تحضيرا لمؤتمر الضفة الغربية للاستثمار- الغرفة التجارية بنابلس تعقد اجتماعا تشاوريا مع رجال الاعمال

نابلس -معا- عقدت غرفة تجارة وصناعة نابلس، اجتماعا تشاوريا مساء أمس في قاعة الشهيد ظافر المصري، حضره نائب رئيس الغرفة عمر هاشم، وأمين سرها حسام حجاوي، وعدد من أعضاء مجلس إدارة الغرفة.

وشارك في الاجتماع المهندس عدلي يعيش، رئيس بلدية نابلس ، ومجموعة كبيرة من المدعوين من رجال الاعمال والمهتمين، يمثلون كافة القطاعات الاقتصادية ، بهدف مناقشة وبحث استعدادات محافظة نابلس للمؤتمر المذكور وصولا الى أفضل مشاركة فيه.

في مستهل الاجتماع ، ألقى عمر هاشم كلمة الغرفة التجارية، مرحبا بالحضور قائلا " إن هذا اللقاء يأتي في خضم الاستعدادات والتحضيرات لمؤتمر شمال الضفة الغربية للاستثمار المنوي عقده في مدينة نابلس، خلال شهر تشرين ثاني المقبل " مقدما التهنئة الحارة الى عميد الأسرى الفلسطينيين سعيد العتبة، والى حسام خضر ، ومجموعة الأسرى بمناسبة تحررهم من السجون والمعتقلات الإسرائيلية.

وقال " نلتقي اليوم لنتباحث في أفضل السبل للاستفادة من مدخلات ومخرجات مؤتمر الاستثمار الهام، بهدف الخروج بتصور مشترك حول أولوياتنا الاستثمارية، وذلك من خلال رؤى المنظمين والقائمين والمعنيين والمهتمين بهذا المؤتمر، والذي نوليه أهمية قصوى بالنظر الى الاحتياجات والمشاريع الاستثمارية الملحة لمنطقة نابلس".

وأضاف "لقد كانت مسألة تهميش نابلس على مدى السنوات الماضية حجر عثرة امام تقدم المحافظة على كافة الأصعدة ، ومؤتمر الاستثمار يأتي للرد على هذه الفكرة وليضع الكرة في ملعبنا، كما عملت الإجراءات الاسرائيلية المتمثلة بالمعابر والجدار على تخفيض حجم التسويق داخل إسرائيل ، وبالتالي كان لا بد من البحث عن أسواق خارجية لفتحها امام المنتجات الفلسطينية وهو ما سيعمل هذا المؤتمر على تحقيقه " .

وأكد على أن المجال للاستثمار في المؤتمر سيكون مفتوحا لكافة القطاعات، وليس مقتصرا على الصناعة والزراعة ، وبهذا تحقق مطالب كافة القطاعات المستهدفة من عملية الاستثمار.

وبيّن أن المؤتمر هو فرصة من اجل العمل سويا على استنهاض همم رجال الاعمال والمستثمرين المحليين ، بغية التقدم بمشاريع استثمارية تنموية ذات عائد ربحي مناسب تعمل على تشغيل الأيدي العاملة ، وبالتالي دعوة المستثمرين الخارجين لاطلاعهم على تلك المشاريع والفرص الاستثمارية التي تحتاج الى التعاون المشترك لإخراجها الى حيز الوجود .

في مداخلته ، أشار حسام حجاوي أن الاجتماع يأتي للتدارس لضمان نجاح المؤتمر وقال :"علينا مسؤوليات من خلال تحضير دراسات الجدوى للمشاريع المقترحة ، والعمل من خلال خطوات مدروسة"، مشيرا الى أن هناك مؤتمرا للاستثمار سيعقد في لندن سيخصص للاستثمار في فلسطين، معربا عن الأمل أن نقوم بتسويق مشاريعنا الاستثمارية في كلا المؤتمرين .

بدوره ، رأى المهندس عدلي يعيش، أن المؤتمر فرصة جيدة لمنطقة الشمال ، مؤكدا انه تم تهميشها في الفترة السابقة وكانت تعاني الحصار الذي أدى الى تراجع اقتصادياتها، منوها الى الدور المطلوب من كافة الجهات للعمل بجد من قبل الجميع ، وطالب أبناء نابلس والشمال في الشتات بلعب دور فاعل لمساندة مدينتهم من خلال الاستثمار فيها، مبينا أن المطلوب هو تقديم مقترحات لمشاريع جيدة وبناءة .

وأكد أن بلدية نابلس لم تأل جهدا في سبيل توفير وتهيئة كافة الظروف التي تسمح للمستثمر والمشاريع الاقتصادية بالتطور، مشيرا الى مشاريع البنية التحتية في المنطقة الصناعية وتزفيت الشوارع فيها، منوها الى أن أسعار الكهرباء في المدينة لم ترتفع.

وشهد الاجتماع عدة مداخلات أكدت في مجملها على أهمية عقد المؤتمر في نابلس مقدمين شكرهم للغرفة التجارية على مبادرتها بعقد الاجتماع، وأوضح فيها المتحدثون أن المطلوب هو العمل الحثيث من اجل الاستفادة من تلك الفرصة بالرغم من كل الظروف الموجودة ، وقد أثبتت تجارب السنين الماضية الناجحة ضرورة الاستثمار بالرغم من كل المعوقات على الأرض ، مطالبين الحكومة بأخذ دور فاعل على صعيد توفير كافة السبل التي تتيح نجاح المؤتمر من خلال تقديم رزمة من الحوافز للمستثمرين القادمين الى شمال الضفة، وتوفير البنية التحتية اللازمة والترويج للمؤتمر بالشراكة مع القطاع الخاص الفلسطيني، مشيرين أن الاستقرار السياسي هو المدخل لأي تنمية اقتصادية حقيقية، منوهين الى الاستفادة من تجربة مؤتمر فلسطين لاستثمار الذي عقد في بيت لحم قبل عدة أشهر .

كما دعا المتحدثون الى ضرورة دعوة المستثمر الفلسطيني المغترب الى القدوم والاستثمار في وطنه ، وتناولت المداخلات أفكار وقضايا هامة استهدفت النهوض بكافة القطاعات الاقتصادية سيتم الأخذ بها وسيتم رفعها الى القائمين على المؤتمر.

وطالب زياد عنبتاوي، عضو جمعية رجال الاعمال في فلسطين بإقامة وحدة دراسات لتحضير مشاريع الاستثمار المنوي طرحها بشكل علمي بالتعاون مع جامعة النجاح الوطنية، كما نوه الى ضرورة أن تقوم الغرفة التجارية بعقد لقاءات وورش عمل قطاعية لتبادل الأفكار داخل كافة القطاعات الاقتصادية من اجل الخروج بأفضل التوصيات للمشاريع المنوي طرحها.

كما طالب طارق سقف الحيط عضو ملتقى رجال الاعمال بإنشاء مجلس اقتصادي يمثل شمال الضفة الغربية يهدف الى الشراكة بين مؤسسات القطاع الخاص العاملة في المنطقة من اجل توحيد الجهود ، داعيا الى الشراكة مع القطاع العام ممثلا بالحكومة والعمل ضمن استراتيجيات محددة معها تعكس توجهات وآمال القطاع الخاص الفلسطيني.

وطالب المهندس سميح طبيلة، مدير عام شركة طبيلة للهندسة والمقاولات بالاستثمار في قطاع المقاولات، مؤكدا أن نابلس مصدرة للمقاولات المحلية في فلسطين ، مشيرا أن على فلسطين تصدير الخدمات الهندسية ، وليس تصدير الطاقات البشرية الهندسية مطالبا بدراسة مقترحات مشاريع ذات نتائج جيدة.

في ختام الاجتماع ، توجه عمر هاشم بالشكر للحضور على مداخلاتهم التي أثرت النقاش والتي عكست الحرص على تقدم المدينة استثماريا ، مشيرا الى أن الغرفة ستعمل في المرحلة القادمة على عقد لقاءات قطاعية مع المعنيين ، مطالبا إياهم بتعبئة الاستبيان الذي تم توزيعه في الاجتماع وتسليمه للغرفة للاستفادة من مخرجاته في تحديد الرؤى الاقتصادية الاستثمارية بمشاركة كافة الفعاليات الاقتصادية لمحافظة نابلس.