارة الامريكية بهدف الحصول على تأشيرة دخول الامر الذي رفضته اسرائيل وتحقق اخيرا بعد تدخل واسع من وزارة الخارجية الامريكية تحول الى ازمة صغيرة بين البلدين فسمحت اسرائيل بدخولهما وحصلوا على التأشيرة الموعودة .

خمسة من هؤلاء الطلبة سافروا فعلا الى الولايات المتحدة وبقي اثنان منهما، أحمد المغاري "15" عاما كان من المقرر ان يشارك في وفد لطلبة الاعدادية " للدراسة " ، فداء عابد 20 عاما حصل على منحه دراسية بانتظار الموافقة الاسرائيلية التي لم تأت بسهولة حتى تدخلت وزيرة الخارجية الامريكية رايس واتصلت بنظيرتها الاسرائيلية وطلبت منها رسميا السماح بخروج الاثنين من القطاع باتجاه الاردن ومنها الى امريكا اضافة الى تدخل السفير الامريكي في تل ابيب وطاقم السفارة الاسرائيلية في الولايات المتحدة ومساعدة رايس لشؤون الشرق الاوسط دافيد ولش.

وفي النهاية تقرر السماح لهما بالسفر بعد اصرار الولايات المتحدة وعدم اقتناعها بالتقييم الاسرائيلي الذي اكد " وجود ماض امني غير مريح للاثنين " لان الطالبين يحملان فيزا رسمية وفي اليوم الموعود تجند طاقم اسرائيلي من 20 موظفا من وزارة الخارجية ووزارة الجيش ودائرة المعابر والحدود والشاباك لتسهيل مرور الاثنين وعدم التسبب بازمة مع امريكا الحليفة وكان العمل مكثفا لدرجة ان وصف احد الموظفين الاسرائيليين الامر بقوله " لقد خرجت دولة اسرائيل عن طورها من اجل فلسطينيين ".

يوم الثلاثاء الماضي خرجت " العملية " الى حيز التنفيذ وحضر احمد وفياض الى معبر ايرز وكان في انتظارهما دبلوماسيان من القنصلية الامريكية في القدس بهدف مرافقتهما حتى جسر اللنبي ولكن السفر باتجاه الحدود الاردنية الذي بدأ بالابتسامات والترحاب تحول فجأة الى نكته سمجة و"خطأ" اربك الخارجية الامريكية .

وتبين ان الدبلوماسيين الامريكيين لم يكلفا خاطرها بفحص جوازات السفر التابعة للطالبين وهنا فقط بدأت المشاكل اذ تبين ان الامريكيين لايعلمون بالترتيبات الخاصة بسكان غزة على الجانب الاردني من الجسر ورفض الاردنيون دخول الطالبين لان الامريكيين لم يطلعوهم على الامر قبل الوصول الى نقطة الحدود وبقي الطالبان بعد اجتيازهما على الجسر الاسرائيلي في المنطقة العازلة بين الجسرين وفي تمام الساعه الثامنة موعد اغلاق الجسر توجه موظفو الجسر الاسرائيلي للدبلوماسيين الامريكيين وطلبا منهما العودة وترتيب الامور بشكل جيد والعودة في اليوم التالي لكن الدبلوماسيين رفضا الطلب الاسرائيلي وقال احدهما بانه لن يغادر الجسر حتى يمر الطالبان وجلس على الارض احتجاجا على ذلك وبعد مشاورات بين وزارة الخارجية ووزارة الجيش والشاباك تقرر تمديد العمل على الجسر وبقي الامر عالقا حتى الساعه التاسعه مساء حيث جاءت الموافقة الاردنية وسمح للطالبين بالدخول استجابة لطلب امريكي ولكن الموافقة الاردنية لم تنه معاناة الطالبين " المحظوظين ".

بقي احمد لعدة ايام في الاردن لكن فياض سافر على متن طائرة الاحلام منتصف ليلة السبت وبعد 12 ساعه من التحليق في الاجواء وفوق مياه المحيط وصل الى المطار الامريكي وكانت الصاعقة بانتظاره حين ابلغه موظف الحدود بان تأشيرة دخوله قد الغيت ووضعه على متن اول طائرة مغادرة للاردن التي حط فيها يوم الاثنين ولم ينسوا ان يحملوه امانة تبليغ خبر الغاء التأشيرة الى احمد ايضا الذي كان ينتظر في عمان .

وصل احمد الى قطاع غزة منهيا رحلة الامال والالام امس الاول فيما فضل فياض البقاء في الاردن عدة ايام اخرى وسيصل اليوم " الاربعاء " الى قطاع غزة ولكن هذه المرة لن يجد اي دبلوماسي امريكي في انتظاره .

طلبت اسرائيل من وزارة الخارجية الامريكية توضيحات رسمية فيما وصف مسؤول كبير في الخارجية الاسرائيلية تصرف الدبلوماسي الامريكي بالمخجل مضيفا " لو قمت بنفس العمل على معبر حدودي امريكي لتم سجني او طردي من الولايات المتحدة ".