وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

طولكرم- الركود يخيّم على الأسواق وقلق من عدم القدرة على توفير متطلبات مائدة الإفطار

نشر بتاريخ: 02/09/2008 ( آخر تحديث: 02/09/2008 الساعة: 10:42 )
طولكرم- معا- على الرغم من الإكتظاظ الذي تشهده أسواق مدينة طولكرم، بسبب دخول المواطنين من فلسطينيي 48 الى المدينة، ورغم الحركة النشطة التي شهدتها شوارع، المدينة مع حلول شهر رمضان المبارك، فقد شهدت الأسواق التجارية والشعبية ومحلات بيع "السمانة" والمواد الغذائية الرمضانية تراجعاً في الحركة التجارية خاصة في ظل حالة الركود الاقتصادي الذي يخيم على المحافظة.

ركود اقتصادي:

الناظر للحال الفلسطيني يشاهد وبوضوح الركود الاقتصادي مرافقاً لتردي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع الأسعار وارتفاع نسبة البطالة والفقر، وازدياد نسبة العاطلين عن العمل، حيث يعاني الأهالي ضائقة اقتصادية وأعباء متزايدة لعدم مقدرتهم على توفير إحتياجات شهر رمضان، وما يتبعه من حاجيات أبنائهم من ملابس وغيرها التي لا تنتهي، خاصة وان رمضان جاء بالتزامن مع العام الدراسي الجديد أي "شراء القرطاسية والشنط ودفع الأقساط وغيرها".

ونتيجة للحصار الذي يفرضه الإحتلال، والاغلاقات المستمرة التي تعاني منها محافظة طولكرم، اضافة الى عزل قراها وبلداتها عن بعضها البعض، والذي ساهم بشكل فاعل في زيادة نسبة الفقر، وارتفاع معدلات البطالة بين غالبية الأسر الفلسطينية، فلم تختلف الحركة التجارية في مدينة طولكرم عن الأعوام السابقة، في ظل التراجع والركود الاقتصادي الذي لا مثيل له، على الرغم من تكدس المحال التجارية بالبضائع.

متطلبات ثقيلة:

المواطن نائل عبد الجواد، يتقاضى راتباً شهرياً قدره (1300) شيقل، ويعيل أسرة مكونة من عشرة أفراد، أشار الى أن ما يتقاضاه لا يكفي لسد حاجات أسرته، خاصة طلبة المدارس منهم، بالإضافة الى متطلبات شهر رمضان، مضيفاً أن الأسعار تشهد ارتفاعاً حاداً، مطالباً التجار مراعاة ظروف المواطنين.

الموظفة خلود "ام مهند" لم يكن وضعها بالأفضل، فتقول "أضطر الى الإستقراض من إحدى زميلاتي في العمل، من أجل تأمين حاجيات أبنائي"، مشيرة الى أن زوجها يعمل على "بسطة خضار" بالمدينة، ولا يقدر سوى على توفير الشئ القليل، مؤكدة أن ارتفاع الأسعار وتردي الأوضاع الاقتصادية، يلعب دوراً رئيساً في التأثير على البيع والشراء، وبالتالي تنعكس على الحركة التجارية بشكل عام.

الباعة في الاكشاك والمحال التجارية والبسطات لم يكونوا بأحس حال، فلا تسمع سوى أصواتهم التي تنادي عالياً ترويجاً لما يبيعوا من خضار وفواكة وحاجيات شهر رمضان، وعلى الرغم من ضعف الحركة الشرائية، الا أن البسطات تنتشر بشكل كبير في طولكرم لعرض لوازم الشهر المبارك.

يقول الشاب خالد، أحد الباعة على البسطات، أن الوضع ليس بالجيد هذا العام، واصفاً عملية البيع بالبطيئة مضيفاً "من كان يعمل داخل الخط الأخضر ومحروم اليوم من العمل هناك، تجده بائع على بسطة، مما زاد عدد البسطات والباعة عن السابق، وهذا طبعاً له تأثير آخر "، مشيراً الى وجود ركود اقتصادي لا يختلف عن السنوات السابقة، وقد يكون أشد قسوة.

حصار وجدار.. وارتفاع اسعار:

وفي ذات السياق، أكد سعيد الجلاد، مدير الغرفة التجارية في طولكرم، على أن المحافظة تأثرت بشكل كبير جراء الحصار المفروض عليها، بالإضافة الى جدار الفصل، الأمر الذي انعكس سلباً على النواحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وإرتفاع نسبة البطالة، والذي بدوره أدى الى تردي الوضع الاقتصادي.

ورفض الجلاد الحديث عن ارتفاع أسعار السلع والمنتجات، باعتبار أن ارتفاع الأسعار أمر طبيعي نتيجة زيادة الطلب وقلة العرض، وليس نتيجة إستغلال من قبل التجار، موضحاً أن فلسطينيين (48) يمثلون قوة شرائية كبيرة، تنعكس بالايجاب على المدينة، إلا ان الجدار والحصار أثرا سلباً على دخولهم الى طولكرم، مناشدا التجار عدم التلاعب بالأسعار واستغلال الشهر الفضيل.

بدوره، دعا محافظ طولكرم العميد طلال دويكات تجار المحافظة واصحاب المحال التجارية الى ضرورة الالتزام والتقيد بالاسعار، وعدم استغلال حاجة المواطنين لشراء السلع الضرورية في شهر رمضان المبارك ورفعها، والتقيد بشروط الصحة والسلامة العامة.

واوضح دويكات انه أصدر أوامره لجهات الاختصاص في الوزارات في المحافظة، بالتجول في الاسواق طيلة ايام شهر رمضان ومراقبة الاسعار، تحت طائلة المسؤولية.

دعو للحفاظ على حرمة الشهر الفضيل:

واضاف محافظ طولكرم "أن الحفاظ على حرمة هذا الشهر الكريم، هي بداية مسؤولية الجميع والاجهزة المختصة على الصعيد القانوني، متمنياً أن يكون هذا الشهر شهر خير وبركة على الجميع، وان يأتي العام المقبل، وقد تحققت الاماني بتحرر الوطن من الاحتلال، واقيمت الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".

من جانبه، أصدر مدير عام شركة محافظة طولكرم الرائد معروف البربري تعميماً وزعه على وسائل الإعلام المحلية في طولكرم، حذر فيه كل من يتعدى على حرمة شهر رمضان بالحبس وتقديمة للمحاكمة حسب الأصول القانونية، مقدماً تهانيه لأهالي المحافظة بحلول الشهر الفضيل.