|
الصين تفتتح اولمبياد بكين للمعاقين باحتفال للحياة والانسانية
نشر بتاريخ: 07/09/2008 ( آخر تحديث: 07/09/2008 الساعة: 15:38 )
بكين - معا - وكالات - باحتفال عاطفى بهيج اكد على قيمة الحياة وكرامتها وحلمها، افتتحت اولمبياد بكين 2008 للمعاقين فى العاصمة الصينية ليل السبت، لتجمع العالم فى حلم واحد مشترك يجسد "التفوق والتكامل والمساواة" للمعاقين.
وبأمر اعطاه رئيس اللجنة الاولمبية الدولية للمعاقين باللغة الصينية "قى جيو قى وى (استعد)، يو بى (انطلق)"، صفق قرابة مائة الف متفرج فى الاستاد الوطنى، او عش الطائر، فى شمالى بكين، بشكل متزامن لاعطاء اشارة "بدء" مدوية لهذا الحدث الرياضى العالمى لنخبة رياضيى العالم المعاقين. وسار عدد قياسى من الرياضيين يزيد على 4000 رياضى من 148 دولة ومنطقة، وهو عشرة اضعاف عدد المشاركين فى اول دورة اولمبية للمعاقين فى روما عام 1960، فى الاستاد الوطنى وسط تحيات مدوية من المدرجات، قبل ان يعلن الرئيس الصينى هو جين تاو افتتاح الاولمبياد فى الساعة 37 :22 بتوقيت بكين. وقال فيليب كرافن فى خطابه خلال مراسم الافتتاح "سيشارك فى هذه الالعاب عدد اكبر من الرياضيين وعدد اكبر من الدول المتنافسة فى عدد اكبر على الاطلاق من الرياضات"، واصفا تلك المؤشرات بأنها "علامات هامة فى تاريخ اولمبياد المعاقين." ووصل العرض الذى استمر على مدار ثلاث ساعات الى ذروته عندما قام هوه بين، بطل الوثب الثلاثى الاولمبى والذى له ساق واحدة، باشعال الشعلة الاولمبية فوق قمة عش الطائر. وجرى تتابع شعلة اولمبياد المعاقين، التى توقفت اولا يوم 28 اغسطس فى معبد السماء فى جنوب بكين والذى يعود عمره الى 600 سنة، عبر 11 مدينة صينية، شملت عواصم قديمة مثل شيان و لويانغ ومدنا حديثة مثل شانغهاى وشنتشن، فى تسع ايام لتقطع مسافة 13181 كيلومترا وشارك فى التتابع 850 حاملا للشعلة. وقبيل اشعال الشعلة دخل علم اللجنة الاولمبية الدولية للمعاقين، الذى يحمل شعار اللجنة ذا المنحنيات الحمراء والزرقاء والخضراء - وهو تصميم جديد تم تبنيه فى عام 2003 ويستخدم للمرة الاولى فى اولمبياد المعاقين، الى الاستاد الوطنى وتم رفعه بعد العلم الوطنى الصينى. ونيابة عن جميع الرياضيين والمسؤولين، قامت اللاعبة الصينية وو تشون مياو وحكم كرة الهدف للمكفوفين هاو قوه هوا، بحمل طرف علم اللجنة الاولمبية للمعاقين وأداء القسم، متعهدين بجعل منافسات الالعاب الاولمبية عادلة ونظيفة. ودخل الرياضيون المعاقون، العديد منهم على كراسى متحركة او على ركائز واخرون يسيرون جنبا الى جنب لمساندة بعضهم، الى الاستاد بعد دقائق من بدء مراسم الافتتاح فى الساعة 20:00 بتوقيت بكين. ووجهت لافتات صنعت من الريش، رمز الحياة والتحليق الحر، الوفود لدى دخولهم مضمار عش الطائر. وكما هو متبع، فقد دخل وفد الدولة المضيفة فى النهاية. ونظرا لتفوقها فى عدد الميداليات الذهبية وفى العدد الاجمالى للميداليات فى اولمبياد اثينا 2004 للمعاقين باجمالى 36 ذهبية و46 فضية و 32 برونزية، تشارك الصين بأكبر وفد لها يصل الى 547 فردا و 332 رياضيا فى هذه الالعاب. وقام وانغ شياو فو، وهو سباح مبتور الاطراف فاز بثلاث ميداليات ذهبية بثلاث ارقام قياسية فى اولمبياد اثينا للمعاقين وسيشارك فى سبع مسابقات هذه المرة، بحمل العلم الوطنى وتقدم الفريق. وبينما يتشوق الرياضيون الصينيون المعاقون، الذين سيشاركون فى جميع الرياضات الـ20 وفى 295 مسابقة من اجمالى 472 مسابقة فى هذه الالعاب، الى المشاركة فى الالعاب على ارض وطنهم وتكرار مجدهم السابق قبل اربعة اعوام، الا انهم سيواجهون منافسة قوية من قوى تقليدية فى العاب المعاقين مثل بريطانيا وكندا والولايات المتحدة واستراليا. وخلال مسيرة الوفود التى استمرت 1.5 ساعة، حظى الرياضيون المعاقون بتشجيع وتحية متواصلين من قبل المتفرجين المتحمسين الذين كان بينهم كبار قادة الصين ومجموعة من القادة الاجانب والشخصيات الدولية، بينهم الرئيس الالمانى هورست كولر والرئيس الايرانى محمود احمدى نجاد والرئيس الفخرى للجنة الاولمبية الدولية خوان انطونيو سامارانتش . وخلال جلوسهم على ارضية الاستاد، شارك الرياضيون مع المتفرجين فى الاستمتاع بعرض فنى مدته ساعة بعنوان "التحليق مع الحلم". وقال رئيس لجنة بكين المنظمة للدورة الـ29 للالعاب الاولمبية خلال مراسم الافتتاح "ان اولمبياد بكين للمعاقين احتفال كبير للمعاقين فى جميع انحاء العالم." واضاف "ان اولمبياد المعاقين لا يمكن ان تذكى حب الناس للحياة فحسب، لكنها يمكن ان تلهمهم ايضا توجيه المزيد من التفاهم والاحترام والرعاية للمعاقين، مما يعطى دفعة قوية للروح الانسانية." ومن بين ما يزيد على 600 مليون معاق فى العالم هناك 83 مليون معاق فى الصين. يشار الى انه رغم ان اولمبياد المعاقين والالمبياد العادية تجرى فى نفس المكان فى نفس السنة منذ عام 1960 وتستخدم نفس المواقع فى نفس المدينة منذ سول 1988، الا انها المرة الاولى التى تقوم فيها نفس اللجنة المنظمة بنفس الاشخاص بتولى مهمة الاعداد للدورتين. واوضح ليو "ان استضافة اولمبياد بكين 2008 للمعاقين يظهر ثقة العالم فى الصين. والحكومة الصينية والشعب الصينى يدعمان اولمبياد بكين للمعاقين بحماسة كبيرة"، مضيفا ان لجنة بكين المنظمة للاولمبياد نظمت "دورتين بنفس المستوى الرائع." وخلال الاستعدادات للالعاب الاولمبية على مدار سبع سنوات، تم اقامة عشرات الآلاف من المنشآت الملائمة للمعاقين بما فى ذلك سلالم الصعود للطائرة وطرق المكفوفين وانظمة التوجيه الصوتية والدرابزينات الموجهة، بينما تم تحديث اماكن توقف السيارات والمصاعد والحمامات العامة لتكون مناسبة للمعاقين. ولم يجر هذا التغيير فى مواقع الالعاب فحسب وانما جرى ايضا فى المواقع السياحية مثل سور الصين العظيم والمدينة المحرمة. وقبل اقل من اسبوعين من اختتام اولمبياد بكين للمعاقين فى اغسطس، كان 2444000 متطوع، شارك اكثر من 80 فى المائة منهم فى الاولمبياد، على استعداد لاولمبياد المعاقين. كما اختار مليون متطوع اخرين فى المدينة مواصلة عملهم خلال الاولمبياد العادية بمساعدة المنظمين فى شؤون الامن والنقل والمعلومات وخدمات الاقامة. وبسرعة هائلة وكفاءة عالية تحولت العاصمة الصينية تماما من مدينة مستضيفة للاولمبياد الى مدينة مستضيفة لاولمبياد المعاقين، وغيرت شعارات الالعاب ولافتاتها وتمائمها فى جميع الاماكن. وبينما تحفظ رئيس اللجنة الاولمبية الدولية جاك روغ فى حكمه على اولمبياد بكين حتى الجمل الاخيرة من خطابه فى حفل الختام ووصف اولمبياد بكين بأنها "رائعة بحق"، الا ان نظيره لاولمبياد المعاقين توقع نجاح اولمبياد بكين للمعاقين حتى قبل اشعال الشعلة. وقال رئيس اللجنة الاولمبية الدولية للمعاقين فى خطابه خلال الافتتاح ان اولمبياد بكين كانت "رائعة" وان اولمبياد المعاقين ستكون بالتأكيد "مدهشة". وقال متوجها للصين وللجنة بكين المنظمة للاولمبياد "اود ان اشكركم على هذا العمل العظيم." |