|
مشاركة البعثة الاوليمبية الفلسطينية في بيجين، نظرة تشاؤلية في حصد النتائج والميداليات
نشر بتاريخ: 11/08/2008 ( آخر تحديث: 11/08/2008 الساعة: 17:13 )
جنين - معا - فاروق محاميد - إنها الثامنة وثماني دقائق، في اليوم الثامن من الشهر الثامن في العام الثامن بعد الألفين، خمسة أرقام مميزة احتوت على رقم " 8"، قد يظنها البعض إنها رقما مميزا لجوال احدهم، ويعتقد آخرون إنها إعدادا للوحة ترخيص مركبة ما، ولكن الأنظار تتجه وتترقب لحظة انطلاق ما تحمله تلك الأرقام، حيث يجسد الرقم "8" وتعاقبه ل 5 مرات، حدثا عالميا ضخما، حيث يمر كل أربعة أعوام لمرة واحدة فقط، وتتميز هذه المناسبة في هذا العام باستعراض ملفت للنظر، وبحضور عالمي متميز، والملفت كان حضور زعماء وممثلي 80 دولة وأكثر.
العالم شهد بضخامة الحدث الأنظار اتجهت مسبقا إلى سور الصين العظيم، حيث صدقت توقعات الكثير بان يكون حفل افتتاح الألعاب الأوليمبية مميزا وملفتا للنظر هذا العام، وظن البعض إن ما قامت به الصين خلال حفل الافتتاح من إطلاق الألعاب النارية، هو حرب غير معلنة بخلاف الذي وقع فعلا في الأراضي القوقازية خلال انطلاق الألعاب الاولمبية، إلا تلك الألعاب النارية كانت تجسد تاريخ الصين العظيم الذي اخترعت البارود والألعاب النارية والمفرقعات، بل حتى إن الصين كانت رائدة في اختراع العديد من الرياضات العالمية التي اشتهرت فيما بعد. تعد تلك الثمانيات الخمسة، رقما مميزا وملفتا للنظر، حتى استعان البعض خلال ذلك اليوم بخلق مناسبة مستحدثة لتكون مميزة وتستحق تذكرها، فالحدث عالمي، والحضور مميز، والأعداد ضخمة، سواء كانت في بلد المليار نسمة ونيف، أو المتربصون أمام شاشات التلفزة في كل بيت من بيوت الأرض. فقد سعى الكثير من سكان العالم إلى أن تتوافق مناسباته السعيدة بالتزامن مع انطلاق أحداث الألعاب الاوليمبية. في روسيا مثلا، اكتظت الكنائس والدوائر الحكومية بالمواطنين ومن كلا الجنسين، لعقد قران الأحبة، لتكون ذكرى زواجهما تتلازم مع الثامن من الشهر الثامن للعام الثامن بعد الألفين. الاوليمبياد في ظل انقسام الوطن في الأراضي الفلسطينية غاب عن أذهاننا أن تكون تلك المناسبة مميزة على أفئدة الفلسطينيين، كأن يلتئم جرح الوطن خلال هذا اليوم المميز، وأن تعود اللحمة الوطنية بين أفراد الشعب الواحد، وان يصار الى مد اليد للتحاور والتعاون بين الأخوة. العلم الفلسطيني يرفرف في " عش الطير" مع تتتالي دخول الوفود الرياضية المشاركة في ملعب " عش الطير" الذي شهد له القاصي والداني بأنه أضخم ملعب رياضي على الإطلاق، في المجال الهندسي والمعماري المميزين، حتى رفرف العلم الفلسطيني من ضمن الوفود الرياضية الاوليمبية المشاركة، وان ضم الوفد أو البعثة الرياضية على عدد قليل لا يبنى عليه في حصد النتائج والميداليات والمراكز المتقدمة، يكفي إن العلم الفلسطيني قد شارك بدوره مع نظراءه الدوليين، ويكفي إن الوفد الفلسطيني الاوليمبي قد دخل بدوره ملعب " عش الطير" ليمثل السفير الرياضي الفلسطيني لدى الاولمبياد، ويكفي إن البعثة الاولمبية الفلسطينية قد شاركت بدورها العالم جله خلال احتفال الصين بافتتاح أحداث الألعاب الاوليمبية والتي شهدت العالم لها بأنها المميزة. فالفعالية مميزة، والحدث ملفت للنظر، والتاريخ والوقت جدير للوقوف عليه، والحضور باهر، والمشاركون متنوعون بين دين وعرق ولون وجنس ودولة، فقد اجتمع العالم كله في " عش الطير" السلمي. أمام كل تلك المشاهد واللقطات المميزة، يبقى الفلسطيني يتساءل، ما حجم النتائج والتوقعات الرياضية التي من الممكن تحقيقها من قبل البعثة الاوليمبية الفلسطينية المشاركة في الألعاب الاوليمبية في الصين؟ خالد عبد يوسف، 45 عاما، يعمل كبائع خضار متجول في أسواق جنين، يؤكد انه طالما كان هناك الدعم المادي والمعنوي من قبل وزارة الشباب والرياضة الفلسطينية للاعبين الفلسطينيين، وتقديم يد العون والمساعدة لهم، فمن الممكن تحقيق بعضا من النتائج الرياضية المتميزة والمرموقة، فبمثلما تزرع تحصد ثمارك مثلما زرعتها، وان قدمت الدعم المادي والنفسي للرياضي، حتما سيعود ذلك بالنفع والإيجاب على التمثيل الفلسطيني. الرياضي الفلسطيني مكلف بتحقيق نتيجة ما وتابع يوسف، انه يتوجب على اللاعبين الفلسطينيين تحقيق النتائج الايجابية المتوقعة منهم، والمنوطة بهم تحقيقها، وذلك لرفع اسم فلسطين وعلمها في المحافل الدولية ولا سيما الرياضية منها، وهم مكلفون بالقيام بهذه المهمة، وان لا تذهب الأموال والدعم المادي والمعنوي والنفسي الذي قدم لهم " على حد قوله" سدى، وان لا تذهب أدراج الرياح. وأضاف يوسف الى أن الرياضة فن وأخلاق وممارسة، وهي تأكيد لقول الرسول علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل، وهي الصحة التي لا تشترى إلا بالدم، والصحة هي تاج على رؤوس الأصحاء، وتوقع يوسف، أن يحصد الوفد الرياضي الاوليمبي الفلسطيني بعضا من النتائج الايجابية ولا سيما في مجال السباحة منها، إن لم يحصد الميداليات حتما بتحقيق بعض الأرقام والمراكز والأدوار المتأهلة للتصفيات أو النهائيات. وطالب يوسف وزارة الشباب والرياضة الفلسطينية، بضرورة زيادة الدعم المادي والنفسي والمعنوي للاعبين الفلسطينيين بمختلف أنواع رياضاتهم، وأن تقدم الخدمة المثيلة لهم وتدريبهم بمستويات كفؤة وعالية جدا ليكونوا قادرين على مجاراة نظرائهم من الدول العربية والعالمية في المستقبل الرياضي العالمي. تشاؤم من تحقيق ميدالية واحدة بدوره، لم يكن رأي سائد نصار، 26 عاما، وهو يعمل في مجال الإعلانات التجارية والتسويق، كحال رأي خالد يوسف، حيث أعرب نصار عن تشاؤمه بأن يحقق الوفد الفلسطيني المشارك في اوليمبياد بيجين النتائج والمراكز المتقدمة المنوطة بهم. وعلل نصار سبب تشاؤمه هذا، وقلة فرص نجاح البعثة الاوليمبية بتحقيق النتائج والأدوار المتقدمة، بقلة عدد البعثة الفلسطينية المشاركة في اوليمبياد بيجين، وهي مشاركة بعدد رمزي فقط، وقد شاركت من اجل المشاركة لا المنافسة، بالإضافة الى انه لم يكن هناك تجهيزا وأعدادا مسبقا من قبل اللاعبين، بحيث يمكن لهم مجاراة الفرق واللاعبين العالميين. وبخاصة الأعداد والتجهيز في المجالين التدريبي والنفسي والبدني للاعبين، حيث هو ضروري جدا لهم في ظل هذه الأوقات والمناسبات. يجب دعم الرياضي الفلسطيني وأعرب نصار عن أمله، أن يحقق الوفد لرياضي الفلسطيني المشارك في اوليمبياد بيجين بعض النتائج والأدوار الايجابية، وبعض الميداليات المختلفة، إلا انه استبعد ذلك، لطبيعة الواقع الذي يقول بان لا مقارنة في ذلك بين إعداد اللاعب الفلسطيني وتدريبه بالمقارنة مع اللاعب العالمي ودعمه على الصعيد المادي والنفسي. وختم نصار مناشدا وزارة الشباب والرياضة الفلسطينية بضرورة مد يد العون والدعم المادي اللازم للاعبين الفلسطينيين والرياضيين الفلسطينيين بشكل عام، حيث إن كل لاعب ورياضي فلسطيني لديه الالتزامات المادية والظرفية في المكان والوقت، ويستلزم ذلك على وزارة الشباب والرياضة وضع الخطط اللازمة والبرامج الممنهجة للإعداد بالرياضي الفلسطيني وتدريبه بشكل جيد.، بالإضافة الى وضع آلية واضحة للمشاركة الفلسطينية الدورية في المسابقات والبطولات العالمية والعربية وذلك لاكتساب الخبرات اللازمة لهم. وتابع نصار قوله بان واجب وزارة الشباب والرياضة تنظيم البطولات المحلية الدورية في الأراضي الفلسطينية وذلك لتشجيع الرياضيين الفلسطينيين على ممارسة آدائهم الرياضي. |