|
الرئيس عباس من ايطاليا: مستمرون في المفاوضات حتى نحقق لشعبنا أهدافه في السلام العادل والدائم
نشر بتاريخ: 05/09/2008 ( آخر تحديث: 05/09/2008 الساعة: 14:54 )
بيت لحم - معا - قال الرئيس محمود عباس، إن قطع المساعدات واستمرار العقوبات الجماعية على قطاع غزة سيؤدي إلى كارثة إنسانية تطال قطاعات الشعب الفلسطيني كافة.
وأضاف في كلمة ألقاها في منتدى الاقتصاد والسياسة العالمي السنوي الرابع والثلاثين في مدينة تشرنوبيو في إيطاليا، اليوم الجمعة، كما نشرت وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، أن التوازن مطلوب في استمرار المساعدات الدولية لشعبنا، وفي نفس الوقت استمرار العمل لإنهاء الانقلاب وتشكيل حكومة توافق وطني تمهيدا لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية جديدة. وأكد الرئيس أن غزة جزء لا يتجزأ من الوطن ومواطنينا هناك هم أهلنا الذين نشاركهم آلامهم من الوضع "الشاذ" الذي يعيشون تحت وطأته، ملتزمين بمسؤوليتنا تجاههم من تأمين الميزانيات وتوفير الرواتب. وأضاف: 'في الوقت الذي نبذل فيه أقصى جهودنا لإنهاء حالة الانقلاب والانقسام وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة، فإننا مستمرون في المفاوضات حتى نحقق لشعبنا أهدافه في السلام العادل والدائم، على أساس حل الدولتين'، مشيرا إلى أن المفاوضات السياسية مع الحكومة الإسرائيلية هي من اختصاص وولاية منظمة التحرير الفلسطينية، وأنه كرئيس للجنة التنفيذية للمنظمة فإنه ملتزم بعرض نتائج ما سوف يتم توصل إليه على الاستفتاء الشعبي. وقال الرئيس إن الحكومة الفلسطينية هي حكومته، وتعمل وفقاً لبرنامجه، في مجال التطوير الاقتصادي وبناء المؤسسات، وتكريس أسس وركائز الشفافية والمراقبة والمحاسبة، وخلق الأجواء المناسبة والملائمة للاستثمار. ودعا الرئيس رجال الأعمال والشركات، للعمل في فلسطين والبناء على ما تم إنجازه في مؤتمر بيت لحم، لما لذلك من مردود اقتصادي وإسهام في صنع السلام في الأرض المقدسة. وقال: 'آن الأوان لوضع نهاية للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، والعربي- الإسرائيلي، حتى يتحول الشرق الأوسط، الجار الأقرب لأوروبا، إلى منطقة أمن وسلام وازدهار واستثمار، تتحقق فيه وتترسخ قيم التسامح والحرية واحترام حقوق الإنسان، مؤكدا أن المدخل الحقيقي لذلك، يتمثل بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي ونيل الشعب الفلسطيني حريته وإقامة دولته إلى جانب دولة إسرائيل. وفيما يلي النص الكامل لكلمة الرئيس: السيد الرئيس الحضور الكرام، رؤساء، ووزراء وقادة فكر ورجال أعمال أشكركم على دعوتكم الكريمة، ويشرفني أن أتحدث أمامكم اليوم في هذا المنتدى العريق وفي هذه المنطقة الجميلة من ايطاليا الصديقة التي أحيي شعبها وحكومتها، كما أحيي القائمين على هذا المركز الذين جعلوا من لقاءاته السنوية في 'شير نوبيو' حدثا عالميا تسهم نتائج الحوار فيه ايجابيا على الأمن والسلام والاستقرار في العالم. أدرك ما يدور في أذهانكم من تساؤلات حول واقع الحالة الفلسطينية وفرص إحلال السلام ومتطلباته بيننا وبين جيراننا الإسرائيليين باعتباره المدخل لحل بقية الصراعات في الشرق الأوسط. أقول لقد خضت الانتخابات لرئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية بموجب برنامج يقوم على مبدأ حل الدولتين فلسطين وإسرائيل وإن دولة فلسطين ستقوم على الأراضي التي احتلت في العام 1967، أي الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة، وأكدت في ذلك الوقت على نبذنا للعنف وتكريس مبدأ السلطة الواحدة والسلاح الشرعي الواحد وسيادة القانون والسعي لحل الصراع مع إسرائيل عبر الطرق السلمية ومن خلال مفاوضات تقود إلى تنفيذ خارطة الطريق ككل لا يتجزأ. وحرصت على إجراء انتخابات تشريعية عام 2006 تمت وفقاً لأدق المعايير شفافية وحرية، وقد فازت حركة 'حماس' في ذلك الوقت بأغلبية في هذه الانتخابات، فكلفت ممثل هذه الأغلبية بتشكيل الحكومة، وأكدت له أن البرنامج السياسي يجب أن يقوم على مبدأ حل الدولتين، وقبول خارطة الطريق ونبذ العنف والانخراط في عملية السلام، وذلك حسب القانون الأساسي الفلسطيني فالحكومة حكومتي تساعدني في أداء مهامي وممارسة سلطاتي، ولكن حركة حماس لم تلتزم بكل ذلك حتى بعد اتفاق مكة وتشكيل حكومة وحدة وطنية فقامت بانقلاب عسكري في قطاع غزة، ولربما كانت نتائجه على القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني تعتبر الأسوأ منذ عام 1967. لقد حاولنا وسوف نستمر ببذل كل جهد ممكن بالتعاون مع الأشقاء العرب وبخاصة الأشقاء في جمهورية مصر العربية الذين يقومون بجهود كبيرة في هذه الأيام لإنهاء حالة الانقلاب ورأب الصدع، على أساس المبادرة اليمنية التي اعتمدت في القمة العربية في دمشق. وفي نفس الوقت فإنني أرى أن قطع المساعدات والعقوبات الجماعية على مليون ونصف المليون إنسان يعيشون في قطاع غزة سيؤدي إلى كارثة إنسانية تطال قطاعات الشعب الفلسطيني كافة، فالتوازن مطلوب باستمرار المساعدات الدولية لشعبنا وفي نفس الوقت استمرار العمل لإنهاء الانقلاب وتشكيل حكومة توافق وطني تمهيداً لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة. السيد الرئيس الحضور الكرام أما على صعيد العملية السياسية، فلقد دعوت الحكومة الإسرائيلية أكثر من مرة إلى الابتعاد عن نهج الإجراءات أحادية الجانب وبناء الجدران والمستوطنات والاقتحامات والاغتيالات والاعتقالات والحصار والإغلاق وفرض الحقائق على الأرض، خاصة فيما يتعلق بمدينة القدس، فهذه السياسات والممارسات أدت خلال العقود الماضية إلى توسيع دائرة العنف والفوضى والتطرف وإراقة الدماء. وخلال العام الحالي وبعد مؤتمر أنابولس أجرينا سلسلة لقاءات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت، والآن تقوم فرقنا التفاوضية على مختلف المستويات ببذل الجهود لحل قضايا الوضع النهائي وهي القدس، الحدود، المستوطنات، اللاجئين، المياه، الأمن، والأسرى، والتوصل إلى اتفاق سلام شامل ودائم، يؤدي إلى إقامة دولة فلسطين المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية، استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية وخارطة الطريق. وقد يتبادر لذهن البعض، حول إمكانية استمرار المفاوضات في ظل الانقسام والانقلاب في قطاع غزة؟ والإجابة على ذلك أن غزة جزء لا يتجزأ من الوطن ومواطنينا هناك هم أهلنا الذين نشاركهم آلامهم من الوضع الشاذ الذي يعيشون تحت وطأته، ملتزمين في نفس الوقت بمسؤوليتنا تجاههم من تأمين الميزانيات وتوفير الرواتب. كذلك في الوقت الذي نبذل فيه أقصى جهودنا لإنهاء حالة الانقلاب والانقسام وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية جديدة، فإننا مستمرون في المفاوضات حتى نحقق لشعبنا أهدافه في السلام العادل والدائم، على أساس حل الدولتين. وأود الإشارة هنا إلى أن المفاوضات السياسية مع الحكومة الإسرائيلية هي من اختصاص وولاية منظمة التحرير الفلسطينية، وكرئيس للجنة التنفيذية للمنظمة فإنني ملتزم بعرض نتائج ما سوف نتوصل إليه على الاستفتاء الشعبي، ليقول الشعب كلمته لأن تحقيق السلام لا يحتاج فقط لتوقيع القادة وإنما إلى موافقة الشعب أيضا. السيد الرئيس إن الحكومة الفلسطينية تعمل في تطبيق برنامجي في مجال التطوير الاقتصادي وبناء المؤسسات، وتكريس أسس وركائز الشفافية والمراقبة والمحاسبة، وخلق الأجواء المناسبة والملائمة للاستثمار، ومن على هذا المنبر أتوجه بدعوة رجال الأعمال والشركات، للعمل في فلسطين والبناء على ما تم إنجازه في مؤتمر بيت لحم الذي عقد قبل عدة أشهر، ولما لذلك من مردود اقتصادي وإسهام في صنع السلام في الأرض المقدسة. لقد آن الأوان لوضع نهاية للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، والعربي- الإسرائيلي، حتى يتحول الشرق الأوسط، الجار الأقرب لأوروبا، إلى منطقة أمن وسلام وازدهار واستثمار، تتحقق فيه وتترسخ قيم التسامح والحرية واحترام حقوق الإنسان، وكما يعلم الجميع فإن المدخل الحقيقي لذلك، يتمثل بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي ونيل الشعب الفلسطيني حريته وإقامة دولته إلى جانب دولة إسرائيل، تعيش الدولتان جنبا إلى جنب بأمن وسلام وحسن الجوار. أشكركم على إصغائكم وأتمنى النجاح لأعمال لقائكم هذا، والتوفيق للسيد الرئيس ولكل العاملين هنا. وقد غادر الرئيس ايطاليا بعد ظهر اليوم الجمعة، متوجها الى القاهرة ومن المقرر ان يلتقي الرئيس المصري حسني مبارك يوم غد السبت. |