|
فاكهة الملاعب قطار الدوري أحدث حراكا قد يكون الإرهاص المنتظر للنهوض بالكرة الفلسطينية
نشر بتاريخ: 09/09/2008 ( آخر تحديث: 09/09/2008 الساعة: 20:22 )
بيت لحم - معا - فايز نصار - يواصل قطار تصنيفي الممتازة في الضفة الغربية انطلاقته المظفرة ، التي أوصلته إلى نهاية المحطة الثالثة ، ضمن خط واضح ومعروف ، وفي ظلّ خطة مدروسة ، جعلت المسيرة تمتاز بالسلاسة ، في انتظار معالجة بعض جوانب الخلل ، التي منعت إحدى العربات من وصول المحطة الثالثة ، وأخرت وصول عربة أخرى !
الحياد الايجابي لم تصل عربة مباراة عسكر والعربي ، التي كان من المقرر أن تقام على ملعب قلقيلية ، لأن ممثلي أندية القدس اجمعوا على رفض اللعب في ملاعب الشمال ، لأنها - كما يرون - ليست محايدة تماما ، ولأن أندية الشمال ستستفيد من تنظيم مبارياتها على ملاعب قريبة ، ولذلك أعلنت الأندية المقدسية الإضراب عن التنافس في ملاعب الشمال ، حتى يعيد الاتحاد ترتيب المباريات بشكل يضمن الحيادية الكاملة ، وكانت النتيجة عدم إجراء مباراة العربي مع عسكر ، ليصبح الاتحاد في مواجهة أول الملفات الشائكة ، التي تحتاج إلى معالجة مدروسة بالحكمة والصرامة ، على طريقة أبي بكر رضي الله عنه ، دة في غير عنف ، ولين في غير ضعف ! حل عاجل ! قائد السفينة الاتحادية ، اللواء جبريل الرجوب أدرك أهمية معالجة الأمر بسرعة ، فقطع كل انشغالاته ، وتفرغ لحل المشكلة من خلال اجتماع مطول مع أندية القدس ، التي وافقت على مواصلة اللعب في الشمال ، حتى يأتي القرار الاتحادي الجديد ، بتعديل جدول المباريات ، التي تخص أندية القدس ! نفذ .. ثم اعترض والحق يقال : إن ما أقدمت عليه الأندية المقدسية ، شكل سابقة غير مستحسنة ، إلا أن تجاوب أندية القدس مع مساعي التدارك كان أمرا قدره الخيرون ، على أن يفهم الجميع أن سليل الأجهزة الأمنية اللواء جبريل الرجوب يفهم أن على الجميع " أن ينفذ ، ثم يعترض " وإلا أصبحت قرارات الاتحاد حبرا على ورق ، وضاعت هيبة القيادة الرياضية ، التي يتلمس فيها شارعنا الرياضي النجاح في وضع القطار الكروي على السكة الصحيحة . كل مبارياتنا ديربي والحق يقال أيضا : إن ترتيب بعض المباريات ، التي تخص أندية العاصمة كان مشوبا بشيء من الإجحاف ، ولكن إجراء جميع المباريات على ملاعب محايدة لا يضمن العدالة التامة في توزيع المباريات ، لأننا لا نملك ملاعب كافية ، تتوفر فيها كل أشراط النجاح ، وخاصة من حيث الإنارة الليلية والأمن ، وبالتالي لا مجال لقياس الأمر بالمتر والسنتمتر ، لان كل ملاعبنا محلية ، وكل مبارياتنا ديربي ، والحديث عن المسافة يأتي عندما يلعب اتفاق الدمام السعودي مع وحدة مكة المكرمة ، أو وداد تلمسان الجزائري مع اتحاد عنابة ، حيث المسافة بين المدينتين 1200 كم ، أما عندنا فلا مجال للحديث عن الملاعب البيتية ، لأن ملعب الخضر مثلا يبعد عن الخليل ، بمقدار ما يبعد إستاد عمان عن مخيم الوحدات في العاصمة الأردنية عمان ! تظلمات الشمال اضف إلى ذلك أن لأندية الشمال أيضا تظلماتها ، فقد حدثني مدرب بلاطة خليفة الخطيب عن الصعوبات التي تعترض تحول فرق الشمال إلى الوسط والجنوب ، مضيفا انه لو انطلق ناديان من نابلس والقدس إلى ملعب قلقيلية في الوقت نفسه ، فان النادي المقدسي قد يصل أولا ! ... وهذا مفهوم ، ولكن الذي يجب أن يكون مفهوما أيضا أن الدوري يجب أن يواصل انطلاقته ، من خلال تضحية وشراكة حقيقة من قبل الجميع ، لأن الأندية التي تملك إرادة الفوز ستحقق ذلك على أي ملعب كما حصل مع هلال العاصمة الذي أطاح بالثقافي الأكثر ترشيحا قرب معقله طولكرم ، فيما تعادل صور باهر الأكثر ترشيحا مع اتحاد نابلس الأقل حظا ، وفاز نادي جنين على ابو ديس ، رغم فارق التكهنات المسبقة بالنسبة للفريقين . آلية للحياد المُرضي باختصار لن يستطيع منظمو المباريات تحقيق العدالة المطلقة بين الأندية ولو حرصوا ،ولذلك ننصح بوضع آلية تضمن الحد الأدنى من العدالة ، بالنسبة للملاعب الخلافية ، التي لا تقع على المسافة نفسها بين الأندية ، وقد يكون الحل بقرعة بين الناديين ، على أن تكون الأولوية للنادي الذي لم تنصفه القرعة في أول مواجهة قادمة بين الناديين المعنيين ، وما أكثر المواجهات القادمة في الدوري والكأس والدرع ، إذا أردنا تنشيطا متواصلا لكرة القدم في بلادنا ! مواقيت بج بن ! وكما طالبنا مسبقا كانت دقة المواقيت العلامة الفارقة على سلامة التخطيط للدوري ، حيث أصبح الحكام يطلقون صافرات البداية في الموعد الموحد ، لأن الأندية تحمل الأمور على محمل الجد ، ولان شبكة راديو وتلفزيون العرب تنقل المباريات حصريا ، ولا مجال هنا للتراخي في مسالة الوقت ، مما جعل الأندية تعد العدة ، وتذهب إلى أماكن التباري قبل أربع ساعات من موعد المباراة ، وأصبح اللاعبون مرغمين على تناول طعام الإفطار بعيدا عن عائلاتهم ، في تضحية تتطلب تضحية أخرى من أصحاب المطاعم المطالبين بوضع تسعيرة رياضية ، لا مبالغة فيها . عودة العميد ولأن الشهية تأتي أثناء الأكل فقد شهدت بعض المباريات تحسنا في المستوى ، ونهضت بعض الفرق في محاولات التدارك ، وعاد الجمهور غالى المدرجات ، وخاصة جمهور العميد ، الذي كان الإضافة النوعية التي ساهمت في تحقيق الفوز الأول ، فيما فرضت المواجهات الأكثر قوة إعادة تشكيل للائحة الدوري ، بعد خسارة الامعري ، وتعادل المركز ، وعدم إجراء مباراة عسكر ، فاستراحت البيرة على سدة القيادة بالعلامة الكاملة دفاعا وهجوما . لا للأحكام المسبقة ! ولا يجب على لاعبي الامعري والثقافي البحث عن الذرائع لتحديد أسباب الخسارة ، فالمواجهات نارية ، وكل فريق معرض للخسارة ، ولا مجال للأحكام المسبقة ، على طريقة أحد مواقع الهواة ، الذي توقع سقوط رباعي الخليل الممتاز ، إلى الدرجة شبه الممتازة ، فجاء النهوض الخليلي بثلاث انتصارات للشباب ويطا والظاهرية ، فيما خسر الأهلي أمام الظاهرية ، في مباراة كان يمكن ان تتغير نتيجتها لولا الحلمان ! لكل مباراة ظروفها والأمل كما زال معقودا أمام كل الفرق ، لتفرز نفسها ضمن النخبة العشارية ، لأن المسافة بين الثاني والأخير لا تزيد عن ست نقاط ، فيما المسافة بين معظم الفرق لا تزيد عن ثلاث نقاط يمكن تعويضها بالفوز في الجولة القادمة ، ومعنى ذلك أن على جميع الفرق أن لا تستسلم لمقادير المباريات الثلاث الأولى ، وعلى الطواقم الفنية للفرق العمل بعقلانية على جبهة التحضير المعنوي للاعبين ، وإقناعهم بان لكل مباراة ظروفها ، وان فوز سلون بالستة على اتحاد نابلس مثلا لا يعني أن عميد القدس سيلتهم عميد الخليل ، وأن خسارة الهلال الدراماتيكية أمام جاره الصور لا يعني أنه سيكون فريسة للثقافي ... لكل مباراة ظروفها ، وكل فريق يجب أن يؤمن بإمكانيات لاعبيه ، وعلى المدربين أن يقنعوا لاعبيهم أن المستوى متقارب ، وأن أي فريق يمكن أن يفوز على أي فريق ، في هذا الدوري الملغوم ! نجم من وراء القضبان ! ويستحق رجال واد النيص الإشادة لأنهم عرفوا كيف يوقعون بالامعري المدجج بنجوم التعزيز ... ويستحق جدعان بلاطة الإشادة لسلاسة أدائهم أمام الإسلامي رغم الخسارة ، وشخصيا أستطيع الرهان على بلاطة ، التي تملك تشكيلة لا يزيد معدل أعمار لاعبيها عن 23 سنة ، وهذا ما يضمن المستقبل للجد عان ، حتى لو تعرض الفريق لبعض الزلات ... كما يستحق إسلامي بيت لحم الإشادة لأنه يملك نجما سيكون له شأن في الملاعب المحلية ، وأقصد معتز احمد حسان ، الذي كان مفتاح الفوز ، وكان النجم الأفضل في مباراة بلاطة والإسلامي ، وتأتي الإشادة لان الرجل غاب عن الملاعب لأشهر ليست قليلة قضاها وراء قضبان الاحتلال ، ولان الرجل يلعب في تحد موضوعي لإثبات الذات ، وفي محاولة للوفاء لشقيقه الشهيد ثائر ، وفي رغبة جامحة لاستعادة أمجاد الوالد احمد ، الذي تألق في صفوف الإسلامي وشباب الخليل ! سادية الجنود الأحباش ويبدو أن أندية القدس ، التي تحدثنا عن ملف مبارياتها في الملاعب الشمالية نسيت أن حاجز أريحا أصبح نقطة تفتيش سادية ، يتلذذ في جنباتها الجندي الحبشي بآلام الرياضيين الفلسطينيين ، وقد شاهدت كيف تأخر العائدون من مباراتي الجمعة والسبت على الحاجز العنصري لأكثر من ساعة ونصف ، وشخصيا كنت بين الجماهير التي طالبت المسئولين بمحاولة حل مشاكل الحاجز اللئيم ، كما أن النائب الرياضي جهاد طميلة كان بين المئآت من أنصار الأمعري ، الذي حوصروا في محيط حاجز أريحا ، وقد ينقل الرجل الأمر إلى السيد حسين الشيخ لعل المساعي تأتي أكلها ، كما أن على معالي الوزيرة ، أن تبحث مع وزيرة الرياضي الإسرائيلي ، العربي الأصل سبل تسهيل تنقل حجاج كرة القدم الفلسطينيين بين الملاعب . أحاديث المقاهي الجولة الثالثة انتهت على خير ، وأحاديث المقاهي أصبحت منصبة على حظوظ الفرق في البقاء في نخبة النخب ، والتوقعات لمباريات الجولة الماضية ، والتكهن حول نتائج الجولة القادمة ، مما أحدث حركا ، أزعم انه يمثل الإرهاص المنتظر لنهوض كرة القدم الفلسطيني ، في انتظار أن تنتقل عدوى الحراك الى الرياضات الأخرى . |