وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الشتاء يجلب لهم مزيدا من المعاناة: عمال القطاع يفترشون الأرض على معبر إيرز وينتظرون ساعة فتح البوابة

نشر بتاريخ: 20/11/2005 ( آخر تحديث: 20/11/2005 الساعة: 14:48 )
غزة- معا- مئات العمال من قطاع غزة يغادرون منازلهم في ساعات الليل الباردة ويخرجون من جنوبي القطاع ووسطه وشماله بالإضافة إلى مدينة غزة ليمكثوا ساعات مترقبين فتح البوابة الإسرائيلية والسماح لهم بالعبور.

وفي لقاء لمراسل "معا" معهم أمام معبر إيرز" بيت حانون" المغلق يقول العمال بصوت واحد أين السلطة الفلسطينية؟ ولماذا لم تقم لنا حتى الآن مكاناً يقينا حر الصيف وبرد الشتاء؟، ويتمنون لو وفرت لهم السلطة فرص عمل داخل مدنهم ولو بألف شيكل فقط ولا يضطرون للانتظار أشهر بلا عمل ويظلون مرتهنين بمزاج الحكومة الإسرائيلية التي تغلق أمامهم فرص تحصيل لقمة العيش.

يقول العامل" أبو نضال" ( 49 عاماً) إنه لا ينام الليل سوى القليل من الساعات بعد صلاة العشاء وحوالي منتصف الليل يغادر منزله ويتجه من المنطقة الوسطى حيث يقطن إلى شمال القطاع لينضم إلى صفوف العمال الذين يوقدون النيران للحصول على التدفئة في ظل الأجواء الباردة، فيما يضطرون للمكوث حتى ساعات الصباح الأولى ويؤدون صلاة الفجر على الأرض.

ويضيف:" هكذا نحارب من اجل لقمة عيشنا ونذل أمام الحاجز الإسرائيلي حتى يتم فتحه وعندما نتجه للأمام نضطر لرفع ملابسنا إلى الأعلى ونرفع بأيدينا تصاريح الدخول ومنا من يعيده الجندي الإسرائيلي إلى منزله ولا يسمح له بدخول الخط الأخضر".

فيما يضطر العامل الذي يقطن محافظة رفح جنوبي القطاع للخروج من منزله قبل منتصف الليل والالتحاق بالباقين من العمال أمام معبر إيرز.

وتتحكم المزاجية للجندي والمجندة الإسرائيليين بساعة فتح الحاجز والحلابات أمام العمال فيما يتعرض الكثير منهم إما للاعتقال أو التفتيش أو المساءلة أو حتى الإرجاع إلى حيث أتى دون السماح له بالعبور، وبعض أصحاب العمل الإسرائيليين لا يقبلون العمال الذين سمح لهم بالدخول ويعيدوهم من حيث أتوا أو يضطر هؤلاء العمال للبحث عن أرباب عمل جدد وعمل آخر كي لا يعودوا على منازلهم خاليي الوفاض.

من جهته يقول رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين في محافظة غزة إن اليوم بتقديره كان الأفضل في الإجراءات الإسرائيلية حيث سمح بدخول 1555 عامل من عمال الزراعة والبناء من مختلف أرجاء القطاع بالإضافة إلى 270 تاجر وعدد من الحالات الإنسانية كالمرضى وعدد من الزوار بين الضفة الغربية وقطاع غزة.

وأوضح لـ "معا" انه يضم صوته لصوت العمال المطالبين السلطة بإعادة إعمار المعبر الذي تعرضت معرشاته وكبائنه للتدمير لتقي العمال والمرضى الأمطار والبرد، متسائلاً:" ولكن هل ذلك مسموح من الجانب الإسرائيلي للسلطة؟".

وأضاف أن العمال الذين ينتظرون حتى الساعة الرابعة فجراً بعد اجتيازهم للحاجز والحلابات الإسرائيلية يستقلون حافلات تابعة للقطاع الخاص الإسرائيلي وأخرى تابعة للشركات التي يعملون فيها، متوقعاً ان تشهد الأيام المقبلة تسهيلات اكبر للعمال الذين لا زال اغلبهم ينتظرون الحصول على تصاريح عمل داخل الخط الخضر.

وقال ان العدد المتعارف عليه من العمال يبلغ 26 الف عامل خرج منهم اليوم قرابة ألف ونصف فيما بدأت التسهيلات بخروج 70 عاملاً فقط في الأيام الماضية.