وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

عبر وكالة "معا": اسير فلسطيني يوجه رسالة من زنزانته الى شمعون بيريس

نشر بتاريخ: 12/09/2008 ( آخر تحديث: 12/09/2008 الساعة: 14:57 )
القدس -معا- بعث الاسير الفلسطيني اكرم ابو حسين ابو سنينة والمعتقل في سجن النقب الاسرائيلي برسالة الى رئيس الدولة العبرية يطالبه فيها بدعم فكرة اقامة دولتين لايجاد حل امن للشعبين.

وكالة "معا" تنشر الرسالة كما وردت حرفيا دون تعليق ودون ان تعني هذه الرسالة انها تعبر او لا تعبر عن رأي وكالة "معا" :


بسم الله الرحمن الرحيم
سيادة وحضرة رئيس دولة اسرائيل السيد شمعون بيريس المحترم

تحية طيبة والسلام عليكم وعلى كل مواطن اسرائيلي وفلسطيني آمن بحل الدولتين ويعمل على تحقيق هذه الغاية وبعد.......

لقد ترددت كثيرا قبل الاقدام على كتابة هذه الرسالة ،ولكن في نهاية المطاف قررت وحسمت امري واتخذت قراري لان اكتب لك ولا سيما بعد سماعي تعليقكم على قضية الاسرى الاسرائيليين عند حزب الله وتأكيدكم على ضرورة اطلاق سراحهم واسترجاعهم الى ذويهم بغض النظر عن طبيعة ونوعية الثمن لطالما الامر كله مرتبط بالقيم والاخلاق والمشاعر النبيلة الطيبة ومن يتحلى بالقيم والاخلاق والمشاعر النبيلة وقلبه مليء بالمشاعر النبيلة ...

ومن يؤمن ايمانا مطلقا بان النصر دائما يكون للعدالة والسلام والمحبة مهما تعاظمت قوى الشر والاستبداد ..اكيد لا يرضى ولا يقبل بأي حال من الاحوال ان يمارس الظلم والاستبداد والقهر والانتقام بحق الاخرين... ومن لا يرضى ولا يقبل الظلم والاستبداد والانتقام بحق الاخرين, عليه ان يمارس قناعاته ومعتقداته الانسانية وفي كافة الميادين وبجميع الاتجاهات, ولا سيما وانكم يا سيادة الرئيس من اصحاب القيم والاخلاق وقلبك مليء بالمشاعر النبيلة... اكيد انك لا ترضى ولا تقبل بممارسة الظلم بحق الناس خاصة وانت من اصحاب القرار وذو مكانة عظيمة ومحترمة في المجتمع والدولة الاسرائيلية تمكنك من التأثير الفعلي الايجابي في وقف الظلم والاستبداد الذي يمارس بحق ابناء الشعب العربي الفلسطيني بشكل عام وبحق الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين حيث الظلم والاهانة والاستبداد الذي يمارسونه بعض افراد وقيادات الاجهزة الامنية العاملة في المناطق الفلسطينية في الضفة الغربية حيث اصبح لكل فلسطيني يعيش في المناطق الفلسطينية ويتم اعتقاله واحتجازه في السجون والمعتقلات الاسرائيلية اصبح يمثل حكاية ويعيش مأساة قاتلة له ولذويه معا..

تماما مثلما هو حاصل معي شخصيا حيث ان مأساتي ابتدأت من ليلة 30/8/2007 حيث في هذه الليلة وصلت الى منزل اخي المجاور لمنزلي قوة من الجيش الاسرائيلي بهدف اعتقال اخي ولكن لسوء حظي لم يكن أخي موجود في منزله حينها طلب مني مسؤول القوة العسكرية الاتصال بأخي ومعرفة مكان وجوده وفعلا قمت بالاتصال بأخي وعرفت مكان وجوده وطلبت منه العودة الى المنزل ولكنه كان موجود في رام الله وعندما عرف مسؤول القوة بمكان وجوده طلب منه العودة وتسليم نفسه واتفقا ان يسلم نفسه في صبيحة 30/8/2007 ..ولسوء حظي ولسوء تقدير وتصرف ضابط المنطقة الاسرائيلي الذي حضر بعد ساعات تقريبا حيث حصلت بيني وبينه مشادة كلامية على خلفية انه سيحتجزني حتى يسلم اخي نفسه.. وفي اللحظة التي قلت له ان احتجازي بدل اخي تصرف غير منطقي وتجاوز لكافة القوانين بما فيها القوانين الاسرائيلي وبدل ان يتراجع عن قراره هددني بالاعتقال الاداري حتى انه نفذ تهديده واصدر تعليماته للجهات المختصة بتحويلي للاعتقال الاداري برغم علمه انني مريض بالقلب وبحاجة الى عملية جراحية...

لقد تم تحويلي الى الاعتقال الاداري لمدة ستة اشهر برغم ان اخي المطلوب قد سلم نفسه بعد ثلاثة ساعات تقريبا من احتجازي وانتهت المدة ولم يفرج عني بل تم تجديد الاعتقال الاداري لمدة ستة شهور للمرة الثانية في اليوم الذي تقوم فيه حكومتكم بالافراج عن 199 اسير فلسطيني كبادرة حسن نوايا حسنة اتجاه الرئيس الفلسطيني ابو مازن اصدر ضباط المنطقة الاسرائيلي في مدينة الخليل اوامره بتجديد فترة اعتقالي الاداري لمدة ستة شهور للمرة الثالثة على خلفية انني ناشط في صفوف حركة فتح واشكل خطر على امن المنطقة والجمهور... مع العلم انه تم الافراج عني ومجموعة من الاسرى الفلسطينيين كبادرة حسن النوايا اتجاه الرئيس الفلسطيني والحكومة والشعب المصري في اواخر عام 2004 بعد الافراج عن المواطن الاسرائيلي عزام عزام الذي كان انذاك معتقل في السجون الاسرائيلية .

ومن هنا وانا رهن الاعتقال الاداري ومن خلال رسالتي هذه اود ان اطرح على سيادتكم كرئيس لدولة اسرائيل الدولة التي تتغنى بانها دولة قانون وتحافظ على حقوق الانسان مجموعة اسئلة لعل وعسى ان تكون الاجوبة عليها تتمثل في تدخلكم المبااشر لانهاء الظلم والمعاناة والعذاب الذي يعانون منه الاسرى الفلسطينيين بصفة عامة والمعتقلين الاداريين وذويهم بصفة خاصة :
السؤال الاول: الا تعتقد يا سيادة الرئيس ان اسلوب الاعتقال الاداري الذي تطبقه الاجهزة الامنية الاسرائيلية بحق الفلسطيني يعتبر اساءة لدولة اسرائيل ذات الطابع القانوني والديمقراطي...؟؟

السؤال الثاني: الا تعتقد يا سيادة الرئيس ان الاعتقال الاداري يمثل تعدي فاضح على قناعاتكم وتوجهاتكم ذات القيم والاخلاق والمشاعر النبيلة والتي تطالب قادة العرب في كل مناسبة تطبيقها داخل مجتمعاتهم..؟!

السؤال الثالث: هل يوجد في القوانين والانظمة الاسرائيلية ما يشرع قتل الاخرين لمجرد الشك فيهم انهم يشكلون خطرا على المجتمع الاسرائيلي....؟!

السؤال الرابع: هل تعتقد يا سيادة الرئيس ان ممارسة الظلم والقهر والقمع من قبل بعض افراد وقيادات الاجهزة الامنية الاسرائيلية بحق ابناء الشعب الفلسطيني تعزز الثقة بين الشعبين وبالتالي تحقيق السلام المنشود بين الشعبين...؟!

السؤال الخامس: انتم ايها الاسرائيليون قيادة وشعب ما الذي تريدونه...؟؟ وهل حقا تريدون السلام...؟ واذا كان وما يزال السلام يشكل لكم هدف مقدس فالسلام ليس علاقات دبلوماسية واتفاقات اقتصادية بين الحكومات او علاقات اجتماعية تنسج بين قيادة الشعبين !! وانما السلام يحقق بين الشعبين انطلاقا من رفع الظلم والقهر والحرمان والذي يمارس مع وجود الاحتلال الجاثم على صدور ابناء الشعب العربي الفلسطيني..

وقبل ان انهي رسالتي هذه اود ان اقول لك يا سيادة الرئيس: لا تعتقد باي حال من الاحوال ان رسالتي هذه هي استرحام او توسل انما هي رسالة اردت من خلالها اعلامكك انه يوجد من بينكم من اساء لدولتكم وقيمها الاخلاقية التي تتغنون بها في كل مناسبة وفي الوقت الذي ندعو الله سبحانه وتعالى فيه ان ينعم علينا بالحرية والصحة والعودة الى اهلنا ندعو الله ايضا ان يطلق سراح جلعاد شاليط كي ينعم بالحرية والصحة والعافية والعودة الى اهله واصدقائه.
تحياتي لك ولكا انسان يعمل ويسعى لتحقيق السلام الحقيقي والعادل بين الشعبين.

27/8/2008
المعتقل اكرم ابو حسين ابو سنينة -سجن النقب.