وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

عمالة الأطفال في الأراضي الفلسطينية

نشر بتاريخ: 08/09/2008 ( آخر تحديث: 08/09/2008 الساعة: 16:15 )
بيت لحم- معا- تقرير دينا عياد - تعتبر عمالة الأطفال في الأراضي الفلسطينية ظاهرة برزت في شوارع الضفة الغربية وقطاع غزة قديما وجديدا ، وبرزت لأسباب بديهيه نعيشها بإستمرار في حياتنا اليوميه و دوافعها لا يمكن التغاضي عنها و من أبرزها الفقر و الوضع الإقتصادي الذي يسود أسرع من المتوقع و عامل الإحتلال الذي كان سبباً لتدهور معيشة الكثيرين.

وحسب احصائيات مركز الإحصاء الفلسطيني يوجد مليون و 900ألف في الضفة الغربية و القطاع ومن بينهم حوالي بلغت ما نسبته 4.6% لعام 2007 من إجمالي عدد الأطفال بواقع 6.5% في الضفة و 1.7% في قطاع غزة ، و أكثر من ثلثي هؤلاء الأطفال العاملين حوالي 74.0% يعملون لدى أسرهم دون أجر مقابل 20.9% يعملون بأجر لدى الغير.

تفاقمت هذه الظاهرة في فترة الصيف مع عطلة المدارس وازداد عدد الأطفال العاملين حيث أصبحت الشوارع و الطرق و الأزقة مليئة بهم و بلغت النسبة 6.2%من الأطفال العاملين من بين الأفراد العاملين.

وها نحن نعايش هذه الظاهرة كل يوم و نعي المخاطر التي يواجهها الأطفال من مخاطر جسدية، ونفسيه، و تربويه، وأهمها هي المخاطر الصحيه، فالشوارع مليئة بالامراض والجراثيم.

وكما تقول الباحثة الإجتماعية "ناديه حزبون بركات"أن بالإمكان تسمية هذة الحالة بالمظلة الكبيرة المكونة من الفقر و هو السبب الرئيسي لهذة الظاهرة ،وكما أن النظام العائلي وعدم وجود الوعي الكافي يلعب دوراً كبيراً في حياة الطفل. ومعه أن الدول في الخارج تمنع الأطفال دون السن القانوني من العمل إلا أننا في مجتمعنا لم نستطع تطبيققانون كهذا مع أن عملهم ال ينفع قدر ما يضر.

فقد أشارت دراسات أن 60% من الأطفال العاملين يتعرضون لمخاطر جسدية مثل الإعاقات و المضار الصحية مثلا عند إستخدامهم لمواد كيميائية قاتله كالمبيدات والمواد السامة. وهناك أيضا المخاطرة للتعرض للتحرش الجنسي و خاصة للفتيات اللواتي يعملن في البيوت و لا ننسى الاعتداءات بأنواعها كالضرب أو الشتم أو المعاملة السيئة.

وبناءً على قول "خضر عواد" نائب الشؤون الإجتماعية أنهم عملوا مع الأطفال و ذويهم على عدة مستويات و لم يفلح معهم شىء و عقدوا اجتماعات للأهل و ذهبوا الى بيوتهم دون جدوى حتى أنهم قاموا بالإستعان بالشرطة لاستعمال اسلوب التهديد بالحبس لكنه لم ينجح أيضاً ، غن هذه المؤسسة مسؤولة أيضاً عن دور الرعاية وعندما حاولت أخذ الأطفال لإعطائهم حياةً أفضل لم تقبل الحكومة بذلك ،وقال أننا ما زلنا على أتم إستعداد لتقديم المساعدة لمن يطلبها فهذا جزء من عملنا.

فظاهرة كهذه منتشرة في مجتمعنا تضعف بنيانه و تجعله أكثر تخلفا و ينجرف للأعمال الرخيصة فسيكون ضحية الجيل الصاعد الذي تحطمت أماله و طموحاته بسبب ظروف حياتهم الصعبه آملين أن تحل عليهم ساعة الفرج في يوم ما.