وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

رئيس الاركان الاسرائيلي السابق يدعو لاعتماد استراتيجية جديدة للصراع الفلسطيني-الاسرائيلي

نشر بتاريخ: 03/09/2008 ( آخر تحديث: 03/09/2008 الساعة: 17:35 )
بيت لحم - معا - طرح موشيه يعلون رئيس الاركان الاسرائيلي السابق والذي يعمل الان في معهد الدراسات الاستراتيجية في مركز السلام تصورا جديدا لحل الصراع في المنطقة يقوم على تغيير النظرة السابقة القائمة على حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي الذي يساهم في حل بقية المشاكل في منطقة الشرق الاوسط .

وقال يعلون في مقال نشرته العديد من المواقع العبرية اليوم تحت عنون " استراتيجية جديدة للصراع الاسرائيلي الفلسطيني " ان الصراع الاساسي في الشرق الاوسط ليس صراعا اقليميا يتمحور حول الحدود وانما هو صراع ايديولوجي يتمحور حول الجهاديين الاسلاميين والاستقلالية الغربية ما يجعل اي تسوية اقليمية او تحسين الوضع الاقتصادي لا يشكلان مفتاحا لحل الصراع لذلك يجب تغيير استراتيجية التنازلات والطلب من الفلسطينيين اثبات قدرتهم على اقامة سلطة مناسبة ومنطقية ".

واضاف يعلون: "ان الفكرة السائدة لدى الجمهور الاسرائيلي مبنيه على فرضية ان حل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني سيساعد على حل بقية الازمات والقضايا وشكلت هذه الفكرة منذ مؤتمر انابوليس سياسة الادارة الامريكية ".

واوضح يعلون ان الرغبة في حل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني كبيرة جدا وهي لمصلحة الاسرائيليين والفلسطينيين وبقية شعوب المنطقة ومع ذلك فأن هذا الصراع لا يشكل مركز المشاكل التي يواجهها الشرق الاوسط كون مصدر التوتر في المنطقة في الفترة الحالية ليس مرتبطا بصراعات محلية وانما بقضايا غير مرتبطة مباشرة بالصراع مثل الجهاد الاسلامي الشامل ضد الغرب والتوتر القائم بين السنة والشيعة والتنافس العربي الفارسي على اسباب القوة والتأثير .

"التسوية الاقليمية ليست الحل" :

تحت هذا العنوان الجانبي قال يعلون بانه "لو كان الحل الاقليمي داخل ارض اسرائيل السيادية ينهي الصراع ويحل القضية لتحقق مثل هذا الحل منذ فترة طويلة ولكن منذ فجر الصهيونية وحتى يومنا هذا رفضت القيادة الفلسطينية وحتى ردت بالعنف على كل خطة تقسيم طرحت عليها". على حدقوله.

وتابع يقول :ان" الاحتلال لايف" في قلب الصراع الفلسطيني الاسرائيلي مثلما يتردد في الحوار الغربي ولكن الاحتلال بمفهومه الفلسطيني هو اصرار القيادة الفلسطينية على رفض الاعتراف بحق اسرائيل بالوجود كدولة يهودية مستقلة .

وفي فترات متقاربة يظهر الادعاء باستعداد الفلسطينيين لاقامة دولة تعيش بسلام الى جانب اسرائيل وعلى من يتمسك بهذه المقوله ان يفسر ويجيب على هذا السؤال : لماذا لم تتخذ القيادة الفلسطينية منذ اتفاقيات اوسلو1994 وحتى اليوم الخطوات المبدئية لاقامة هذه الدولةرغم التأييد الدولي الواسع وغير المسبوق ؟

ويتابع" ان حقائق الواقع تظهر ان الفلسطينيين يتحركون وفقا لارادة ورغبة اخرى غير اقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة والتطور وفشلوا في اقامة المؤسسات السياسية الشرعيه وهدموا بايديهم المجتمع المدني الصغير الذي كان لهم وهذا الفشل لم يكن امرا قدريا لا راد له وانما نبع مباشرة من قرار ياسر عرفات المعروف والمسبق باقامة مجتمع مبني على منطق العصابات ." على حد قول الكاتب.

واضاف يعلون" انه رغم حلول ابو مازن مكان ياسر عرفات فان القيادة الفلسطينية تواصل التهرب من تحمل المسؤولية وهناك ساسة غربيون واسرائيليون يؤمنون بان محمود عباس هو البديل الوحيد لحماس المتطرفه وبناء على ذلك يدعون بانه من الواجب دعم عباس اقتصاديا وعسكريا وهذه النظرية ستنهار مستقبلا كون المشكلة لا تكمن بقدرات عباس العملية ولكن بعدم رغبته وغياب تصميمه على اقامة دولة مسؤولة وقابلة للحياة والسيطرة عليها" .

وتطرق يعلون لوجهة نظر اخرى وصفها بالخاطئة تتعلق بنظرية تحسين الوضع الاقتصادي وقال: " هناك وجه نظر خاطئة اخرى تتعلق بالصراع الاسرائيلي الفلسطيني مرتبطة بالوضع الاقتصادي وتدعي بان مفتاح حل الصراع هو اقتصادي وان اقتصادا فلسطينيا موطرا وجيدا سيحيد المشاعر القومية المتطرفه وكذلك التطرف الديني علما بان التأطر الاقتصادي طالما كان جزءا من استراتيجية تحقيق السلام لا يمكن فرضه على الفلسطينيين المشغولين حاليا بأمور اخرى مختلفه تماما عن هذا السياق وان مساعدة الفلسطينيين لا وجد لها فرصه من النجاح طالما لم ترتبط بالاصلاحات وطالما بقيت تطلعات الفلسطينيين القومية والدينية تحركها الجهات المتطرفه لذلك لا يمكن الانتظار منهم بان يتحولوا الى شركاء كاملين في بناء الاقتصاد الفلسطيني .

وخلص يعلون" الى ان الصراع الاساسي في منطقة الشرق الاوسط ليس صراعا اقليميا وانما هو صراع ايديولوجي يتمحور حول الفكر الجهادي الاسلامي وهناك استحالة في اخضاع اي ايديولوجيا وبالتاكيد لا يمكن اخضاع الايديولوجيا الاسلامية المتطرفه عن طريق التنازلات التي تشجع الجهاديين اكثر واكثر" .

واختتم قائلا"يجب ان نغير سياسة التنازلات واستبدالها باستراتيجية شاملة يكون اول خطوطها الزام الفلسطينيين ان يقدموا الدليل على رغبتهم وقدرتهم على السيطرة على الدولة".