|
قراءة في اوراق الفدائي بعد الجولة الثانية بقلم: خليل الرواشدة
نشر بتاريخ: 12/08/2008 ( آخر تحديث: 12/08/2008 الساعة: 16:01 )
بيت لحم - معا - انطلق قلمي الغاضب ليهاجم الفدائي بكلمات صاخبة ووصف متذبذب بعد الاداء الذي قدمه في جولته الاولى مع المنتخب الايراني وكان من قبل غضب جماهيري رياضي قد اجتاح أجندة المنتخب وبعثته وتوزع كيل الأتهامات بين جميع العناصر التي احتواها اللقاء وهي نفسها أدت الى مباراة مغايرة في جولة العنابي، ولعل اهم الأوراق التي يجب بعثرتها في رحلة الفدائي تكمن في عناصر ابرزها
الخبرة كان هناك فرق ليس بالكبير أو الواضح في الجولتين، حيث احتوت أنعدام هذا العنصر بحيث لم يتواجد الا عند القليل من الاعبيين و تعد الخبرة أساس عناصر فرض الثقة ورسم خطوط واضحة في الأنصياع لموارد الملعب والتمشي مع أحداث المباراة، وظهرت قلة الخبرة جليا بين صفوف الاعبيين ولم يظهر ولو للحظات ان هناك قدرة على التعامل مع الكرة بعناويين او ضربات دماغ متصلة وأدى اجتماع عدة عناصر الى هروب المواهب والسيطرة على الذات في اعادة تنصيب القدرات الخاصة والمرجعية الذهنية في التعامل مع الكرة بأتجاهها الصحيح والمتوازن، والخبرة مرتبطة ارتباط كلي بالعملية العقلية وتكمن في مقدمة الدماغ لسهولة استدعائها ولا تعتمد على التعليمات، فعند احتواء الكرة وفي اماكن حساسة لا يوجد فيها سلاسة العمق الذهني الرياضي للتعامل، يتعرض اللاعب الى ضرورة الالمام بهذا العنصر والذي اساسه الاحتكاك وكثرة المشاركات والمهارات الحس حركية وليس التوجيهات أو التعليمات التي تختص في جوانب معينة ولحظات مؤقتة .الثقة كانت من العناصر الضرورية عند الاعبيين وقد غابت أو لم تعد موجودة في لقاء الفدائي الأول وجعلت الفدائي بجميع عناصره لا يمتلك القوة الذهنية والأعتماد الشخصي للتعامل مع وقائع المباراة ومجرياتها، وانعكس بنسبة كبيرة لتطفو على السطح في الجولة الثانية وتمنح روح قتالية وانتماء وطني مغاير بكافة الأوراق عن الجولة الأولى الترابط - الانسجام ظهر اللقاء الثاني وكأن فدائي اخر معاكس للجولة الاولى التي كان فيها اللاعبيين الكل يغني على ليلاه ولا ارتباط واضح في التشكيلة التي اعتمد عليها عزت حمزة، وظهر الفاع والوسط والهجوم حتى حامي العرين وكأن كل خط يلعب في ملعب لوحدة أو له خط سير مختلف ولا اعتماد لأي رابط أو تواصل بين الخطوط داخل الملعب وهذا كان سبب من اسباب ليس الخسارة فقط ولكن انعدام وجود أي الية تمنح الفرص أو تقف في وجه الضغط المتواصل، لكن اللقاء الثاني كان يحمل ترابط واضح واتصال بين الخطوط أوجد منتصف ملعب ربط بين شقيه، الدفاع الذي كان مرتاح بدرجة كبيرة عن جولته الاولى، والهجوم شكل العديد من الهجمات والفرص التي هددت مرمى العنابي ويعود انعدام الترابط في الجولة ايران للتشكيلة التي تلعب مباراة جماهيرية رسمية للمرة الأولى عزت حمزة لا مجال لان نورد سيرة حقيقية لهذا الرجل الذي لو أجملنا كلمات كثيرة ولصقت باسمه فأنها لن تكون بالقيمة الحقيقية لواقعه والفدائي، وتعتبر تصريحاته المباشرة عن الأخطاء التي أجملها اللقاء الأيراني هي بحد ذاتها فهم وادراك لتغير كان واضحا بصدق عباراته في لقاء العنابي، فمن يرسم الطريق السليم لمسيرة منتخب بدعم شخصي خجول يتطلب منا كل الأحترام والتقدير ونتمنى بصفة من يدرك القيمة الحقيقية لهذا الرجل أن يكون قائد المسيرة القادمة لفدائي مغاير قادر على المنافسة واثبات الذات الأتحاد أعطى كل ما في جعبته ولم يبقى شيء يلام عليه، رافق الفدائي من بدايته ودعم بلا حدود بصيغة مادية، ورسم خط معنوي امتد الى شاشة البث، لكن هذا كله لن يرحم السنوات القادمة من تخطي العقبات والعراقيل ولعل الأتحاد على بوابة التقييم لما حدث في غرب اسيا للخروج بأرشيف منبه للسنوات القادمة الجماهير هذه الفاكهة التي لا يستطيع أحد التحكم في مزاجها أو كنيتها الرياضية، لا مجال الا ان نكون داعميين وبشكل كامل للفدائي لأننا جميعا نعلم الحيثيات الأساسية لوضع المنتخب وعلى دراية كاملة بالأساسيات التي تتطلبها المنافسة وعلى جميع الأصعدة وما لنا سوى رحمة اللسان وجفى الدعاية ومساندة الفدائي في جميع المحافل الرسمية والدولية |