|
الحديث ذو شجون ***درويش خيمتنا ! بقلم :فايز نصار
نشر بتاريخ: 03/09/2008 ( آخر تحديث: 03/09/2008 الساعة: 16:32 )
بيت لحم - معا - جدل كبير يسود الأوساط الرياضية ، منذ إطلاق اسم الشاعر الراحل محمود درويش على بطولة الدوري التصنيفي في الضفة الغربية ، ورغم أن الشارع الرياضي يكاد يجمع على تثمين الفكرة ، باعتبارها ترسخ لتقاليد رياضية ، يميزها الوفاء لكل من خدم هذا الوطن ، إلا أن البعض يختلفون مع هذه التسمية ، لا رفضا لتكريم المبدع الكبير ، بل لان بطولة الدوري كان ينبغي ان يطلق عليها اسم واحد ممن قضوا العمر كدا في الملاعب ، وأن يكرم الراحل درويش بفعاليات ثقافية وأدبية ، وبإطلاق اسمه على المرافق الثقافية !
ورغم ذلك نعتقد أن التكريم بحد ذاته سنة حميدة لمن اتخذ القرار، وله أجرها واجر من عمل بها إلى يوم القيامة ، والأمل في أن تكون المباريات كتابا مفتوحا ، يتعرف من خلاله رواد الملاعب على تراث درويش ، ويسيرون على نهجه الغاضب ، ونضاله الذي لم تلن قناته في مواجهة المحتلين ، منذ تنفس اكسجينه الأول في قريته العكاوية البروة ، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة في المشفى الأمريكي . سنة حميدة أن نطلق أسماء مبدعينا على الفعاليات الرياضية ، وان تحمل أسماءهم مرافقنا الرياضية ، وأن تكون أنشطتنا ديوان وفاء للمجتهدين . أذكر أنني كتبت قبل 27 سنة في هذا الموضوع ، وقلت يومها : إن كل رياضي فلسطيني أفنى عمره وفاء للوطن ، وقضى حياته في مجال الإبداع الرياضي ، يجب أن يكرم ، وطالبت يومها بان يطلق اسم أديب الدسوقي على قاعة رياضية ، واسم جبرا الزقا على استاد رياضي ، واسم ظريف شبانة على بطولة رياضية .. وهكذا . لم لا تنفذ الفكرة ، ونطلق أسماء مبدعينا الرياضيين على مختلف المرافق الرياضية ؟ ولم لا تبادر الوزارة القيمة عل الأمر إلى تحريك الخلايا النائمة في أروقتها ، وتكلف العاملين الذين لا يعملون بإحصاء الكفاءات الرياضية ممن لقوا ربهم راضين مرضيين ، ويتم بعد ذلك توزيع أسمائهم على القاعات والملاعب التي ستشيد ؟ معروف أن الأمم تكرم مبدعيها على العطاءات الرياضية بالمكارم المالية ، وبالسيارات الفارعة ، والشقق السكنية ، ولكن التكريم الأفضل يكون بإطلاق أسماء المبدعين على المواقع الرياضية ، تخليدا لمن أفنوا شبابهم في خدمة الحركة الرياضية ، من اللاعبين والمدربين والإداريين ، كما فعل الريال الكبير ، الذي يطلق اسم رئيسه المبدع سنتياغو برنابيو على ملعب النادي الكبير . أما في العالم العربي ، حيث تقتصر المكارم على ممثلي الشأن السياسي ، فترى القائمين يقصرون تسمية المتعلقات الرياضية على الأمراء والشيوخ ، ولم أسمع بمنشأة رياضية هناك تسمى باسم بطل أو نجم معروف ! فلسطين التي نحب تأمرنا بان نؤدي الأمانة إلى أهلها بإطلاق اسماء مبدعينا على الملاعب والمنشآت والبطولات ، حتى ترضى العزيزة فلسطين عنا ، وحتى نلقى الله راضين مرضيين... وما تسمية الدوري باسم الكبير محمود درويش إلا الخطوة الأولى قي مسيرة الألف ميل ، ولكن على الجميع احترام المثل ، التي عاش درويش ومات من أجلها ! والحديث ذو شجون [email protected] |