وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

فلسطين تختتم مشاركتها في بينالي المتوسط للفنانين الشباب في إيطاليا

نشر بتاريخ: 28/08/2008 ( آخر تحديث: 28/08/2008 الساعة: 18:56 )
القدس - بوليا- إيطاليا -معا-اختتم الوفد الفلسطيني الثقافي والفني مشاركته للمرة الثالثة على التوالي في بينالي الفنانين الشباب لحوض المتوسط الذي عقد في مدينة بوليا في إيطاليا في دورته الثالثة عشرة للعام2008 .

ويأتي هذا النشاط من خلال اتفاقية الشراكة التي عقدتها مؤسسة صابرين للتطوير الفني في القدس مع مؤسسة بينالي الشباب لحوض المتوسطBJCEM التي مقرها إيطاليا، والتي تشارك فيها الدول المطلة على البحر المتوسط،، وهو خاص للفئة العمرية بين سن 18-30 عاما، ويعقد كل عامين.

وحول مستقبل العلاقة مع البينالي قال سعيد مراد " نطمح الى استضافة البينالي في السنوات القادمة لأننا مشاركون فيه، وهو يعقد كل عام في إحدى مدن الدول المشاركة فيه".

وذكر الفنان سعيد مراد مدير عام مؤسسة صابرين للتطوير الفني أن مدينة بوليا تحولت إلى مركز ثقافي عالمي يدمج بين الحداثة والأصالة في الفنون، انسجاما مع ما يحدث في عالم الثقافة والفن في العالم من تأثر وتأثير وتجديد إبداعي، حيث تمثلت في فعاليات البينالي التي تغطي مجالات ثقافية فنية كالموسيقى والغناء والشعر والمسرح وأفلام الفيديو أرت والفن التشكيلي والجرافيك وتصميم الأزياء.

وقال مراد أن 700 فنان جاؤوا من 46 دولة من دول أوروبا ودول حوض البحر الأبيض المتوسط ليعرضوا أعمالهم الفنية، حيث صهرهم البينالي ضمن لغة الفن الواحدة، مضيفا أن مئات الفنانين الشباب سنحت لهم الفرصة ليس في التعرف على فنون لقوميات مختلفة، بل أيضا كانت فرصة لكل فنان مختص بفن معين أن يتعرف على الفنون الأخرى، كي يصقل ذاته، ويوظف تلك الفنون على اختلافها في فنه.

وأوضح سعيد مراد أن بينالي بوليا لهذا العام اتخذ محور " الكيروس" وهي كلمة يونانية تعني "اللحظة السانحة للتغيير" ، والذي من خلاله عوّل منظمو البينالي على الرغبة الجماعية للتغير في منطقة البحر المتوسط ، والذي بنظرهم من الممكن للفنانين ان يقودوا هذا التغيير المرجو، لما يمتلكوه من معايير حديثة ورؤية جديدة تمكنهم لتخطي الحدود التي فرضتها التقاليد والصور النمطية، عبر التعرض وتلقي هذه الجرعات الفنية المشبعة من الفنون الموجودة في البينالي.

وأضاف مراد أن حضور الفنانين الشباب يكتسب بعدا معرفيا ويمنحهم فرصة المنافسة، حيث تشكل في البينالي لجان تحكيم من الفنانين العالميين المشهورين، بالإضافة لوجود نقاد يقيمون الأعمال الفنية المشاركة.

وعن أهداف البينالي قال الفنان سعيد مراد انها تأتي في سياق التقارب بين الثقافات المتعددة التي تجمعها ثقافة مكان حوض المتوسط، حيث يعد البينالي مكانا لتبادل الثقافات وتقريب المسافات بين جهات المتوسط خصوصا جهتي الشرق والغرب الأوروبي، بقصد إرساء قواعد لعلاقات حسنة بين الشباب كطليعة الشعوب.

واضاف" من ناحية فنية يهدف البينالي الى تنمية الخبرات الفنية للشباب ومنحهم فرص التجريب والإبداع وتبادل الخبرة مع الآخرين، وإعطاء الشباب فرصة تمثيل بلادهم فنيا. حيث سيتعرف الفنانون الشباب من فلسطين على ثقافات جديدة ، ويكونون صداقات خارجية.ورأى مراد أن ميزة البينالي أنه للشباب".

أما السيد اليساندرو، السكرتير العام للبينالي، فإن البينالي كان بمثابة تحد كبير بالنسبة لمنظميه، معبرا عن شعوره بالسعادة وهو يرى هؤلاء الفنانين معا، بما يحقق أهداف البينالي في عقد جسور التعارف والتعاون، مؤكدا على أهمية الفرصة القوية التي قدمها البينالي إلى أولئك الفنانين .

وقد أثنى ساهر ياسين رئيس قسم الموسيقى في وزارة التربية والتعليم على الجهود المبذولة في البينالي، كون البينالي نجح في تقديم الفنون الأدائية والبصرية لهذا الجمهور الواسع آملا تعميم هذه التجربة لان أهمية البينالي تكمن في كونه الفرصة الثمينة التي توضع بأيدي الفنانين وخاصة الفلسطينيين منهم، الذين بفنهم -وان لم بكن سياسيا بالضرورة - يعززون هويتهم الفلسطينية وكفنانين على الخارطة العالمية.

مشاركة الفنانين الفلسطينيين

وقد تمثلت المشاركة الفلسطينية في الغناء بفرقة ( بال ستار ) وهي فرقة شبابية غنائية أسستها مؤسسة بيالارا، حيث غنت هموم الشباب الحياتية ، محاولين بغنائهم كسر عزلتهم بكلمات عربية شعر بها الحضور بفضل أداء شباب وشابات الفرقة، الذين عرفوا جيدا أن هذه فرصتهم ليوصلوا رسالتهم كشباب يعيشون تحت مطرقة الاحتلال وسندان المجتمع.

وعن هذه التجربة قالت إيمان شرباتي منسقة فرقة بال ستار: أن الفرقة استطاعت أن تمثل الوجه الآخر لفلسطين وأن تستفيد من العروض التي قدمت في البينالي.

أما في الشعر، فمثلته الشاعرة الشابة دعاء الريماوي التي ومن خلال ترجمة شعرها إلى الإيطالية، استطاعت التأثير على الجمهور الذي دهش بمفردات دعاء وبأسلوبها و أيضا مواضيعها الجريئة، حيث أثبتت أن حجاب رأسها ليس ضرورة حجابا لعقلها أو حدودا لأفكارها.

أما مشاركة الطباخ الفلسطيني انضوني الحدوة، فحضر المسخن التقليدي الفلسطيني بطريقة عصرية بالإضافة إلى شوربة العدس ، انضوني الذي يؤمن بان الطبخ هو أيضا توع من أنواع الفنون، وقد سعد بإقبال الجمهور من مختلف القوميات على تذوق الطبق الفلسطيني المشهور.

وقد لاقت عروض الفرق الفلسطينية إقبالا ملحوظا، ووفقا لناهدة غطاس من صابرين، فقد كان الحضور لافتا مقارنة مع الفرق الأخرى، فقد جاءوا ليروا فلسطين، البلد التي تتصدر عناوين الأخبار في بحثها عن الحرية والاستقلال، ورغم أن فضول الجميع كان المحفز للقدوم في البداية، إلا أداء الفرق كان مفاجئا لهم.

جدير بالذكر أن فلسطين عضو في مجلس أمناء البينالي، ممثلة بمؤسسة صابرين للتطوير الفني، وذكرت مصادر البينالي أن الدورة القدمة له ستكون في مقدونيا في اليونان.