وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مظاهر الفرحة عمت شوارع رام الله لاستقبال 198 اسيرا .. ذوو الاسرى يتحدثون عن مشاعر الفرحة المنقوصة

نشر بتاريخ: 25/08/2008 ( آخر تحديث: 25/08/2008 الساعة: 22:29 )
رام الله-معا- عجت شوارع مدينة رام الله ومبانيها بمظاهر الفرحة في استقبال الأسرى المحررين، فزينت المباني باليافطات التي تحمل صور سعيد العتبة وأبو علي يطا برفقة الرئيس ابو مازن والشهيد الراحل أبو عمار، وامتلأت الشوارع بأصوات الأغاني الهاتفة للحرية والزغاريت الفلسطينية، فجاء أهالي الأسرى لاستقبال أبنائهم الذين قضوا في السجون الإسرائيلية سنين طويلة فكان الأب وإلام والابن والبنت والعم والخال وكل الأقارب والأحباء في انتظار وصول موكب الأسرى الذين انطلقوا إلى الحرية.

وكان الرئيس أبو مازن على رأس المستقبلين في مقر المقاطعة برام الله اليوم حيث استقبل 198 أسيرا فلسطيني أفرج عنهم صباح اليوم واعدا11 ألف أسير لا زالوا ينتظرون في السجون الإسرائيلية بالعمل الجاد لإخراجهم من هذه السجون للحرية، وكان على رأس هؤلاء الأسرى الأسير سعيد العتبة أقدم أسير فلسطيني والذي قضى في السجون الإسرائيلية 31 عام، والأسير المحرر أبو علي يطا الذي قبع في السجون الإسرائيلية لمدة 28 عاما النائب حسام خضر.

وقال الرئيس محمود عباس في استقبال الأسرى: نهنئ اليوم أنفسنا بهذا العيد بهذه الفرحة بهذه المناسبة، نهنئكم جميعا نهنئ كل الوطن لأنكم لكل الوطن، ومن أجل كل الوطن، هذا يوم تفرح فيه القلوب لنرى عميد الأسرى الأخ سعيد العتبة، ولنرى أيضا رمزا من رموز النضال قضى عقودا في السجن الأخ أبو علي يطا، ولنرى أخواتنا مقدمة لباقي الأخوات الأخت خوله زيتاوي وابنتها الطفلة والأخت آيات بدارسة، ونقول لكل الأخوات في السجون وقتكم قادم إن شاء الله.

هذا واعتبر أهالي الأسرة أن فرحة الحرية ل 198 أسير فلسطيني هي فرحة منقوصة، كون أن هناك أضعاف هذا الرقم أي ما لا يقل عن 11 ألف أسير فلسطيني لازال يقبع في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

ها هي أم محمد التي كانت تنتظر ابنها محمد أبو عسكر وابن عمه عمار ابو عسكر، الذي قضى في السجون الإسرائيلية 5 سنين، قائلة: الي فرحني بشوفة ابني وحرماني منه من بعد 5 سنين غياب يفرح أمهات 11 ألف أسير الذين لا زالوا موجودين داخل السجون، لكنها عادت وقالت فرحتي لم تكتمل فرحة الشعب الفلسطيني بعدها ناقصة، فقد مات ابو عمار جراء سكتة قلبية يوم أمس من شدة فرحته بالإفراج عن ابنه عمار الذي لم يراه حتى بعد خروجه من المعتقل.

وقالت فاطمة نمر اسعد والدة الأسير مفيد محمد قعدات " انا محظوظة الي ابني طلع من السجن وبشوفه بعني، أنا ابني محكوم 4 سنين، وقضى منهم 1.5 وأفرج عنه بفضل رئيسنا ابو مازن، وأتمنى ان يفرج عن باقي الأسرى وما يبقى واحد في المعتقلات".

وقالت الأسيرة المحررة "شفاء القدسي" التي قبعت بالسجون الإسرائيلية 6 سنوات والتي أفرج عنها في 10-1-2008،" لقد عشت التجربة وهذا الشعور من قبل، فهو شعور مأساوي جدا ممزوج بالحزن، وطالبت كل المسئولين بالسعي الدائم والمتواصل للإفراج عن بقية الأسرى".

أما الأسير المحرر سائد محمود من الجلزون فطالب بالضغط على المسئولين للعمل للافراج عن الأسرى بسرعة، مؤكدا ان وضع الأسرى في السجون هو وضع مزر جدا، فهناك المرضى وإهمال الإسرائيليين بحالتهم الصحية.

وطالب الأسير المحرر زياد عواد من طولكرم بإعادة اللحمة لأبناء الوطن، مؤكدا إن هناك ضغطا كبيرا على الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

اما فدوى البرغوثي زوجة الأسير مروان البرغوثي فقالت :" نحن سعيدون بالمناضلين الذين رأوا الحرية، فحريتنا هي جزء من حرية الأسرى، واليوم الذي افرج فيه عن سعيد العتبة وهو اقدم اسير فلسطيني هو يوم تاريخي وينبئ بغد ومستقبل أفضل للأسرى، واضافت" ان مروان البرغوثي سيرى الحرية قريبا ان شاء الله".

واعتبر احمد جبارة "ابو السكر" الأسير السابق الذي قضى 27 عاما في الأسر ان الإفراج عن 198 أسير عبارة عن نقطة في بحر، كون لا يزال في السجون ما يقارب 11 ألف أسير فلسطيني.

اما تيسير الزبيري " المحلل السياسي" فقال: ان صفقة الافراج عن 198 اسير اليوم ما هي الا غطاء عن تعثر المفاوضات .

واكد ان الجرح سيبقى نازفا حتى يتم تحرير كل الأسرى من السجون الإسرائيلية، والمفاوضات لم تتقدم بالمطلق.