|
ورشة عمل في جامعة بيرزيت حول التيار الاسلامي والعلمنة السياسية
نشر بتاريخ: 21/08/2008 ( آخر تحديث: 21/08/2008 الساعة: 17:44 )
بيرزيت-معا- عقد معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية، في جامعة بيرزيت اليوم، ورشة عمل ناقشت دراسة أعدها د.خالد الحروب المحاضر في تاريخ الشرق الأوسط الحديث في جامعة كامبردج بعنوان:"التيار الإسلامي والعلمنة السياسية: التجربة التركية وتجارب الحركات الإسلامية".
وأوضح الحروب ان تجربة الإسلاميين الأتراك، تطرح تحديا كبيرا على عموم الحركات الإسلامية المعتدلة التي تتبنى نهج التغير السلمي، وخاصة المنتسبة منها لمدرسة حركة الإخوان المسلمين، أو تلك المتأثرة بها، مشيراً الى أن تجربة الإسلاميين الأتراك تطورت في بعض جوانبها قريبة ومتأثرة بالمدرسة الإخوانية، خاصة في حقبة سبعينات القرن الماضي وتحت قيادة نجم الدين أربكان، بيد أن ما تطورت إليه الشرائح الأوسع من تلك الحركة, عبر ثلاثة عقود من المجابهة السياسية مع خصومها, وإعادة الإنتاج الداخلي لفكرها وتجربتها, وإنتهائها إلى شكل حزب العدالة والتنمية. وأضاف الحروب أن الحكم في تركيا أتخذ مساراً بعيد الصلة عن المسار الذي أستمرت عليه الحركات الإخوانية في تعاطيها مع السياسة والتغيير الإجتماعي. خاصة وأن أهم فارق صار يميز بين التجربة التركية في تحولاتها الأخيرة والتجارب الأخوانية هو التأكيد على فصل الدين عن الحكم، والقبول بعلمنة الممارسة السياسية. وأكد أن هذه "الديموقراطية المحافظة", أو "العلمانية المؤمنة", التي ما زالت في وارد التطوير والتعميق على هامش التجربة التركية، لا تتصف بتبني سياسة شرسة ضد القيم الدينية والتقليدية، كما هو الموقف التقليدي للعلمانية التركية المتشددة, وتتخطى موقف التسامح مع تلك القيم والتعايش السلبي معها، كما هو موقف العلمانية المعتدلة, بل تحاول توظيف تلك القيم في مشروعها الإجتماعي والتضامني العام. وهو توظيف ما زال قيد التبلور ذاك أنه يتصف بضابية ويحتاج إلى فترة زمنية كي يزداد وضوحاً وبالتالي يمكن الحكم عليه وتحليله بشكل أدق. وقال: نجح إسلاميو حزب العدالة والتنمية في الفوز بالإنتخابات والوصول إلى الحكم سنة 2002 وأعادوا تأكيد فوزهم سنة 2007 مبرهنين على تواصل الدعم الشعبي لهم. كما خاضوا معارك قاسية ضد المؤسسة العسكرية العلمانية المتشددة وخرجوا من معظم تلك المعارك ظافرين, وفي يدهم رئاسة الحكومة ورئاسة الدولة معا (طيب رجب أردوغان وعبدالله غل على الترتيب). في المقابل فشلت حركات الأخوان المسلمين العربية في الوصول إلى الحكم والسيطرة عليه بشكل كامل سواء بالإنتخابات أو بغيرها. وطرح تساؤلاً ما إذا كان جمود الفكر السياسي عند الإخوان المسلمين وعدم تطويرهم لتجربة فكرية وسياسية تتسم بمرونة تستوعب معطيات الأوضاع القائمة وتحرج قدرة خصومهم على محاصرتهم، هو السبب الجوهري في فشلهم للوصول إلى الحكم، أم أن أشتراطات السياق التاريخي والمحلي فرضت عليهم سيروة خاصة جعلت علاقتهم مع العلمنة السياسية سطحية ، وليست بالعمق الذي تطورت فيه التجربة التركية. ويترتب على ذلك التساؤل إن كانت قراءة التجربة التركية ونجاحها النسبي والظرفي مقارنة بالتجربة الأخوانية يستلزم إعادة أنتاج "المدرسة الإخوانية" بحيث تتخفف من وطأة البرنامج التقليدي المتشبث بفكرة "الدولة الإسلامية وتطبيق الشريعة". وبصياغة آخرى لماذا لم يتعلم التيار الإسلامي العربي بطرق مشابهة للسياق التركي, وهل كان بإمكانه أن يتطور أصلاً وفق ذلك السياق، أم أن السؤال برمته مفتعل وفرضيته الأساسية خاطئة إذ تتم المقارنة بين سياقات مختلفة كلياً ونواتجها بالتالي ستكون متفارقة تعريفا. وفي نهاية الورشة عقب عضو المجلس التشريعي الفلسطيني أيمن ضراغمة الذي استعرض تجربة الإسلام السياسي في فلسطين، مشيراً أن الإختلاف بين حركتي فتح وحماس هو اختلاف سياسي وليس صراع ديني. فيما عقب مدير مركز رام الله لحقوق الانسان د.اياد البرغوثي على ورقة د. الحروب مستعرضاً الفروقات بين تجربة مصر كنموذج للإسلام السياسي في المنطقة العربية والتجربة التركية، موضحاً ان تعريف مصطلح العلمانية هو تحديد العلاقة بين الدولة والدين على اساس المواطنة أكثر من كونه تعريف لفصل الدين عن الدولة خاصة وأن هناك ثقافات علمانية مختلفة. |