|
الجهاد الاسلامي تدعو إلى حشد كل الطاقات من أجل استعادة الوحدة الداخلية ووقف المفاوضات مع الاحتلال
نشر بتاريخ: 10/09/2008 ( آخر تحديث: 10/09/2008 الساعة: 22:01 )
غزة - معا أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين على ضرورة حشد وتسخير كافة الجهود المخلصة من أجل تعزيز لحمة ووحدة الجبهة الداخلية الفلسطينية، وتجنيب الشعب الفلسطيني وقضيته مزيدا من الويلات، مشددة على أن ما تشهده الساحة الفلسطينية من انقسام ألحق خسائر جسيمة بمستقبل القضية الفلسطينية، داعية السلطة الفلسطينية إلى وقف المفاوضات مع الاحتلال والانتباه إلى ما يمكن أن يوقف الجرح الداخلي النازف.
جاء ذلك في حفل الإفطار السنوي الذي أقامته حركة الجهاد الإسلامي على شرف الإعلاميين والمثقفين في مطعم الروتس جنوب مدينة غزة مساء اليوم الأربعاء، العاشر من رمضان ، بحضور حشد كبير من الصحفيين والشخصيات الاعتبارية والحقوقية، وكافة القيادة السياسية والتنظيمية لحركة الجهاد الإسلامي ، وكرمت خلال الحفل عدداً من ذوي الصحفيين الشهداء. وأكد الشيخ نافذ عزام القيادي في حركة الجهاد الإسلامي على ضرورة أن يركز الإعلاميون على الحقيقة بغض النظر عن جنسياتهم وأعراقهم وأحزابهم، مشدداً على ضرورة الابتعاد عن التزوير والإفك في نقل الرسالة الإعلامية وعدم إمكانية الفصل بين الرسالة الإعلامية الصادقة وبين رسالة الإسلام الخالدة، مشددا على أن جوهر عمل الإعلام مستمد من أخلاق الإسلام العظيم، داعيا إلى ضرورة أن يركز الإعلاميون على نقل الحقيقة مجردة من أية أهواء وتوجهات حزبية وسياسية بما يخدم الأهداف الحقيقية السامية للرسالة الإعلامية. وأوضح الشيخ عزام " أن الاستناد إلى الدليل والبرهان والبينة من أهم السمات التي تميز عمل ورسالة الإعلام الهادف، مبيّناً أنه لا يجوز أن ننحرف عن قيم الحق والعدالة في تناولنا للرسالة الإعلامية حتى وإن كان ذلك مع أعدائنا." كما وأوضح أن الابتعاد عن التعبئة الحزبية الضيقة هي من أهم السمات التي تميز الرسالة الهادفة للإعلام، داعياً إلى ضرورة أن يحافظ الإعلاميون على نضارة هذه الرسالة السامية والعظيمة. وأضاف الشيخ عزام:" لاشك أن هناك رسالةً مقدسةً للإعلام في هذه المنطقة من العالم التي يحتدم بها الصراع بين الحق والباطل"، لافتاً إلى أن لحقيقة واضحةٌ تماماً في هذا الصراع. كما توجه الشيخ عزام بالتحية والشكر الشديدين للإعلاميين الفلسطينيين لدورهم الكبير في فضح الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، داعيا إياهم إلى مزيد من البذل والعطاء خدمة لأهداف شعبهم وصونا لحقوقهم العادلة. بدوره، تطرق الدكتور محمد الهندي القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، إلى آخر المستجدات التي طرأت على الساحة الفلسطينية مؤخراً، حيث شدد على أن شعبنا مقبلٌ على مواجهة جديدة مع دولة الاحتلال، وعليه أن يقيم حساباته من الآن فصاعداً على هذا الأساس مبيناً أن المواجهة الجديدة والمرتقبة مع دولة الاحتلال تتطلب منا كفلسطينيين بذل جهود مشتركة لمواجهة التحديات الجسام التي تنتظر شعبنا، بدلا من التفرغ للصراعات الداخلية والتجاذبات السياسية، داعيا جميع القوى على الساحة الفلسطينية إلى البدء والشروع فورا في حوار داخلي جاد ينهي حالة الانقسام والصراع الداخلي المقيت الذي ألقى بظلاله القاتمة على مستقبل المشروع التحرري الفلسطيني. وانتقد د.محمد الهندي استمرار المفاوضات "العبثية" التي تجريها قيادة السلطة الفلسطينية في رام الله مع دولة الاحتلال الإسرائيلية، مؤكدا انه لا أفق لأي تسوية سياسية مع دولة الاحتلال، مستشهداً في ذلك إلى قول رئيس طاقم التفاوض الفلسطيني أحمد قريع (أبو العلاء) :" إن حصيلة المفاوضات صفر"، بالإضافة إلى تلويحه بخيار الدولة ثنائية القومية ، وهذا ما يستدعي قيام السلطة بمراجعة حساباتها ومصارحة شعبها ، مضيفا أننا كنا نتوقع من قيادة السلطة ممثلة بالرئيس محمود عباس أن يقف ويعترف بنتائج المفاوضات التي أجرتها السلطة مع دولة الاحتلال على مدار السنوات الماضية، مؤكدا أن هناك فرق واضح بين القيادة الفلسطينية والإسرائيلية في التعاطي مع جمهورها خاصة فيما يتعلق بما تتمخض عنه المفاوضات. وجدد القيادي الهندي دعوة حركته للحوار الوطني وتجاوز حالة الانقسام التي أضرت كثيرا بشعبنا وقضيته، قائلاً:" يجب أن يكون الحوار بروح صادقة وفي ظل مناخات إيجابية"، مطالباً حركتي "فتح" و"حماس" بالاعتراف بأخطائهما ومحاولة علاجها، والتوقف عن التحريض المتبادل عبر وسائل الإعلام والعمل فورا على إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين، والتوقيع على ميثاق شرف يحرم اللجوء إلى العنف في حل الإشكالات الداخلية. وفيما يتعلق بالإضراب الذي يشهده قطاعي التعليم والصحة في قطاع غزة، فقد دعا د.الهندي إلى ضرورة تجنيب شعبنا مزيدا من المعاناة، معتبرا ذلك الإضراب بمثابة إضراب سياسي بامتياز لا يخدم مصالح شعبنا، مطالبا كافة الموظفين بالالتحاق بوظائفهم والوقوف عند مسؤولياتهم تجاه أبناء شعبهم. كما تطرق د.الهندي إلى الدعوة العربية التي تتحدث عن إمكانية استقدام قوات عربية إلى قطاع غزة، مؤكدا موقف حركته الرافض إلى مثل تلك الدعوة، مشيرا إلى أن الجيوش العربية مهمتها أعظم من ذلك ألا وهي التقدم لرفع الضيم الواقع على أبناء شعبنا وتحرير مقدساته وأراضيه وكسر الحصار المفروض عليه. وفي ختام الحفل تم تكريم كل من عائلة الشهيد الصحفي حسن شقورة والشهيد الصحفي فضل شناعة وصحيفة الاستقلال بمناسبة مرور أربعة عشر عاما على انطلاقها وإذاعة صوت القدس، ود.عصام يونس مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان. بدورهم عبر الصحفيون والإعلاميون الفلسطينيون عن شكرهم وتقديرهم لحركة الجهاد الإسلامي وجهودها في خدمة الإعلام والإعلاميين، وتأكيدها الدائم على احترام حقوقهم وتسخير كل الإمكانات من أجل تسهيل مهماتهم الإعلامية. |