وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الكفارنة من قادة الجبهة الشعبية بغزة : استمرار حالة الانقسام ستؤدي إلى زيادة تراجع المشروع الوطني الفلسطيني

نشر بتاريخ: 17/08/2008 ( آخر تحديث: 17/08/2008 الساعة: 13:59 )
غزة - معا - قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية ناصر الكفارنة أن التطورات الحاصلة التي تشهدها الساحة الإسرائيلية، وما يجري في الولايات المتحدة الأمريكية من نهاية فترة الرئيس الأمريكي جورج وبوش وانطلاق حملة انتخابات الرئاسة الأمريكية ستنعكس سلباً على الوضع الفلسطيني إن كانت الأزمة الداخلية الفلسطينية مستمرة وحالة الانقسام والشرذمة حاصلة.

وأوضح الكفارنة في مقابلة له مع المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية بأن هذه التطورات سيكون تأثيرها محدوداً وطفيفا إذا ما استطاع شعبنا وقواه ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني، والشروع بالحوار الوطني الشامل لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، وإعادة بناء وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية بكافة هيئاتها ومؤسساتها وإجراء انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني على أساس قانون التمثيل النسبي الكامل ومشاركة جميع فصائل العمل الوطني والإسلامي وكل مكونات الشعب الفلسطيني ومؤسسات المجتمع المدني فيها.

وحذر الكفارنة من أن استمرار حالة الانقسام والأزمة الداخلية الفلسطينية ستؤدي إلى زيادة تراجع المشروع الوطني الفلسطيني وسيكون شعبنا أمام أزمة شاملة اعمق ستطال الجميع دون استثناء، مشدداً على ضرورة تقييم المرحلة السابقة بسلبياتها وإيجابياتها واستخلاص الدروس والعبر للاستفادة منها في استكمال مسيرة نضالنا حتى تحرير أرضنا وشعبنا من الاحتلال وإقامة دولتنا المستقلة وانجاز حق شعبنا في العودة.

وعن ما تناولته وسائل الإعلام من دعوة البعض لجعل قطاع غزة إقليماً متمرداً قال الكفارنة " نحن في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين نرفض أي محاولات من البعض في قيادة السلطة والمنظمة لفرض عقوبات جماعية على أهلنا في قطاع غزة بغض النظر عن الممارسات التي تجري هناك من قبل حماس، لان سياسة العقوبات الجماعية ضد أهلنا مرفوضة جملة وتفصيلا و لا تخدم شعبنا وقضيته ومشروعه الوطني بالحرية والاستقلال والعودة".

وأضاف: " إننا نؤكد على ضرورة أن تتوقف هذه التصريحات التحريضية وغير المسؤولة والمدانة من الغالبية العظمي من جماهير شعبنا بالداخل والخارج ونشدد على ضرورة ان تحاسب القيادة الفلسطينية كل من يطلقها بغض النظر عن موقعه لأنها تعتبر تحريض على مكون أساسي من مكونات الشعب الفلسطيني وتعزز من الانقسام وتعمق الأزمة القائمة وتساهم في توتير الأجواء بين طرفي الصراع على السلطة ( حماس وفتح) ولا تساعد على إنجاح مبادرات الحوار الشامل الفلسطينية والعربية للخروج من الأزمة التي خلقتها كل من قيادتي حماس وفتح في الساحة الفلسطينية وأن هذه التصريحات لا تخدم سوى أعداء شعبنا وأمتنا العربية".

وفي موضوع التهدئة جدد الكفارنة موقف الجبهة الرافض لها باعتبارها خطأ من الناحية السياسية في ظل استمرار الاحتلال، مؤكدا ان التهدئة هذه المرة وفي المرات السابقة تمثل خدمة مجانية للاحتلال دون مقابل، وقال: "لقد قلنا في حينه بان التهدئة لن تغير من الوضع القائم شيئا ولن ترفع الحصار ولن تفتح المعابر وكان الأجدى من كل القوي الفلسطينية الوطنية والإسلامية أن تشرع بالحوار الوطني الشامل و وتبدأ بترتيب البيت الداخلي قبل أن تقدم على ترتيب أوراقها مع العدو والاحتلال وإبرام صفقة للتهدئة مجتزئة في غزة فيما يواصل الاحتلال بطشه وقمعه لأهلنا في الضفة الفلسطينية".
وطالب الكفارنة في هذا السياق باجتماع كل قوي المقاومة لدراسة وتقييم التهدئة بشكل جدي، واتخاذ موقف واضح وحازم منها، مشددا على أن هذا الموقف يجب أن يكون منحازاً فقط لمصالح شعبنا ومشروعه الوطني التحرري، وان لا تكون الحسابات الفئوية الضيقة لهذا الطرف أو ذاك هي المحدد الأساس للموقف من التهدئة وجدواها.

وعن التخبط الذي تعيشه الساحة الإسرائيلية سواء في التصريحات المتناقضة لقادة الاحتلال في موضوع الجندي الإسرائيلي شاليط، أو العدوان الإسرائيلي المحتمل على قطاع غزة، بالإضافة إلى موضوع التهدئة قال الكفارنة: " إن هذا التخبط في تصريحات القادة الإسرائيلين مرده إلى الإرباك الذي يعيشه هذا الكيان بفعل التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية على الساحة الداخلية والتفاعلات في داخل الأحزاب الإسرائيلية بسبب عدد من المسائل، منها ما يتعلق بقضايا الفساد والرشوة التي تلاحق الكثير من قادتهم، وبفعل ضربات المقاومة التي أدت إلى هزيمتهم في جنوب لبنان وفي غزة"

وأكد الكفارنة إن الكثير من الإسرائيلين وقادتهم بدأوا بالاقتناع بأنهم لن يستطيعوا القضاء على المقاومة وبأن الفلسطينيين لن يقبلوا بوجود الاحتلال مهما كلفهم من ثمن .