القذافي يلغي الوزارات ويعلن توزيع عائدات النفط على الشعب - فهل يهدي الزعيم القذافي عفواً للصحافي ناصر اللحام ؟

كتب رئيس التحرير ناصر اللحام- نقول مبروك لليبيا انتزاعها حقوقها من ايطاليا في مشروع اتفاق حول التعويضات عن فترة الاستعمار.
وزير الخارجية الايطالي ماسيمو داليما عقد لقاء مع نظيره الليبي عبد الرحمن شلقم في طرابلس لبحث تفاصيل التعويض.

وكان داليما اعلن في 29 من الشهر الماضي في روما انه سيتم في الايام القليلة المقبلة توقيع اتفاقية بين ايطاليا وليبيا تهدف خصوصا الى التعويض لضحايا الحقبة الاستعمارية الايطالية في ليبيا (1911-1943).

وكانت ليبيا التابعة سابقا للامبراطورية العثمانية قد احتلت عسكريا من قبل ايطاليا في 1911 قبل ان تصبح في ثلاثينات القرن الماضي مستعمرة ايطالية. واستقلت ليبيا في 1951 بعد فترة قصيرة من خضوعها لوصاية مشتركة فرنسية بريطانية.

واليوم اعلن الزعيم القذافي الغاء الوزارات في 2009 باستثناء الحقائب السيادية كما واعلن تسليم عائد النفط للليبيين "باليد" وقال انه في خطاب القاه في بنغازي امام مؤتمر الشعب العام (البرلمان) إن على الليبيين أن يستعدوا ليتسلم كل واحد منهم نصيبه من عائدات النفط وذلك انطلاقا من بداية العام المقبل.

وأضاف في هذا السياق أنه "بتسلم الليبيين دخل النفط في أيديهم مباشرة وإنتهاء الإدارة ستقوم الإدارة الشعبية الحقيقية وسيتشكل المجتمع الجماهيري بطريقة شعبية ديمقراطية مباشرة حقيقية" بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الليبية.

وأوضح في خطابه لمناسبة الذكرى الـ 39 للثورة الليبية في الاول من سبتمبر/أيلول 1969 التي أوصلته إلى السلطة أنه باستثناء وزارات السيادة (الخارجية والدفاع والداخلية والعدل) فإنه سيتم إلغاء باقي الوزارات.

وقال إنه في كل مرة يتم فيه اتهام الوزارات بالفساد وسوء الإدارة ولذلك فإنه سيتم منح كل مواطن نصيبه من الثروة النفطية مباشرة وليتدبر امره بنفسه.

وأكد القذافي أن "الفساد مقرون بالإدارة في أي مكان بالعالم, والحل هو إنهاء الإدارة التي تتولى إنفاق الأموال وتسلم الناس الأموال في أيديهم مباشرة وتدبير شؤونهم بأنفسهم", بحسب المصدر ذاته.

وحذر الزعيم الليبي من انه ستكون هناك حالات "فوضى" في العامين الاولين لكن المجتمع سيتنظم رويدا رويدا ليتمكن في النهاية من إدارة اموره بنفسه, على حد قوله.

وكان القذافي دعا في مارس/آذار الماضي إلى الغاء وزارات، منددا بالفساد السائد فيها، وأكد أن الدولة خصصت 37 مليار دولار سنويا لهذه الوزارات التي فشلت في القيام بمهامها.

وفي هذه المناسبة
...................................

اجد نفسي ابارك للشعب الليبي وللقيادة الليبية على هذا السبق التاريخي ، وتثبيت حقيقة ان الدول الاستعمارية ستعرف منذ الان عاجلا او اجلا انها ستدفع تعويضات للدول والشعوب التي احتلتها وخصوصا فلسطين .

وفي هذا اليوم ، اي الفاتح من سبتمبر تعود وكالة معا وتنشر ما كتب حافظ البرغوثي رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة مقالة نشرها العام المنصرم في مثل هذا اليوم بالضبط يدعو فيها الزعيم الليبي معمر القذافي لسحب القضية المرفوعة ضد الزميل ناصر اللحام رئيس تحرير وكالة "معا" الاخبارية .

وكان جاء في مقالة البرغوثي .. فالرجل الواثق لا يروم الثأر لأنه واثق من نفسه.. ولعل ليبيا من اكثر الدول اثارة للجدل بين مد وجزر في علاقاتها مع الآخرين وهي تخاصم وتصالح.. تغضب وترضى.. لأن المصارحة المفتوحة هي شعارها. ونذكر كلنا صراحة القذافي المثيرة للجدل في كثير من المناسبات. فالجماهيرية الليبية لا أظنها في وارد الانتقام من الزميل المكافح اللحام حتى لو أخطأ لأن الخطأ تم تداركه باعتذار فوري من الوكالة.. وأظن ان قائد الثورة الليبية سيصفح عن ذلك لو علم بحيثيات الأمر.. فليس من طبعه الثأر لأن الكبار من عاداتهم العفو..

وانهى حافظ البرغوثي في ذكرى الفاتح من سبتمبر : وآمل ان يهدينا القذافي عفوا بسحب القضية ضد الزميل اللحام.