|
كرة السلة الفلسطينية بين الواقع والطموح **بقلم : كريم عدلي شاهين
نشر بتاريخ: 02/09/2008 ( آخر تحديث: 02/09/2008 الساعة: 15:40 )
بيت لحم - معا - لا شك أن بطولة الشهداء الثامنة والعشرون والتي فاز بها المنظم سرية رام الله الأولى عن جدارة واستحقاق وبعلامة كاملة وبدون أي منافسة قوية هي المؤشر الحقيقي على مستوى لعبة كرة السلة المحلية في ظل غياب البطولات الرسمية، فالاحصائيات الرقمية التي تم رصدها في البطولة من قبل لجنة الاحصائيات اظهرت مدى الضعف العام في النواحي الفنية والمهارات الاساسية ناهيك عن ضعف اللياقة البدنية والنواحي التكتيكية والخططية.
كما ان ضعف الطاقم التحكيمي كان واضحا من خلال عدم المامه ببعض قواعد القانون والتعديلات الحديثة، والتردد في اتخاذ القرار ات وازدواجيتها والضعف في ميكانيكية الحركة لدى الحكام، ولكن لا بد من الاشادة بالتنظيم الرائع والجمهور العريض المتحمس والامن والنظام الواضح في الملعب، اضافة الى التغطية الاعلامية المميزة في جميع وسائل الاعلام. أي متابع لكرة السلة المحلية يدرك مدى التدهور الحاصل في اللعبة، فالمستوى العام للعبة بكل عناصرها ومكوناتها وصلت الى حالة يرثى لها وسيستمر تدني المستوى ويزداد تعقيدا في حالة عدم وضع استراتيجية جدية للنهوض باللعبة. إن كرة السلة الحديثة بحاجة الى معرفة اكبر واشمل للكثير من جوانبها وسماتها الرياضية والنفسية والاجتماعية فهي بحاجة الى اتحاد قوي وفعال لبناء وحدة متكاملة متطورة لعمل جماعي مكون من جميع عناصر اللعبة من مرافق وملاعب وصالات ولاعبين ومدربين وكوادر فنية وتنظيمية وحكام واعلام متخصص باللعبة وجماهير واعية . فاذا بحثنا في اسباب التدهور والمشاكل الكثيرة والمعقدة التي تعصف بلعبة كرة السلة فاننا نلاحظ ما يلي: قلة اللاعبين الموهوبين الذين يمارسون لعبة كرة السلة ، وعدم القدرة على استثمار اللاعبين الموهوبين بالشكل الصحيح اذا وجدوا، فتطوير الجانب البدني والتقني والتكتيكي للاعبين الموهوبين مسئولية معقدة بحاجة الى امكانيات مادية من مرافق وادوات وخطط زمنية وكوادر تدريبية ... الخ. قلة عدد الساعات التدريبية (الجرعات التدريبية) التي يحصل عليها اللاعب الفلسطيني حوالي ( 380 ساعة تدريبية سنويا) كحد اعلى وهذا غير كافي لتغطية ادنى الجوانب الفنية للعبة ، بينما يحصل اللاعب العربي على حوالي (1000 ساعة تدريبية سنويا). هجرة العديد من اللاعبين المميزين خارج الوطن وابتعاد البعض عن ممارسة لعبة كرة السلة بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة وعدم وجود الحوافز والدوافع لممارسة اللعبة، وهذا يظهر جليا في منطقة نابلس. عدم قدرة بعض الاندية على الوفاء بالتزاماتها المادية بسبب عدم تأمين الدعم المادي من الجهات المعنية والمؤسسات والشركات المحلية كما كان الحال قبل الانتفاضة، خاصة في منطقة نابلس. العدد الهائل للاندية المسجلة في سجلات اتحاد كرة السلة ادى الى تشتت الجهود وتبعثر اللاعبين في الاندية ما اثر على المستوى العام لهذه الاندية. ضعف الاهتمام المدرسي بلعبة كرة السلة. عدم تأمين البنية التحتية اللازمة مثل المنشآت الرياضية والدعم المالي الكافي للأندية لمساعدتها في ترتيب اوضاعها من قبل الجهات المعنية، خاصة في منطقة نابلس. عدم وجود نظام ثابت للبطولات المختلفة للفئات العمرية وللمصنفين ما ادى الى الارباك الواضح للاندية وعدم وضوح الرؤية المستقبلية. غياب المشاركات عن البطولات والتصفيات العربية والاسيوية للناشئين والشباب والتي تعتبر فرصة كبيرة للاحتكاك باللاعبين الاخرين من الدول العربية والاسيوية، بسبب عدم القدرة على تأهيل منتخب للناشئين والشباب على مدى اعوام . الحلول المقترحة . وضع استراتيجية جديدة متكاملة من قبل الاتحاد بالتنسيق والتعاون مع الاندية الممارسة للعبة، (وضع نظام بطولات ثابت لجميع الفئات، وضع الاسس السليمة لتكوين المنتخبات المختلفة لجميع الفئات، دراسة المشاركات الخارجية، صياغة جديدة لشئون اللاعبين من قيد وتحرير وانتقالات، تقليص عدد الاندية المسجلة في سجلات الاتحاد بناء على اسس وشروط معينة وشطب الاندية غير الممارسة للعبة كرة السلة. . اعداد المنشآت الرياضية اللازمة وتزويدها بالادوات والاجهزة اللازمة، والعمل على صيانة وتأهيل المنشآت المتوفرة. . تخصيص دعم مالي سنوي للاندية بحيث توزع هذه المخصصات وفق اسس عادلة. . انشاء اكاديمية او مراكز لاعداد المدربين، الحكام والاداريين بالتعاون مع الجهات المعنية وفق منهجية علمية وتأمين الكفاءات الفنية اللازمة لها. . تنظيم دورات مستمرة للمدربين والحكام وارسالهم لدورات خارجية لرفع مستواهم. . انشاء مدرسة دائمة بكرة السلة لفئة الصغار والشباب مزودة بكل ما يلزم من أدوات وغرفة لياقة بدنية..الخ. . الاحتكاك الخارجي المباشر للاعب الفلسطيني باللاعب العربي والاسيوي من خلال زيادة عدد المباريات وخاصة الناشئين والشباب. . اعداد الكوادر الادارية والفنية بالتعاون مع الاندية والجهات والمؤسسات المعنية بذلك. . التركيز على تنظيم البطولات المدرسية للمراحل الاساسية والثانوية ما يساعد على تنشئة اللاعب وتلقينه اساسيات اللعبة. |