وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

لليوم السادس على التوالي: القطاع الصحي في غزة يضرب عن العمل

نشر بتاريخ: 04/09/2008 ( آخر تحديث: 04/09/2008 الساعة: 10:08 )
غزة - معا - لليوم السادس على التوالي، يضرب القطاع الصحي في قطاع غزة، حيث يدور الصراع بين الطبيب وشعوره الإنساني ويمينه الذي اقسمه للحفاظ على أرواح البشر وتقديم افضل ما لديه لتطبيب جراحهم.

والصراع الداخلي في نفس الأطباء والممرضين يواكبه صراع خارجي بين شطري الوطن وعنوانه:" تلتزم بالدوام يفصل راتبك وتفقد مدخراتك وتعيش عالة على المجتمع" وعنوان آخر:" تلتزم بالإضراب تلاحق نفسياً ومجتمعياً وحكومياً بغزة وتمنع من العمل الخاص".

أما الضحية الأكثر بروزاً في هذه الحالة فهو المواطن الغزي الذي أدخل إلى صراع وانقسامات انشطارية كبيرة تبعت الانقسام السياسي، وصلت شظايا ذاك الانقسام إلى الرواتب والمحاكم والمدارس والمشافي والشوارع والأفراح والنشيد الثوري.

العاملون في قطاع الوظيفة العمومية أعلنوا، السبت الموافق 30/8/2008، تنفيذ الإضراب الشامل في كافة المرافق الحكومية في قطاع غزة، وذلك إثر دعوة أصدرتها نقابة العاملين في الوظيفة العمومية في فلسطين، وقد انضم الآلاف من موظفي القطاع الحكومي في قطاع غزة إلى الإضراب الشامل، بعد أن كان موظفو قطاع التعليم الحكومي قد بدأوا إضراباً مفتوحاً عن العمل في بداية الأسبوع الماضي، وذلك بدعوة من الاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين.

وحسب المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان فإن ذلك تزامن مع دعم الحكومة في رام الله للاضراب وتهديدها باتخاذ إجراءات عقابية لمن لا يلتزم به، بما في ذلك الفصل من الخدمة وقطع الرواتب، وفي المقابل أعلنت الحكومة المقالة في غزة عن إجراءات، شملت الملاحقة والمتابعة الأمنية للعشرات من موظفي التعليم الحكومي، وهددت بفصل من يلتزم بالإضراب واتهمته بتدمير المسيرة التعليمية.


وزارة الصحة بالحكومة المقالة بدورها، اعتبرت الإضراب غير مهني ولا نقابي وأنه مسيساً محملة الأطباء المضربين المسئولية عن حياة آلاف المرضى ومنوهة إلى أن الإضراب هو مشاركة بالحصار المفروض على غزة منذ عامين.

آخر الأنباء -والتي اكدتها وزارة الصحة المقالة- أفادت أن مواطناً سقط عن دراجته النارية في أحد محافظات غزة وكانت جراحه خطيرة توفي على إثرها لأنه لم يجد طبيباً مداوياً وهو ما يخشاه المواطن بالقطاع وسط مطالبات شعبية وفصائلية ورسمية بتجنيب القطاعات العمومية كالتعليم والصحة التجاذبات السياسية.

المتحدث باسم وزارة الصحة في الحكومة المقالة، خالد راضي أكد أن الحكومة المقالة عرضت على الأطباء والممرضين صرف رواتبهم ومستحقاتهم إذا ما تم فصلها من رام الله، مؤكدا على أن نسبة منهم استجابت لهذا الأمر وانه بالفعل تم قطع رواتبهم من قبل السلطة بالضفة وان عددا لا زال ملتزماً بالاضراب، على حد تعبيره.

وقال راضي لـ"معا" :" يمكننا القول أنه تم السيطرة على بعض المناطق التي تغيب عنها الأطباء" معتبرا انه "عيب" مساومة الطبيب على راتبه ومستحقاته معتبرا انه:" اليوم اطلقت رصاصة اسرائيلية ولكن ببندقية فلسطينية والاضراب هو حلقة من حلقات الحصار".

وبادرت الصحة المقالة لاتخذ خطوات للتغلب على حالة الإضراب لديها فعملت على استقدام اطباء جدد ممن اجتازوا امتحانات التوظيف، عدا عن معاقبتها للمستنكفين ومنعهم من قبل وزير الصحة بالحكومة المقالة د. باسم نعيم من مزاولة مهنتهم بالقطاع الخاص وملاحقتهم.

المركز الفلسطيني لحقوق الانسان اعتبر الاضراب مسيساً ولا يخدم أي مطالبات مهنية أو نقابية مستنكراً بشدة ربطه بالراتب وقطع الراتب عمن يلتزم بالدوام.

وبين اضراب التعليم والصحة وسبقها المحاكم واستنكاف الموظفين بالوظيفة العمومية عن عملهم منذ الرابع عشر من حزيران الماضي فإن قطاع غزة يدخل مرحلة جديدة وحرجة من تبعات الانقسام السياسي.