وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الحديث ذو شجون نافذة على إعلامنا الرياضي ! *** بقلم : فايز نصار

نشر بتاريخ: 09/09/2008 ( آخر تحديث: 09/09/2008 الساعة: 14:43 )
بيت لحم - معا - يضرب الإعلام الرياضي الفلسطيني بعمق على صفحات التاريخ الرياضي العربي والآسيوي والدولي ، وسبق الإعلاميون الفلسطينيون في ذلك الأشقاء العرب بعشرات السنين .
ويعكس الإعلام الرياضي - كما نعتقد - الحالة الرياضية سلبا وإيجابا في مختلف البلدان ، وبالتالي لا يستطيع الإعلام الرياضي إلا أن يكون ناضجا وفاهما في الدول التي تسيدت قائمة الأولمبياد ، تماما كما أن هذا الإعلام لا يستطيع أن يكون متقدما في دول تتأخر فيها الرياضة ، بسب الأزمات الداخلية كالصومال أو أفغانستان ، في خضم تطاحن الأخوة الأعداء ، ممن وقعوا في شراك الغريب الأجنبي !
والرياضة الفلسطينية - كما ينبغي أن يعرف الجميع - لم تكن يوما في معزل عن الحدث الرياضي العالمي ، في عشرينات وثلاثينات وأربعينات القرن الماضي ، وكان للكرة الفلسطينية على وجه الخصوص بصمات واضحة في البالماريس الرياضي لمثلث أرنولد توينبي التاريخي ، الذي يشكل مثلثا متعادي الرؤوس لكل الحضارات القديمة بين وادي النيل ، وما بين النهرين ، مرورا ببلاد الشام .
في النصف الأول من القرن الماضي كان شباب العرب الحيفاوي يعزف ألحان النصر ، ويحقق الانتصار على هيبوعيل تل أبيب بالستة ، وعلى المكابي بالعشرة ، ويومها تألق نجم نجوم فلسطين جبرا الزرقا ، الذي سجل أثني عشر هدفا في المباراتين ... ويومها أيضا سافر شباب العرب شمالا إلى لبنان ، وفاز على الحكمة اللبناني بهدفين ، وعلى الراسينغ بخمسة أهداف لهدف .
وفي خضم الكونية الثانية حاول الانجليز رفع معنويات جنودهم ، فجلبوا فريق "الوندررز" الى المنطقة ، وحقق "الوندررز" الذي تشكل من ثلة نجوم الكرة البريطانية انتصارات عريضة ، في مصر والعراق وإيران ، لينهزم في فلسطين أمام المنتخب القومي بأربعة أهداف لهدف ،في مباراة كان عريسها جبرا الزرقا ، الذي أصبح مطلوبا للعب في الارسنال ، والذي جلب المتاعب للقائمين على الوندررز ، الذين طالبوا بإعادة المباراة ، فوافق الفلسطينيون على أن تذاع المباراة على هواء "البي بي سي" فجاء الرفض من المسئولين البريطانيين خشية تكرار الفضيحة !
يومها كان لدينا فرق فلسطينية ، فتحركت الإذاعة الفلسطينية من القدس ونقلت الانتصار على "الوندررز" ونقلت المباريات المختلفة ، ومنها فوز شباب العرب الحيفاوي على الدجاني المقدسي بهدفين لهدف سنة 1945 ، ونقلت الإذاعة الفلسطينية سنة 1946 نهائي الكأس الذي شهد فوز الإسلامي العربي اليافاوي على ملعب البصة ، كما نقلت نهائي الدوري بين شباب العرب والإسلامي العربي بصوت المعلق عزام ، وانتقلت الإذاعة في بث حي من عمان لنقل مباراة إسلامي يافا والأهلي الأردني .
وفي المهجر واصل الفلسطينيون رحلة العطاء الإعلامي في مجال الرياضة ، من مختلف مناطق الشتات ، ونجحوا في تعويض غياب الحدث الرياضي الفلسطيني ، من خلال إبداعاتهم في مجال الصحافة الرياضية .
ورغم أن المؤرخين الرياضيين العرب يمرون بسرعة على معالم الريادة الفلسطينية في مجال الإعلام الرياضي ، إلا أن هؤلاء لا يستطيعون إغفال الدور الرائد لابن الناصرة موسى البشوتي ، الذي نقل سنة 1958 مباريات كأس العالم من السويد ، وكان شاهدا على ميلا بيليه ، كما أن ابن عكا أكرم صالح كان أشهر من نار على علم في مجال التعليق من الإذاعة البريطانية ومن إذاعة الشرق ، ومنهما استلم ابن بيت حنينا أفتيم قريطم المشعل ، مسمعا العالم صوت الإعلام الرياضي ، الذي ما غابت عن مخيلته نضالات القضية يوما !
ومن الإعلاميين الرياضيين الفلسطينيين ، الذين لا يشق لهم غبار ، ابن يافا خليل الريحان ، الذي عرف من أعمدة القبس الكويتية ، وابن قلقيلية نعيم جبارة رئيس قسم الرياضة في البيان الإماراتية ، اما ابن يافا وبلاطة والوحدات سليم حمدان فالكل يعرف إسهاماته في مجال الإعلام الرياضي الأردني والعربي ، وهو مرجع أمل من الأخ جبريل الرجوب استضافته لتسجيل مذكراته حول كرة القدم الفلسطينية ، لأنه يملك كنزا من المعلومات الهامة .
ولا أنسى هنا ابن جنين القسام محمد جميل عبد القادر ، الذي يتربع على عرس الاتحاد العربي للصحافة الرياضية العربية ، وابن رفح عبد اله أبو خاطر أحد الإعلاميين ، الذين يخططون لاتحاد العرب الكروي ، وهو كان رئيس القسم الرياضي في الوطن الكويتية ،ومثله خفيف الظل مصطفى الأغا رئيس القسم الرياضي للام بي سي ، من لاجئي سوريا ، وابن مخيم عقبة جبر جمعة نصار ... وغيرهم كثيرون ، من الفلسطينيين الذين أثروا المشهد الإعلامي الرياضي ، في بلاد العرب .
إنها إبداعات رياضية فلسطينية في مجال الإعلام الرياضي العربي ، المسموع والمقروء والمرئي ، وبين ظهرانينا من الإعلاميين الصادقين ، الذي أخذوا على عاتقهم الوفاء لرسالة جيل الرواد ، والأمل في أن يتواصل العطاء الإعلامي لأبناء فلسطين ، ولكن المهمة ليست سهلة ، لأن جدتي طالما قالت لي :" مش كل من نفخ طبخ" .. و"مش كل من صف الصواني .. صار حلواني" فمهنة الإعلام الرياضي ، تحتاج إلى موهبة وتأهيل وانتماء ونزاهة ، وغيرها من الصفات التي سنتوقف عندها في الأسابيع القادمة !
والحديث ذو شجون
[email protected]