|
في أول أسبوع من رمضان... أزمة "فكة" في غزة
نشر بتاريخ: 06/09/2008 ( آخر تحديث: 06/09/2008 الساعة: 14:21 )
غزة- معا- مع نهاية أول أسبوع في رمضان, تفيق غزة على أزمة جديدة من جملة الأزمات المتتالية التي تمر عليها, فهذه المرة تمر غزة بنقص حاد في العملة ذات الفئة الصغيرة "الفكة".
معاناة كبيرة كابدها عصام عندما لم يجد في جيبه إلا 100 شيكل وهو متجه إلى الجامعة, حينها ركب السيارة وناول السائق الورقة فردها إليه السائق بقوله "والله ما في فكة" ,فما كان من عصام وهو طالب في كلية تكنولوجيا المعلومات في الجامعة الإسلامية بغزة إلا أن طلب من السائق النزول عند محل تجاري ليفكها وكانت المفاجأة انه بعدما مر على أكثر من خمسة محلات تجارية كان الكل يقول يهز برأسه يمنة ويسرى ويقول: "ما فش فكة". هذه الرواية سردها عصام لـ "معا" شاكياً أزمة "الفكة" بما يظهر مدى الحالة التي وصلت لها السوق التجارية في غزة. وعن أسباب هذه الأزمة قال عصام: "أعتقد أن هذه الأزمة أولاً بسبب الاحتلال الذي يمنع دخول الأموال إلى غزة, وثانياً إلى التخزين العملة من قبل التجار الكبار بمناسبة قدوم شهر رمضان والذي يليه العيد مباشرة وثالثاً تصادف الرواتب مع بداية هذا الموسم". إيماءات وجه عصام لم تكن مختلفة عن نظرات "أبو العبد" الذي قال: "دخت السبع دوخات لحتى فكيت 200 شيكل لنصفين". "أبو العبد" أرجع هذه الأزمة إلى التجار الكبار قائلا: "كل التجار الكبار وأصحاب المحلات بتسحب الفكة من السوق وبتخزنها علشان تفتك فيها في العيد وقبله لانوا موسم بيع كبير والمواطن العادي والغلبان بيدوخ لمن يلاقي حد يرضى يفك اللي معه". أوراق نقدية مهترئة ويلاحظ المواطن في غزة انتشار الأوراق النقدية المهترئة في الأسواق ففي السابق كانت النادرة أن ترى مثل هذه الأوراق المتهرئة وخاصة من فئة 20 شيكل حيث في مثل هذه الأوقات كانت الأوراق النقدية تملأ السوق في القطاع. ورغم هذا يضطر المواطن في غزة إلى التعامل مع مثل هذه النقود خلافاً لما كان عليه في السابق رافضاً لها. استغلال المواطن في غزة يشتكي من الاستغلال الناتج عن نقص "الفكة" حيث يستغلها بعض التجار والسائقين "فيأكلوا عليه الباقي إن كان المبلغ صغيراً". الطالبة إيمان قالت: "في ظل هذه الأزمة معاناتي أني عندما أريد أن أفك هذه العملة اشتري أشياء غير مهمة وضرورية, لان التاجر لا يقبل أن يفك هذه العملة إذا لم اشتر من عنده". واتهمت إيمان بعض التجار بالاستغلال قائلة: "إن أسلوب تعامل التجار غير منطقي ولا يجوز لهم العمل وأنا كطالبة جامعية غير مستعدة لان أضيع مصروفي على أشياء غير مهمة ولا تلزمني". وسؤال يطرح نفسه في هذه المرة إلى هل ستخرج غزة من أزمة "الفكة" لتنتقل إلى أخرى أم أن طريق الأزمات يليه الفرج؟!. |