|
اكثم التل كاتب و صحفي أردني ينتقد بشدة الجيوش والقيادات العربية التي هزمت في عام 67
نشر بتاريخ: 08/06/2005 ( آخر تحديث: 08/06/2005 الساعة: 11:40 )
-معا- كتب الكاتب والصحافي الاردني اكثم التل ينتقد بشدة الجيوش العربية والقيادات العسكرية التي انشغلت بالراقصات والملاهي واضاعت فلسطين واضاف:
أربعة عقود انقضت على انهيار ما تبقى من كيان الأمة العربية (التي كانت) المناضلة.. ثمانية وثلاثون عاما، بالتحديد، مضت على الهزيمة التي قصمت ظهر الأمة العربية ولم ترفع رأسها بعد.. في مثل هذا اليوم، الخامس من حزيران عام 1967، انهار الحلم الذي بناه لنا الحكام و القادة العرب.. انهار، و تحطم معه الإنسان العربي و ما كان متبقياً من عنفوان و كرامة.. وكانت الهزيمة شنيعة...و بشعة لدرجة أنها خلقت جيلاً جديداً من المحبطين و المخذولين و الإنفصاميين في عالمنا العربي. خسرنا الحرب قبل أن تبدأ لأن قادتنا أوهمونا أن انتصارنا فيها أسهل من تناول قطعة حلوى.. هزمنا لأننا تجرأنا أن نرشق الآخرين بالحجارة بينما بيتنا من زجاج... انكسرنا لأننا ذهبنا إلى حرب لنقاتل بأسلحة كرتونية وبأسناننا و أظافرنا، وهذا أفضل ما توفر.. انقهرنا لأن حربنا كانت في الإذاعة و بياناتنا العسكرية كانت تصدر من الاستوديوهات، لا من غرف العمليات.. سحقنا لأن قادتنا وعلى رأسهم سيادة المشير كان خبيراً بالملاهي و الراقصات أكثر من خبرته بالأسلحة وتنظيم الجيوش.. اندحرنا لأن حربنا رسمها أحمد سعيد من مكتبه في الإذاعة وكان (يظن انه) يرعب الإسرائيليين ببياناته الرنانة، ولأننا استعنا بالسمك ليأكل معنا إسرائيل ومن فيها إذ طلبنا منه أن" يتجوع استعداداً لرميهم في البحر".. انكسرنا لأننا ذهبنا إلى الحرب و قادتنا العسكريين اهتموا بإحصاء رؤوس المواشي بدل أن يحصوا جنودهم على الجبهة.. جاءتنا الضربة القاضية في لحظات..لأن سيادة المشير أمر بتعطيل كافة أجهزة الرادار و الدفاعات الجوية لأنه سيطير فوق الجبهة ليتفقد القطاعات العسكرية...فاخترقتنا طائرات العدو و افترست ما كان لدينا ..في لحظات صمت و ذهول، احتفالاً بزيارة المشير.. هذا لأن قادتنا العسكريين، لم يعرفوا أبداً غبار رمال الجبهة، بل سماءها من خلال الطائرات المروحية.. و المكاتب المرفهة و المراقص المزلزلة.. بكل بساطة، هزمنا لأن قادتنا شربوا حتى الثمالة، وتخيلوا أن لدينا صواريخاً عابرة للقارات اسموها القاهر و الظافر و غيرها...والتي كنا سندمر بها إسرائيل خلال دقائق.. لهذا، لم يجد القادة العسكريون حاجة لزيارة الجبهة على الأرض، فالحرب (كانت شبه إلكترونية) يمكن إدارتها أثناء حفلة مجون مع الراقصات.. بعدها..عندما طارت السكرة و جاءت الفكرة، أصبنا نحن الشعوب العربية بالجنون..و بقي المجون لأصحابه. هذا ليس جلداً للذات، بل كشفا لحقيقة على الأجيال الحالية و القادمة أن تعرفه، فهذه حال حروبنا و نضالاتنا و تحريرنا القومي.. لن أقول خمسة و خميسة على حزيران..بل خمسة ع ستة.. (هي الخامس من حزيران، و الخمس دقائق و الساعات الست اللاحقة) من ذلك اليوم التي كانت كافية لتدميرنا.. ورغم كل قادة الهزيمة...ستبقى "الأرض بتتكلم عربي". |