|
بصراحة: مباراة الافتتاح، لم تجلب الارتياح بقلم - صادق الخضور
نشر بتاريخ: 24/08/2008 ( آخر تحديث: 24/08/2008 الساعة: 07:42 )
بيت لحم - معا - من واكب مباراة سلوان وهلال القدس في افتتاحية دوري الممتازة فوجئ بالمستوى المتواضع للمباراة والتي لم ترتق للمستوى المطلوب ، ولن أدعي سلفا كما أدعى بعض المعلقين بضعف اللياقة البدنية للاعبين، وأنا هنا لا أنفي ضعف اللياقة لكنني أستغرب توقيت إصدار الحكم حيث أصدروا هذا الحكم قبل انقضاء عشر دقائق على بدء المباراة في حكم لا يلامس المنطق بتاتا وكأن المعلق يأتي سلفا بمجموعة أحكام ليصدرها دون مراعاة أن بعضها لا يمكن أن يقال إلا بعد انقضاء زمن معين ، فقضية اللياقة البدنية مثلا لا يمكن الحكم عليها مع بدء المباراة ، وسلوان والهلال فريقان يشهد لهما باللياقة ، وبالتالي فإن التركيز على اللياقة فقط يخفي بعض الملاحظات الفنية التي يجب تقديمها مع نهاية كل مباراة ليأخذ كل فريق تغذية راجعة عن مستواه إذ يشاهد الآخرون أحيانا ما لا يراه مدربو الفرق والقائمون عليها.
بالعودة إلى مباراة الافتتاح وبعيدا عن المجاملة ، فإن الاتحاد أخطأ في جعلها مباراة ديربي لسبب بسيط لا يختلف عليه اثنان وهو أن الديربي يحفل عادة بالحذر وكذا الافتتاح ، وأن تكون مباراة الافتتاح ديربي فهذا حذر على حذر ، وتراجع في المستوى الفني الذي وصل أرجاء المعمورة نظرا للتغطية الإعلامية ، وللأسف لم يتنبه أي ناقد رياضي أو محلل لهذه القضية سلفا ، والجميع بارك قرار الاتحاد من منطلقات عاطفية بحتة نظرا لما تثيره القدس في النفس من وشائج وتفاعلات عاطفية ، ونحن لا نقلل من شأن الفريقين ولا من حضور القدس ، لكننا نطالب بالتعامل العقلي المنطقي مع كثير من الأمور الجوهرية. أما عن الأسباب التي دعت لاعتبار المباراة دون المستوى الفني فهي كثيرة وأهمها الكرات والتمريرات المقطوعة والتي صارت السمة الطاغية زد على ذلك العشوائية وغياب التكتيك ، والاعتماد أكثر على التوغل من العمق كنمطية ثابتة مما جعل أوراق كل فريق مكشوفة للآخر ، كما أن نزوع فريق للهجوم بشكل كبير وانتصار الفريق الآخر لخيار دفاع المنطقة المستميت بشكل أكبر عزز الرتابة في الأداء وغيب الجمل التكتيكية والقراءة الفنية لمجريات اللعب على أرض الواقع، كما لا ننسى أن التغييرات التي أجراها الفريقان كانت من باب رفع العتب ولم تؤثر في سير الأحداث ، ومن هنا استمر النسق ذاته في اللعب من بداية المباراة حتى نهايتها، وقلما جنح الفريق المدافع لنصب مصيدة التسلل وقلما بادر للقيام بهجمات مرتدة سريعة ، كما أن التلكؤ وغياب السرعة أفقد المستوى الفني كثيرا من وميضه. قضية أخرى كان يجدر التنبه لها وهي أن حراس المرمى لم يسهموا إطلاقا في بناء هجمات لدى إطلاقهم الكرات حيث اعتمدوا على ركل الكرة عاليا دون أن يكونوا عنصرا في بناء هجمات تبدأ من الدفاع وهذه قضية يجب أن تؤخذ في الحسبان، كما أن الحارس أحيانا ولدى ركله الكرة يخرج خارج حدود منطقة الجزاء بوضوح وهذه نقطة لا يتنبه لها حكامنا بتاتا إذ بمجرد إمساك الحارس بالكرة يشيح الحكم بوجهه للجهة المقابلة من الملعب ، وهذه القضية تحديدا ، لو تم التعامل معها بما تستحقه من اهتمام لتغيرت نتائج مباريات كثيرة. عموما ، الدوري بدأ وهذا إنجاز بكل ما للكلمة من معنى ، وحديثنا ما هو إلا من باب التطلع للأفضل والأمثل ، ومباراة الديربي لها دوما حسابات خاصة، والآراء المطروحة لا تنتقص من قيمة النجاح الذي تحقق بل تأتي في سياق الارتقاء بالنجاح إلى مستوى الإبداع ، وكل الأمنيات بأن يتطور مستوى الفرق من أسبوع لآخر. |